شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
جوّ كندا لم يلائم الستّ نجاح

جوّ كندا لم يلائم الستّ نجاح

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 26 يونيو 201702:44 م
تنزعج الستّ نجاح من هجوم اللون الأخضر على شرفتها. تتذمّر من كثرة الشجر في كندا. الغابة القريبة من مقر اقامتها في مونتريال تسبّب لها ضيقاً في التنفّس، وتجعلها تحنّ إلى شرفتها البيروتية، حيث تتسلّى بمراقبة غسيل الجيران. يبدو أنّ جوّ كندا لم يلائم الستّ نجاح، فلا كهرباء تنقطع في مواعيد محددة، ولا مياه شرب ملوّثة، وحتى مياه الدوش قابلة للشرب. وإن ضاقت ذرعاً من "رفاهية" البيت، وقررت أن تخرج للسير في الشارع، تطالعها أنشطة فنيّة تخدش حياءها، فالنساء يرقصن بملابسهنّ الداخلية المزركشة، "وكتير كتير اختلاط".
كهرباء، مياه نظيفة، غابات وأشجار، فنون في الشارع... لماذا لم تحبّ الستّ نجاح الحياة في كندا؟
مع معايير الإنتاج المبهمة للقنوات التلفزيونية، تعرض الممثلة عايدة صبرا سلسلتها الكوميدية على فايسبوك
صدمة الستّ نجاح الحضارية، كانت حديث الناس على مواقع التواصل خلال الأيّام الماضية، مع نشر الممثلة والأستاذة الجامعيّة عايدة صبرا لسلسة فيديوهات جديدة تسرد فيها مغامرات السيدة البيروتية في ربوع كندا. حتى الآن، نشرت صبرا عبر صفحتها على فايسبوك أربع حلقات من سلسلة الستّ نجاح في كندا، وحقّقت عشرات آلاف المشاهدة. وبلغ عدد مشاهدات الحلقة الأولى التي نشرت في 5 أغسطس الحالي بعنوان "بلّش خلقي يضيق في كندا"، نحو 713 ألف مشاهدة، وذلك رقم قلّما يحققه فيديو ينشر على الانترنت في لبنان. لا تزيد مدّة كلّ حلقة عند الدقيقة وبضع ثوانٍ، يتكرّر فيها اندهاش الستّ نجاح من بعض مظاهر الحياة في مونتريال، المتناقضة بشكل فاضح مع يوميات اللبنانيين. من هنا تولد الكوميديا، نظراً لتمسّك نجاح الساخر بنمط الحياة اللبناني الخالي من أبسط مقوّمات الراحة اليومية. تقول الممثلة عايدة صبرا انها أمضت بعض سنوات حياتها في كندا، والآن تزورها مرّتين كلّ سنة، للاطمئنان على ابنها الذي يكمل دراسته في هندسة الطيران هناك. ولدت فكرة السلسلة عن طريق المصادفة، بعدما كانت تعمل على إنتاج برنامج تلفزيوني كوميدي جديد، تعثّر استكماله في المراحل الأخيرة. تصوّر الأشرطة في كندا بالتعاون مع شركة Web en Direct لصاحبها علي ماجد الذي كان تلميذها في الجامعة. يساعدها ماجد في التصوير والمونتاج، وينشر الأشرطة على فايسبوك، بعدما كانت بدأت تنفيذها بواسطة كاميرا التلفون. تخبرنا صبرا أنّها لم تكن تتوقّع أن تحقّق السلسلة هذا المستوى من الانتشار والاهتمام. "فرحتُ بذلك، لأنّي تأكّدت أنّ الناس تنتظر النكتة الذكيّة، وذلك بعكس ما تروّج له التلفزيونات اللبنانية بعرضها سيتكومات ومسلسلات سخيفة. الناس تنتظر من يحكي عن معاناتها". تفكّر صبرا بتطوير المشروع، إن وجدت شركة انتاج تتبناه، مع إدخال شخصيات اضافية إلى الحلقات. ستواصل صبرا نشر المزيد من الفيديوهات عن تجربة الست نجاح الكندية خلال الأسابيع المقبلة، بينما تكتب عملاً مسرحياً جديداً يعرض مطلع السنة المقبلة. وكانت الممثلة والمخرجة اللبنانية أعادت إحياء شخصية نجاح في مسرحية كوميدية بعنوان "الست نجاح والمفتاح" عرضت أواخر العام الماضي. تحمل صبرا الشخصية منذ سنوات، منذ أن أدّت دور سيّدة بيروتية في مسرحية المخرج الراحل يعقوب الشدراوي "نزهة ريفية غير مرخصة" (1984، عرضت على مسرح البيكاديلي). ومن تلك الشخصية، استلهمت الخطوط الأولى لشخصية نجاح التي لاقت شهرة واسعة بعد عرض برنامج "حلونجي يا اسماعيل" على شاشة تلفزيون المستقبل في العام 1995. كتب العمل أحمد قعبور، وأدت صبرا دور البطولة فيه إلى جانب الممثل عباس شاهين. وبقيت تلك التجربة حاضرة في ذاكرة التلفزيون اللبناني، ومع مرور السنوات، لم تفقد شخصية نجاح بريقها ومعناها. نسأل عايدة صبرا عن سرّ ذلك، وإن كانت الشخصية تغيّرت منذ ظهورها الأول الى اليوم. تقول إنّ "الشخصية لم تتغير، وما زالت تتكّلم بلسان الناس، وتحكي عن أمور واقعية يعانون منها، لذلك يشعرون أنّها قريبة منهم، وأنّها جارتهم في الحي التي تركت طنجرة الطبخ على النار، وجاءت لزياتهم. وذلك ما ينطبق على شخصيات أخرى تركت أثرها في الكوميديا اللبنانية مثل شوشو، وفريال كريم. كانوا طبيعيين، وغير متكلفين، وكانوا يعملون بحب ويس بهدف الشهرة". لا تفكّر صبرا حالياً بنقل تجربة الستّ نجاح إلى شاشة التلفزيون، لأنّ "لا مكان لنا في التلفزيونات". للممثلة اللبنانية موقف صارم في هذا الاطار، فهي لا تشارك في الانتاجات الدرامية اللبنانية، لأنّها لا تقبل "التمثيل بجانب عارضات الأزياء"، بحسب تعبيرها. "لا مشكلة لدي بالعمل مع الممثلين الجدد، وخريجي الجامعات، ولكن لدي مشكلة بالتعاطي مع بعض النجوم، والتمييز بينهم وبين باقي الممثلين خلال التصوير. يهمني كثيراً التعاطي مع مسيرتنا باحترام". وتضيف: "لا أفهم معايير القنوات التلفزيونية اللبنانية في اختيار ما تعرضه". لذلك ترى أنّ الفايسبوك هو فضاء ممكن للإنتاج، متحررة من شروط القنوات التي تفكر بمعايير تسويقية معينة، بينما كلّ ما يشغل بال الست نجاح هو الوصول الى الناس، والتفاعل معهم. تقول: "يسعدني كثيراً أن أقرأ تعليقات من نوع أنّ الست نجاح تحكي مثل عمتي أو مثل جدتي، يهمني هذا النوع من التماهي مع الجمهور".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard