شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
احمل حقيبتك وانطلق: مغامرة السفر بميزانية محدودة

احمل حقيبتك وانطلق: مغامرة السفر بميزانية محدودة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

الخميس 18 أغسطس 201612:39 ص
"العالم ككتاب، من لا يسافر لا يقرأ منه سوى صفحة واحدة فقط"، أحد الأقوال الشهيرة عن السفر للفيلسوف أوغسطينوس. ولكن، مع تفاقم المسؤوليات المالية والحياتية على الشباب العرب، بات السفر أشبه بترف يمكن الاستغناء عنه. الحلّ بالنسبة للبعض هو السفر بميزانية محدودة، أو الـ backpackin (الترحال). وكما يدل معنى الكلمة بالإنجليزية، فإن أساس هذا الأسلوب في الترحال، يقوم على أن تحمل امتعتك القليلة، وتتجول في أرجاء البلد أو المنطقة التي تزورها، بدون الاكتفاء بزيارة المدن الكبرى أو المنشآت السياحية المعروفة، وذلك لما توفره قلة الأمتعة من حرية بالحركة. لا يزال هذا النمط في السفر غريباً بعض الشيء على المسافر العربي، إلا أن فئة من الشباب بدأت بالتعرف عليه أخيراً. بعضهم يختاره لمحدودية الميزانية، وبعضهم رغبة في التعرف على طبيعة البلد الثقافية والجغرافية بحرية.
هل تحلم بأن تجوب العالم بحقيبة ظهر صغيرة، وتنسى تكاليف الفنادق والمطاعم الباهضة؟
للسفر بميزانيّة محدودة حلول كثيرة أهمها التخطيط المسبق وحجز تذاكر السفر قبل أشهر من موعد المغامرة

حقيبة صغيرة

سافر سام دنورة، وهو موظف في منصب عالٍ في أحد مصارف الامارات، إلى أكثر من 35 بلداً حتى الآن، حاملاً أمتعته في حقيبة صغيرة بسعة 12 لتراً، وتوضع تحت مقعد الطائرة. جاب ندورة بالحقيبة أرجاء الأرجنتين لمدة شهر، ويخطط حالياً لرحلته القادمة. يخبرنا سام: "تقنين ميزانيتي في السفر لم يكن خياراً في بداية حياتي المهنية، إذ لم يكن دخلي يسمح بغير ذلك. أما اليوم وبالرغم من كوني أستطيع تحمل كلفة السفر المرتفعة، ما زلت أفضل السفر بميزانية محدودة". ويتابع: "زيادة الإنفاق في السفر، قد تعطيك بعض الراحة الجسدية، إلا أنها تضع حاجزا "بقناع سياحي" بينك وبين حقيقة البلد، فتصبح بعيداً عن نبض الشارع. فعلى سبيل المثال، عندما أختار التنقل بالمواصلات العامة وهي قليلة التكلفة، أحتك بشكل مباشر مع جميع الطبقات من مواطني البلد، وأراقب طباعهم، كطريقة انتظارهم للدور ومعاملة بعضهم بعضاً، وأرى الباعة المتجولين وقد أتوقف في الطريق لأرى بعض القرى التي لن يوصلني إليها أي دليل سياحي، وربما أكوّن في طريقي أيضاً بعض الصداقات التي تدوم عمراً".

التخطيط صعب بالعربية

بالرغم من وجوب ترك مساحة للتلقائية في السفر والتجوال، فإن للتخطيط المبكر للسفر أهمية كبرى، ويوفر الكثير من المال. ويبدأ ذلك في البحث عن أسعار التذاكر التي تكون أرخص، كلما كان الحجز مبكراً. أدوات عدّة تساعد في تخطيط الرحلة، أهمها مواقع مختصة على الانترنت، تحوي تفاصيل عن المدن والقرى المختلفة حول العالم، ونصائح وآراء المسافرين للتجوال فيها، إلى جانب تفاصيل النوم والطعام. كما يمكن الاستعانة بكتب دليل السفر الكثيرة، المرفقة بأسعار ونصائح معدة من قبل مسافرين جابوا هذه الأماكن ثم كتبوا عنها، ومن ابرزها سلسلة Lonely Planet. توفر تلك الأدلة معلومات مهمة، لكن المحتوى العربي في هذا المجال شبه معدوم. وعن هذا يقول باسم نعيمة، صاحب مدونة "سواح" المختصة بالسفر: "على الرغم من وجود آلاف الكتب والمطبوعات والمدونات باللغات الأخرى التي تهدف لمساعدة المسافر على اختيار الوجهة الأفضل لرحلته والاستعداد لها، لا يوجد الكثير منها باللغة العربية. وهذا كان الدافع وراء تركي عملي المكتبي لأستغل خبرتي في السفر على مدى 20 عاماً وأنشئ مدونة عن السياحة والسفر باللغة العربية، وللقارئ العربي تحديداً".

الوجهة: وسع خياراتك

يعيش محبو السفر العرب هاجس زيارة أوروبا وأمريكا، بحسب باسم نعيمة. "ذلك أمر طبيعي جراء التسونامي الإعلامي الغربي، وأنا شخصياً لم أكن استثناءً لذلك. ففي بداية أسفاري كان تركيزي منصباً على أوروبا. لكن مع مرور الأيام اكتشفت أن هنالك الكثير من الدول والوجهات التي لا تقل جمالاً عن أوروبا وأمريكا، ويمكن السفر إليها بأقل من نصف التكلفة، وأحياناً ربعها. أذكر على سبيل المثال جنوب أفريقيا، فهي تتفوق على ما رأيته في أوروبا بجمالها الطبيعي، وأقل تكلفة منها بكثير". وينصح نعيمة بزيارة منطقة جنوب شرق آسيا (ماليزيا، وتايلندا، ولاوس وكمبوديا، والفلبين، وحتى ميانمار التي بدأت بالانفتاح للسياح أخيراً). تكلفة السفر الى تلك الدول أقل بكثير من أوروبا، ومعظم دولها لا تحتاج إلى تأشيرة دخول، وإجراءاتها بسيطة جداً. ولا داعي للحديث عن جمال الطبيعة في هذه المنطقة من العالم، فهي أشهر من نار على علم. تستقطب تلك الدول ملايين السياح من الدول الأوروبية في كل عام. وباستثناء تذكرة الطيران، يمكن بسهولة تحديد النفقات اليومية فيها بنحو 20 أو 30 دولاراً، وهذا يشمل الفندق. وهنا نتحدث دون شك عن فنادق بسيطة وأساسية، لا الفنادق المرفهة.

بعيداً عن الفنادق المنجّمة

إذا كان الهدف من السفر التعرف على حضارات وثقافات جديدة، فإن مكان الإقامة وما يقدمه من خدمات لا يهم إطلاقاً طالما أنه نظيف ويوفر الخدمات الأساسية. وعن ذلك يقول سام دنورة: "في أسفاري اكتشفت ميزات عديدة بالإقامة في المنازل العائلية، حيث يتاح لي أن أتعرف عن قرب على ثقافتهم بدون أي تصنع تضعه الأماكن السياحية المترفة: كيف يتعامل بعضهممع بعض، ماذا يأكلون، كيف يمارسون طقوس عباداتهم بغض النظر عن دياناتهم." بجانب هذه البيوت العائلية، هناك أيضاً ما يسمى بيوت الضيافة guest house، وهي منشآت شبيهة بالفنادق إلا أنها لا تتمتع بنجوم أو خدمة غرف، كما أنّها أوفر. ويمكن أن تتضمّن الغرفة حماماً خاصاً أو مشتركاً، وقد تكون مزودة بالتكييف. وبفضل المطاعم المرفقة بهذه المنشآت يمكن التعرف على الكثير من المسافرين من حول العالم. ويمكن للعمال في تلك المنشآت أن يقدّموا لك نصائح حول الأنشطة المتاحة بأقل التكاليف.

خارطة طريق

1- التخطيط الإنترنت والكتب المختصة بالسفر ستساعدك كثيراً في التخطيط لكل أجزاء رحلتك، إذ يختص الكثير من المواقع والكتب بالسفر بميزانية قليلة، من بينها كتاب Foot steps وكتاب Lonely planet، وموقع Trip advisor. 2- التذاكر الحجز في وقت مبكر ضروري، وهناك عدة مواقع تقارن أسعار خطوط الطيران المختلفة للعثور على التذكرة الأنسب، ومنها: Chepoair، وKayak. 3- حزم الأمتعة الأفضل تقليل الأمتعة قدر المستطاع للتجول بحريّة. حاول أن تحزم معك أشياء تخدم أكثر من غرض. وضحّي ببعض أغراض الرفاهية، ولكن ليس بأدوات النظافة. 4- المواصلات خطط لمواصلاتك قبل وقت كاف، وحدد ما هي المدن أو الأماكن التي تريد زيارتها، وهل ستكفيك أيام عطلتك للقيام بذلك. سيفديك كثيراً استخدام المواصلات العامة كالباصات أو القطارات أو الدرجات النارية في بعض دول آسيا أو أفريقيا للتنقل. وفي حال كان عدد المسافرين 3 أو أكثر ربما يمكنكم استئجار سيارة لتصلوا إلى بعض الأماكن البعيدة. 5- الطعام حاول أن تجرب الطعام المحلي، اسأل السكان أين يأكلون. فهذه المطاعم تكون تكلفتها أقل من المطاعم المخصصة للسياح وتتيح لك تجربة طعام البلد الذي يعد جزءاً من التعرف على ثقافتها. واحمل بعض الوجبات الخفيفة كالفواكه أو الخبز والجبن. 6- اقتصد كثيراً في... التسوق والهدايا: سيكون حملها عبئاً ويكفي أن تشتري تذكاراً صغيراً، وأجمل هدية هي ما تحمله معك من قصص في سفرك. 7- لا تقتصد في... التجارب: إذا سمعت عن تجربة مميزة في البلد، كالتجديف في النهر، أو السفاري أو فرصة العيش مع إحدى القبائل المعزولة، او جولة في معبد قديم. فلا تفوتها حتى لو ارتفعت تكاليف ذلك. الطعام: إذا سمعت عن نوع طعام مميز فتناوله حتى لو كان الوصول إليه سيكلفك أكثر قليلاً من التكلفة المفترضة. أمتعتك: ابحث عن النوعية الجيدة عند شراء أمتعتك (حذاء ممتاز، كيس نوم جيد، حقيبة متينة، سترة مناسبة، طارد حشرات.. وغير ذلك). هذه الأمور يجب أن تكون من نوعية ممتازة لأنها ستبقى معك فترة طويلة ويجب أن تخدمك في عدد من السفرات.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard