شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
قصة واحدة من أكبر قضايا الطلاق في التاريخ البريطاني، بطلها ملياردير سعودي

قصة واحدة من أكبر قضايا الطلاق في التاريخ البريطاني، بطلها ملياردير سعودي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 29 يونيو 201703:07 ص
الطلاقات التي نعرفها في عالمنا العربي، تبدأ بكلمة "أنت طالق" غالباً، وتنتهي ببعض الإجراءات التقليدية العادية، حول حضانة الأطفال والمتأخر وأشياء أخرى. وإذا احتدم الأمر كثيراً، فستتدخل عائلتا الزوجين، ويتم حلّ المشكلة ودياً في ما بعد. لكن طلاقات أخرى قد تكلف أكثر من ذلك، أكثر حتى من ما يمكن لملياردير سعودي فهمه أو تقبّله. اليوم كريستينا إيسترادا، التي بدأت مسيرتها في روزنامة إيطالية Pirelli Calendar لتظهر مواهبها، تقاضي زوجها الملياردير السعودي وليد الجفالي، في واحدة من أكبر وأعقد قضايا الطلاق التي مرت على تاريخ المملكة المتحدة. وذلك بعد أن طلقها غيبياً سنة 2014 عندما كان في السعودية، وتزوج بعارضة الأزياء والمذيعة اللبنانية لجين العضاضة. قبل ذلك، كان الجفّالي متزوجاً السعودية بسمة سليمان مدة 20 عاماً، وكان طلاقها منه علنياً. وحكمت المحكمة لها آنذاك بمبلغ 40 مليون جنيه استرليني (56 مليون دولار). وقد نشرت صحيفة The Telegraph البريطانية، تقريراً ينقل وقائع إحدى جلسات المحكمة، ما قبل النهائية، والتي جرت في 10 يونيو، إذ طالبت إيسترادا بمبالغ تصل إلى 250 مليون جنيه استرليني (355 مليون دولار)، تعويضات لما سمته "احتياجاتها" السنوية. ويقسم المبلغ بشكل رئيسي إلى شقة في لندن تعادل قيمة شرائها 68 مليون جنيه استرليني، و4.4 ملايين جنيه لبيت ريفي في Henley، و5 سيارات بـ594 ألفاً، و1.05 مليون للفن، و6.52 ملايين جنيه في السنة، كفالة لرعاية ابنتهما التي تبلغ من العمر 13 عاماً.
لو كانت الزوجة عربية، هل كانت القضية لتأخذ هذا المسار؟
لكن أكثر ما أثار دهشة الإعلام البريطاني، والمحكمة نفسها، هو مبالغ إضافية مقدمة في مناظرة العارضة البريطانية، البالغة 54 عاماً من العمر، لا تطالب بها الزوجات عادة في إطار "الاحتياجات"، وهي 40 ألف جنيه استرليني لشراء معطف من الفرو، و58 ألفاً لحقيبتين، و4000 جنيه استرليني سنوياً لشراء نحو 15 زوجاً من النظارات الشمسية. الأمر الذي اعتبره محامي الدفاع الرئيسي عن رجل الأعمال السعودي Justin Warshwa QC مبالغة في طلبات غير منطقية. وصرح بذلك للصحافة بعد جلسة المحاكمة، التي غاب عنها الزوج، ذو الواحد والستين عاماً،  إثر تردي حالته الصحية في صراعه مع سرطان الرئة. يذكر أن أكبر مبلغ حكم فيه في المحاكم البريطانية إثر الطلاق، كان 337 مليون جنيه إسترليني، أي أكثر من 500 مليون دولار أميركي لصالح زوجة أمريكية. IQOW7L~AIQOW7L~A وفي مناظرته، التي رفعها إلى المحكمة، عرض فريق الدفاع مجموعة من المبالغ المالية التي تملكها الزوجة، والتي تثبت عدم احتياجها إلى كل هذه المبالغ التي تطالب بها. فقد اشترى لها زوجها فيلا في بفرلي هيلز وشقة فخمة في لندن، الأمر الذي يجعلها ثرية بشكل مستقل. فكيف تطالب بمبلغ يصل إلى ربع مليار جنيه استرليني من زوجها، بما اعتبرته "متطلباتها" العادية، وقد عرض عليها مبلغ 32 مليون جنيه تدفع على 5 سنوات، لكنها رفضته. يعد وليد الجفالي واحداً من أثرى رجال الخليج والعالم العربي، فهو يترأس مجموعة الجفالي التجارية، التي أسسها والده، وورث جزءاً كبيراً من أعمالها بشكل جاهز. وهي إحدى المؤسسات التجارية الكبرى في جدة، تصل أعمالها إلى قطاع السيارات (مرسيدس بنز)، والعقارات وأجهزة التبريد. بالإضافة إلى كونه رجلاً دبلوماسياً، كان قد تم تعيينه "الممثل الدائم للمنطقة البحرية الدولية"، بصفته ممثلاً لجزيرة سانت لوسيا بالكاريبي. والدته فلسطينية، ودرس في الولايات المتحدة. وكانت ايسترادا بدأت حربها الطاحنة على الجفالي منذ نهاية العام الماضي، وأعلنت إصابته بالسرطان في يناير الماضي، في الوقت نفسه الذي تقدمت فيه أمام المحكمة العليا في لندن، بدعوى تطالب فيها بحصتها أو حقها من ممتلكات زوجها السابق. وقد وصلت الأمور بين الطرفين إلى أن اضطر الجفالي إلى التخلص من حقيبته الدبلوماسية أمام المحكمة في فبراير الماضي، ليتمكن هو الآخر من إبطال الدعوى المرفوعة ضده، لكن المحكمة رفضت طلبه. عائلة الجفالي ليست بعيدة عن الفضائح، فأخوه الأصغر طارق، توفي إثر جرعة زائدة من المورفين في لندن عام 2008، وكان ارتبط بالفنانة اللبنانية هيفاء وهبة لمدّة قصيرة وأمطرها بالجواهر والممتلكات، قبل أن يتركها ويتزوج جنى حجازي، التي أنجبت تؤامين بعد موته في لندن.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard