شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

كيف تستمتع بسهرة رأس السنة من دون أن تخسر مئات الدولارات؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 21 ديسمبر 201610:30 ص
"أسعار جنونية تلهب جيوب المواطنين"، هكذا يمكن اختصار معظم حفلات رأس السنة في العالم العربي، في ظل وجود شركات إنتاج أقل ما يقال عنها إنها "حيتان مال"، تتسابق لتستقدم الفنان النجم، القادر على اصطياد أصحاب السيجار الفاخر، والمجوهرات البرّاقة، وتذاكر الألف دولار. ربما أنت متردّد لم تحدّد بعد وجهتك في العيد، لأنك لا تؤمن بصرف ثروتك الصغيرة خلال ليلةٍ واحدة؟ من حق أي شخص التمتع بهذه السهرة الاستثنائية ضمن إمكاناته. من هذا المنطلق، نقدم باقة من الأفكار البسيطة والعملية التي قد تساعدك على الاحتفال بليلة رأس السنة بأقل كلفة ممكنة.
  • التّسكع في الساحات العامة

في كل بلدان العالم، شوارع وساحات كبيرة تفتح ذراعيها ليلة رأس السنة، لاستقبال جميع الناس، بغض النظر عن عمرهم، ودينهم، ولونهم، وطبقتهم، وجيوبهم. والأمثلة على ذلك كثيرة: ففي لبنان، تُعدّ "ساحة النجمة" من أكثر الأماكن استقطاباً للناس في هذه الليلة المميزة. تلبس الساحة أبهى حللها، من خلال الديكور الخاص بالعيد، والأغاني الحماسية التي تجعل المرء يتخلّى عن "النزعة النرجسية" ويتصرّف بعفوية، فيقفز ويرقص ويعبّر عن فرحه بشتّى الطرق دون الاكتراث لآراء الناس. ناهيك بوجود عدة فرق موسيقية تجول في شوارع بيروت، وتأخذ على عاتقها مهمة ترفيه الجمهور بعزف أجمل المقطوعات الموسيقية وأغاني العيد. وحين تدقّ الساعة الثانية عشرة، يتبادل الناس المعايدة والقبلات والعناق. بدورها تحوّلت دبي إلى وجهة سياحية عربية وعالمية ليلة رأس السنة، لكونها تولي العيد أهمية كبرى. ولا نبالغ إذا قلنا إن مظاهر الاحتفال، خصوصاً في برج خليفة، هي من بين الأجمل في العالم إذ تغص ساحاتها بالناس، وتنظم برامج فنية تجذب السياح، وتلقى استحسانهم. وفي أبو ظبي، تحديداً في جزيرة الماريه، ينطلق عادةً برنامج احتفالي ضخم يمتد طوال الليل، ويتضمن عروضاً موسيقية في الهواء الطلق، إضافة إلى ألعاب السحر والحركات البهلوانية، وتتوج هذه الاحتفالات بعدّ تنازلي عند منتصف الليل، إيذاناً ببدء العام الجديد، يرافقه عرض مدهش للألعاب النارية. أما في مصر، الغنية بتنوعها الثقافي والحضاري، فيجد المرء نفسه أمام عدة خيارات للاحتفال برأس السنة. فالمولات التجارية تفتح أبوابها في هذه الليلة وتنظم المسابقات الترفيهية ضمن أجواء بديعة. كما بإمكان المرء التّوجه إلى الحدائق العامة التي تجذب العائلات بشكل خاص، نظراً للمظاهر الاحتفالية التي تشهدها، بكلفة منخفضة، أو الذهاب إلى نهر النيل الذي يبقى مصدر الإمتاع في كل المناسبات، فتنظم على ضفافه الكثير من الاحتفالات والكرنفالات. وفي حال أردت أن تحتفل بالعيد مع الملايين حول العالم بكلفة "صفر"، كل ما عليك فعله هو التّوجه إلى الأماكن العامة القريبة منك.
  • مشاهدة المفرقعات النارية

لا يمكن الحديث عن الاحتفال بليلة رأس السنة من دون التّطرق إلى المفرقعات النارية التي تضيء السماء وتخطف عيون الناس. سنوياً، تتسابق عدة دول ومدن عربية على تقديم أفضل عروض الألعاب النارية، مثل دبي التي حطّمت الرقم القياسي ضمن أضخم عروض الألعاب النارية لاستقبال عام 2015، ودخلت بها موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
الرقص في الساحات أم تصفية الأسعار في الكباريهات: أين سهرة رأس السنة؟
وهناك عدة مواقع لمتابعة عروض الألعاب النارية في دبي: وسط المدينة الذي يستقبل سنوياً أعداداً كبيرة من الزوار الراغبين في مشاهدة العروض الضوئية في برج خليفة، أو القيام برحلة بحرية في نخلة جميرا عبر ركوب وسائل النقل البحري. إذا كنت من محبّي الألعاب النارية، توجه إلى الأماكن التي تنظم هذه العروض، واستمتع بشعور روح العيد، من خلال مشاهدة المفرقعات النارية، سواء كنت تقف في الشارع برفقة "شلة" من الأصدقاء، أو في أحد المنازل التي تطل على هذا المنظر الساحر.
  • سهرة في المنزل مع الأهل

صحيح أن هذه الفكرة قد تكون عادية بالنسبة إلى البعض، غير أن الوقت الجميل هو الذي نمضيه مع أعز الناس على قلبنا. وبالتالي، هل هناك أغلى من الأهل لتشارك معهم أجمل اللحظات؟ في الواقع يفضل عدد كبير من الناس الابتعاد عن الضوضاء والزحمة ليلة رأس السنة، والبقاء في المنزل مع العائلة، لتمضية وقت ممتع، هادىء بمنأى عن الأجواء الصاخبة. واللافت أن التلفاز خلال هذه الليلة "نجم" السهرة من دون منازع. فتتسابق المحطات التلفزيونية لكسب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، من خلال إعداد برامج خاصة تحاكي مختلف الأذواق: من برامج الألعاب والمسابقات، التي تعد الناس بربح سيارات ومجوهرات ثمينة وجوائز قيّمة أخرى، إلى البرامج الفنية مع أبرز النجوم، وبرامج كوميدية تبعد الهم والحزن عن القلب. أما حصة الأسد فهي دائماً للأبراج والمنجمين، الذين يطلقون توقعاتهم الجديدة. فما رأيك بسهرة مماثلة تكسب خلالها المال وراحة البال؟
  • تنظيم حفلة مع الأصدقاء

في حال كنت تحب الاحتفال برأس السنة مع المقربين منك، ضمن أجواء دافئة، بإمكانك أن تدعو إلى منزلك مجموعة من الأصدقاء. فهذه الخطوة تضمن لك تمضية أوقات جميلة، بعيدة عن الابتذال، ودون إنفاق مبالغ كبيرة، إذا دققت في كل التفاصيل. بدايةً، عليك أن تضع لائحة بالأمور المطلوبة، وتوزع مهمة شراء الأغراض بينك وبين الأصدقاء، أو تتفق معهم على مبدأ "الشراكة الحلبية"، أي تقاسم التكاليف المتوجبة. وكون هذه السهرة تتميز ببساطتها، فلا داعي لإعداد قائمة طويلة من الطعام، يكفي أن تحضر بعض المقبلات الشهية والسهلة، مثل: الخبز بالثوم والجبن، سلطات على أنواعها، تشكيلة من المعجنات الجاهزة بالإضافة إلى الكستناء المشوية، البزورات ورقائق البطاطا مع الصلصات المميزة. ونظراً لكون المشروب هو "ضيف الشرف" في هذه الليلة، من الممتع أن تقوموا بإعداد كوكتيلات لذيذة بمزج بعض المشروبات الكحولية. ولا تنسوا وضع قائمة بالموسيقى التي ترضي مختلف الأذواق، ليستمع كلّ منكم إلى ما يحلوا له ويرقص حتى الفجر. وبإمكانكم أيضاً تنظيم بعض الألعاب الحماسية مثل الـ"بينغو"، مع توزيع جوائز رمزية، لبث شعور الفرح وإضفاء جو من المرح على السهرة.
  • سهرة من العمر في أحضان الطبيعة

كون ليلة رأس السنة لا تنحصر بمكان محدد، يمكنك أن تجعل من هذه الليلة "تجربة حقيقية لا تنسى". وذلك من خلال السهر في أحضان الطبيعة. يمكنك أن تنظم رحلة تخييم مع مجموعة مقرّبة من الأصدقاء. فإذا كنت في الأردن، فبإمكانك الذهاب في رحلة تخييم إلى "وادي رام"، حيث الأجواء شرقية بامتياز، فتسهر وترقص وتدبك على أنغام الموسيقى الشعبية، وتستمتع بمذاق الخروف المشوي الشهي، وسائر الأطباق العربية المعدّة بطريقة مميزة على أنغام العود والطرب. وختامها باحتساء القهوة وتأمل النجوم. للوهلة الأولى، قد يخال لك أن هذه السهرة مكلفة، غير أن العكس هو الصحيح، فالكلفة لا تتعدى الـ50$.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard