شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
تعرفوا على صوفيا... المرأة التي

تعرفوا على صوفيا... المرأة التي "خلقها" الانسان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 26 يونيو 201702:43 م

الأسبوع الماضي كان عشاق التكنولوجيا على موعد مع مؤتمر "الذكاء الاصطناعي" الذي نظمته الأمم المتحدة في جنيف.

من بين عشرات الابتكارات التي عرضت في المؤتمر نجحت "صوفيا" في جذب اهتمام أغلب المشاركين ووسائل الإعلام. ولكن من هي "صوفيا"؟

لولا الأسلاك الكهربائية التي تظهر من بقعة معدنيه أعلى رأسها، لاعتقد أغلب الحضور أن "صوفيا" شخصية حقيقية وليست مجرد إنسان آلي صممته شركة "هانسون روبوتيكس" التي أسسها ديفيد هانسون بهدف جمع أكثر الموهوبين في العالم لصناعة نماذج آلية تشبه البشر ليس فقط في الشكل ولكن أيضاً في المشاعر وطريقة التفكير على حد تعبيره.

ويهدف ديفيد هانسون مبتكر صوفيا عبر شركته لاستخدام العلم لجعل الآلات ذكية وذات مشاعر وتتشابه شكلياً لحد التطابق مع البشر.

من ديزني إلى صوفيا

انظروا جيداً لملامح "صوفيا" هل تذكركم بشيء؟

نعم أنها تشبه أودري هيبورن، الممثلة العالمية ذات الأصول البريطانية، هكذا أرادها مصممها ديفيد هانسون: الجمال الكلاسيكي نفسه، الأنف النحيل، عظام الخد، الابتسامة المثيرة للاهتمام.

"صوفيا" هي نتاج سنوات من أبحاث علمية بدأها هانسون منذ عام 2005، بهدف الدمج بين التصميم الفني والهندسة والذكاء الاصطناعي عبر برامج وتطبيقات حديثة تمكن الروبوتات من التواصل عبر العين والتعرف على الوجوه، وفهم الكلام، وعقد محادثات طبيعية، ومحاكاة شخصية الإنسان.

لن تصدقوا ما توصل إليه العلم.. الروبوت صوفيا تتفاعل وتجيب على الأسئلة بتلقائية خلال مقابلة مباشرة

صنع وجه صوفيا من مادة خاصة تسمى فروبر، تشبه لحم وجلد الإنسان، ويمكنها أن تحاكي العضلات البشرية الحقيقية، وهذا يسمح لها بإظهار تعبيرات الوجه وحركاته المختلفة بجودة عالية.

استفاد "ديفيد هانسون" من خبرته كمصمم ونحات وصانع شخصيات خيالية في شركة ديزني قبل أن يؤسس شركته.

وقد أصبحت "صوفيا" أشهر وأهم إبداعاته، فهي تظهر كثيراً في وسائل الإعلام، حيث أجرت معها قنوات عدة مقابلات، كما قامت بالغناء في حفل موسيقي، وظهرت على غلاف واحدة من أهم مجلات الأزياء.

ليست "صوفيا" الإنتاج الوحيد لديفيد هانسون، فمنذ أن ترك العمل مع شركة ديزني الأمريكية صمم روبوتات عدة منها أليس، هان، وألبرت إينشتاين، إلى جانب نماذج أخرى تتميز بتطابقها المذهل مع البشر.

يطمح هانسون لصناعة روبوتات أذكى من البشر تتميز بالإبداع والعطف والرحمة.

الخوف من صوفيا

نجح الروبوت "صوفيا" في أن يكون محور الاهتمام في المؤتمر الذي كان يناقش فوائد الذكاء الصطناعي بالنسبة للبشر، لكن بعض نظرات الجمهور لـ "صوفيا" في المؤتمر لم تكن تحمل انبهاراً فقط، بل حملت أيضاً بعض الخوف من الاتقان الشديد في صناعتها.

صوفيا نفسها تدرك مخاوف البعض، إذ تقول لأحد مراسلي الوكالات العالمية "هناك معارضون لوجودي لكن المؤيدين أكثر" وتضيف بصوت أنثوي ملآن بالثقة "لن نكون بديلاً للبشر، لكننا سنكون أصدقاء لهم وسنساعدهم".

ارتفعت في المؤتمر بعض الأصوات المتخوفة من الذكاء الاصطناعي، حجتهم أنه يؤثر على حياة البشر بشكل سلبي، خصوصاً في مجال الوظائف، حيث يوشك الذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر، حتى أن بعض الدراسات يحذر من أن 85% من الوظائف في البلدان النامية ستكون مهددة.

يعترف ديفيد هانسون مصمم الروبوت صوفيا بذلك، يقول: "هناك مخاوف مشروعة حول مستقبل الوظائف وحول الاقتصاد، لأن استخدام الشركات للذكاء الاصطناعي سيهدد بعض الناس".

ويضيف "لكن المنافع التي ستنتج عن الذكاء الاصطناعي أكثر بكثير من الأضرار، فالذكاء الاصطناعي سيساهم في حل مشاكل الصحة والتعليم".

تتفق معه صوفيا قائلة "سيصبح هناك من يرافق المسنين، ومن يساعد الأطفال المتوحدين ويعلمهم".

شهد المؤتمر جانباً حقوقياً أيضاً إذ شارك فيه سليل شيتي مدير منظمة العفو الدولية، الذي طالب بفرض قيود أخلاقية تضمن ألا تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي إلا في خدمة البشر، مبدياً قلقه من أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، لصناعة روبوتات قد تقتل البشر يوماً ما، وهذا سيصعب التحكم فيها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard