شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
شباب مصريون يعيشون ككوريين، لأنهم وجدوا في كوريا العالم المثالي

شباب مصريون يعيشون ككوريين، لأنهم وجدوا في كوريا العالم المثالي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 25 سبتمبر 201712:15 م
بعيداً عن صخب الميديا وهوسها بموسيقى الروك أند رول والبوب الأمريكي، يلمع اسم الشابة المصرية شيماء علي في أوساط محبي الموسيقى الشرقية، وتحديداً إلى أقصى الشرق حيث كوريا الجنوبية. فازت شيماء بالمركز الأول للغناء باللغة الكورية، بأغنية أبهرت ممثلين عن السفارة الكورية بالإسكندرية، وترشحت لمسابقة عالمية باسمها واسم مصر، تقام سنوياً في كوريا لمحبي ومغنيي الأغاني الكورية. شابة تفوز لغنائها بلغة غير مألوفة الأسماع في مصر والوطن العربي، وراءها قصة نجاح وإصرار، رصيف22 حاورها لمعرفة تفاصيل إتقانها للغة الكورية وعشقها لثقافة الشرق الأقصى.
من هي شيماء؟ أنا طبيبة قلب من مدينة الإسماعيلية، ورئيسة نادي مشجعي إحدى الفرق الغنائية الكورية الشبابية وهو tvxq/jyj، ونادي المعجبين المصريين الذي أتولى قيادته يدعى "cassiopia"، أطلق على اسم مجموعة نجوم في السماء على شكل حرف W. ومؤخراً حصلت على المركز الأول في مسابقة دولية ينظمها المعهد الثقافي الكوري للغناء بالكورية في كل دول العالم، فزت بالمركز الأول من مصر. كيف اشتركت في تلك المسابقة؟ اشتركت في مهرجان لموسيقى البوب الكورية، يقام سنوياً منذ 7 أعوام، ويعتمد على اختيار فائز أو اثنين من كل دولة، ويتم تصفية الفائزين من قبل اللجنة المنظمة في كوريا، ليختاروا منهم عدداً محدداً للمشاركة في المسابقة العالمية السنوية في مدينة تشانجوون بكوريا. وأنا فزت لهذا العام بالمركز الأول في مصر في المسابقة التي أقيمت في ختام يوليو الماضي في مكتبة الإسكندرية، وبحضور سونجو يون السفير الكوري ومشاركة فرقة جامعة سيول الوطنية للموسيقى الكورية التقليدية، مع 12 متسابقاً آخرين قدموا مختلف ألوان الثقافة الكورية من غناء ورقص حديث". كيف وقع خيارك على الأغنية الفائزة؟ هي لمغنية كبيرة "صولو" تعادل مكانة فيروز لدينا، تدعى "لي سون هي" اخترتها لأنني أحببت كلماتها، تدعى "faith"، وتركز على إبراز الـ Vocals، ورغم معانيها الحزينة فهي أغنية رائعة. تدور قصتها عن عاشقين لم يتمكنا من أن يجتمعا في الحياة، فتقول له حبيبته إنهما سيتقابلان في الحياة الأخرى، ويحققان ما لم يستطيعا تحقيقه في الدنيا". برأيك، لماذا اختارتك لجنة التحكيم؟ "كانوا معجبين بغنائي لعدة أسباب، من بينها أن غالبية من كان يشارك بالغناء كان يختار أغاني حديثة للبوب والفرق الحديثة وغيرها، أو أغاني المسلسلات الدرامية، لكنني غنيت لمغنية كبيرة وأغنية تعتبر تراثية قديمة". أين تدربت على الغناء؟ ليس في أي مكان، أغني وأنا أغسل المواعين. لكنني اشتركت في المهرجان من العام الثاني لتنظيمه عام 2010، وعام 2011 كنت أنهي اختبارات البكالريوس في الجامعة ولم أتمكن من المشاركة. أما في عام 2012 فلم أفز بأي مركز، وكذلك عام 2013. عام 2014 فزت بالمركز الثالث، وعام 2015 لم يكن مسموحاً لي المشاركة لفوزي في العام السابق، ثم عام 2016 تم رفضي من تجارب الأداء بحجة أنني كنت غير لائقة، إلى أن فزت عام 2017 بالمركز الأول".  21272713_1444069449009961_4967629314361395586_o21272713_1444069449009961_4967629314361395586_o كيف ولد لديكِ شغف الثقافة الكورية؟ "منذ قرابة 14 عاماً حين كان التليفزيون المصري يعرض مسلسلات كورية أعجبت بها وأحببتها، ثم بدأت البحث عن غيرها من أفلام ومسلسلات وأغانٍ وكي بوب عبر الانترنت. عام 2008، بدأ المركز الثقافي الكوري في عمل كورسات لدراسة اللغة، اشتركت فيها، لكن واجهت بعض الصعوبات، خصوصاً في ضبط المواعيد بين دراسة الطب واللغة الكورية. رغم ذلك لم أتوقف عن دراستها، بحثت عن مصادر أخرى عبر الانترنت، وعكفت على دراستها في المنزل، كما كنت أواظب على حضور فاعليات وأنشطة المركز الثقافي الكوري، من ندوات مختلفة عن الثقافة الكورية، وحفلات ومسابقات لرياضة التايكوندو، ومسابقات تهجئة للغة الكورية وغيرها". هل لكِ أن تعرفينا أكثر على الثقافة الكورية؟ موسيقى البوب الكورية أو الهاليو آخذة في الانتشار منذ عام 2000، وسط دعم كبير من السفارة الكورية لتبادل الثقافتين العربية والكورية في العالم العربي، ما شجع العرب على التواصل مع الكوريين، كذلك للتشابه الكبير بين الثقافتين، فالثقافة الكورية ليست منفتحة كالغربية الأوروبية والأمريكية، وليست منغلقة، بل وسطية، وتشبه ثقافة المصريين، كما أن طباع الكوريين تشبه إلى حد كبير طباع المصريين". [caption id="attachment_122665" align="alignnone" width="700"]TVXQ 618568 TVXQ[/caption] لماذا تعلق الشباب بالموسيقى الكورية؟ الشعب الكوري معروف بحبه للموسيقى وموهبته في الفنون، كما لديه العديد من الآلات الموسيقية التي تشبه تلك التي نعزف عليها، مثل القانون والناي والربابة. وقد علّق أحدهم على طريقة غنائي في المسابقة في الفيديو الذي انتشر عبر اليوتيوب قائلاً: "المصريون والعرب عموماً من أحسن الناس اللي بيعرفوا يغنوا أغاني كوريا القديمة، اسمها تروت، لتشابه التراث الموسيقي في البلدين".
أما بالنسبة للبوب الكوري، فالموسيقى الحديثة فيها المستوى نفسه من الموهبة وإن اختلفت الطريقة، والناس تعشقها لجودة الموسيقى والمعاني الجميلة، التي تختلف عن الغرب. الشباب تعلق بالثقافة الكورية وليس فقط البوب، لأنهم وجدوا في كوريا العالم المثالي في خيالهم. أين الاختلاف بين الموسيقى الكورية والغربية؟ الأغاني الكورية معظمها يدخل فيها تشابيه من الطبيعة الجميلة التي لديهم، وطريقة تعبيرهم عن المشاعر ومشاعر الحب خصوصاً مختلفة، وليس بها إسفاف أو ابتذال مثل الغرب، هم يعبرون عن الحب والمشاعر بطريقة محترمة وراقية كما أن فيها دفئاً ملموساً.
صحيح أن كوريا لم تحتل مصر كإنجلترا وفرنسا لنعرف موسيقاها، لكن بعد عرض المسلسلين الكوريين "Winter Sonata أغاني الشتاء" و"خريف في قلبي Autumn In My Heart" في يناير وفبراير 2005 تعرف المصريون على المجتمع الكوري. لكن الإنترنت ساهم في انتشار الأغاني والثقافة الكورية بين الشباب وهم أكثر فئة تستخدمه، كما أن المجتمع الكوري هو مزيج من مجتمعنا ومن الغرب، بمعنى أن لديهم التقاليد والأصول واحترام الكبير والعائلة، حتى في لغتهم فإن أساليب الاحترام كثيرة، وفي الوقت نفسه هم مجتمع متقدم جداً، حين سافرت إلى كوريا لم أشعر بالغربة، فالمجتمع ودود مثلنا". وماذا بعد فوزك بالمسابقة؟ هناك مهرجان نهائي يقام في كوريا، يختار المنظمون فيه 15 فائزاً من جميع المسابقات التي أجريت، والحاصلون على المراكز الأولى حول العالم، ومنذ بداية المسابقة لم يشارك أي فائز من مصر فيها، لكن هناك معايير سياسية ثابتة لاختيار الفائزين، كأن يشارك سنوياً الفائز من كل من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل. ظهرت النتيجة في نهاية أغسطس ولم يتم اختياري للمشاركة في المسابقة العالمية. كيف اكتشفت موهبتك؟ في الجامعة، حيث وجدت الباب مفتوحاً لممارسة العديد من الأنشطة والهوايات، منها الغناء والعزف والتمثيل والمسرح، وفيها عرفت الغناء وبدأت تنمية مهاراتي، وحصلت على المركز الأول للغناء في كورال الجامعة عام 2010 في "أسبوع شباب الجامعات"، وكل ذلك بدون تدريب. كان العامل الأول لانجذابي للغة الكورية الموسيقى وأغانيهم التي أحببتها جداً، بدأت بسماع أغانيهم وترديدها بمفردي. وشيئاً فشيئاً، أصبحت أجيد ترديدها ثم غنيت أغاني كاملة.
ماذا عن نوادي معجبي الفرق الكورية؟ مع ظهور الفرق الغنائية الكورية ظهرت نوادٍ للمعجبين بهم في الوطن العربي، مثلاً النادي الذي أترأسه "TVXQ/JYJ" أثبتوا أنهم أفضل النجوم في موجة الهاليو، لأن عروضهم الحية لا تفشل أبداً، وأثبتوا أنهم قابلون للتطور. كما أنني سافرت إلى كوريا لحضور إحدى الحفلات للفريق، وأهديت الفريق كتابين بالإنجليزية عن مصر، الأول عن الحضارة الفرعونية والثاني عن الطبخ المصري، وورق بردى صنع يدوياً مرسوم عليه صورة كل عضو من أعضاء الفريق، ورسوم شعبية رمزية مصرية مثل المولد ونهر النيل وغيرهما، كما سجلت برنامجاً حوارياً مع راديو "كي بي أس KPS" أحد أكبر وأشهر المحطات الإذاعية الكورية.
ويعد نادي معجبي فريق " SS501" من أقدم النوادي للـ"فاندوم" أي مجموعة معجبين، تم تأسيسيه عام 2005 ، بعد 6 أشهر من تأسيس الفرقة، بدأ في كوريا وانتشر في أنحاء العالم، ودخل مصر عام 2007، كنادي المعجبين لدعم ومساندة الفريق". وعن أنشطة الفريق تقول: "قام بتزيين أتوبيس للاحتفال بالذكرى السنوية الثامنة، ملصق عليه صور إهداء من المعجبين العرب للفريق، طاف شوارع العاصمة الكورية سيول لمدة 37 يوماً، واشترى النادي نجمة في السماء من المرصد الأسترالي وتم تسجيلها باسم الفريق كنوع من إظهار الدعم.
كما توجد عدة فرق كورية نجحت في دخول موسوعة غينيس مثل فريق Cassy، وهو الاسم المصطلح لتسمية مشجعي فريقTV/XQ5 الكوري، ودخل الموسوعة كأكبر نادٍ معجبين بعد تحقيقه عدد أعضاء وصل إلى 850 ألف معجب عبر العالم في عام 2008، واستطاعت أغنيتهم mitotic دخول موسوعة غينيس بأكبر نسبة مشاهدة وتوزيع، وبعدها انقسمت الفرقة إلى فرقتين عام 2009، الأولى حملت الاسم نفسه، والثانية باسم "جي واي جيJYJ "، لكن ظل نادي المعجبين يشجع الفرقتين معاً".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard