شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الجيل الضائع:  40% من أطفال الشرق الأوسط محرومون من التعليم بسبب النزاعات

الجيل الضائع: 40% من أطفال الشرق الأوسط محرومون من التعليم بسبب النزاعات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 29 يونيو 201702:03 ص

منذ أن احتدمت الصراعات في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأعوام الأخيرة، كان الأطفال هم الفئة الأكبر تضرراً. فعدا قتلهم وتشريدهم، تمّ حرمان الملايين منهم التعليم، وتالياً استكمال حياتهم بشكل سليمٍ بعيداً عن الجهل والتطرف. هذا ما يؤكدّه التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، بعد دراسة قامت بها في تسع دول هي سوريا، والأردن، وتركيا، والعراق، وفلسطين، ولبنان، واليمن، وليبيا، والسودان.

يشير التقرير، وعنوانه "التعليم في خط النار"، إلى أن "أكثر من 13 مليون طفل لا يرتادون المدارس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نتيجة الصراعات في المنطقة".

الجيل الضائع: 40% من أطفال الشرق الأوسط محرومون من التعليم - أرقامGraph2

وأوردت الإحصاءات أنّ مجموع عدد الأطفال في سنّ المدرسة في كلّ المنطقة هو 34 مليوناً، أي ما يقارب 40% من مجمل الأطفال هم خارج أي نظام تعليمي، ويعود ذلك إمّا إلى النزوح نتيجة الصراعات المسلّحة، أو إلى تدمير المدارس واستهدافها، أو رحيل الطواقم العاملة في قطاع التعليم، كسوريا التي رحل نحو ربع المدرّسين منها منذ بدء الحرب السورية 2011 حتّى الآن. ويذكر التقرير دور التخلّف في ذلك أيضاً، لا سيما في اليمن التي كان الكثير من أطفالها خارج المدرسة حتّى قبل اندلاع الحرب في مارس الماضي.

علماً أن أكثر من 8850 مدرسة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لم تعد صالحةً للتعليم، إمّا لأنّها مدارس استهدفت بالقصف مباشرةً فدمّرت كليّاً أو تعرضت لأضرارٍ لا يمكن إصلاحها، أو لأنّها تستضيف نازحين، أو تستعملها الميليشيات المتصارعة مقارٰ عسكرية لعمليّاتها أو إقامتها. فضلاً عن ذلك، يتوقف التقرير عند وضع المدارس في البلدان المضيفة للاجئين كالأردن ولبنان وتركيا، التي لا تستوعب هذا التدفّق الهائل من الطلّاب.

الجيل الضائع: 40% من أطفال الشرق الأوسط محرومون من التعليم - مقارنةGraph١

المصدر: تقرير "التعليم في خط النار" الصادر عن اليونيسف

وتعدّ سوريا من أكثر البلدان إحباطاً في هذا المجال، فقبل العام 2011، كانت من الدول العربية القليلة التي تبدي اهتماماً بقطاع التعليم. وعلى الرغم من سوء المناهج التعليمية ودورها، تمكنت سوريا من فرض نظام التعليم الإلزامي لمرحلة التعليم الأساسي من عمر ست سنوات إلى عمر 14 سنة. ولكن اليوم، مع وصول عدد النازحين داخلياً فيها إلى ما يقارب 7 ملايين، ومع 4 ملايين لاجئ في الدول المجاورة ودول أوروبا، بات ما يقارب 3 ملايين طفل خارج النطاق التعليمي. في الأردن ولبنان وتركيا، 700 ألف طفل لاجئ غير قادرين على الوصول إلى المدارس، وهو ما يقلق هيئة الأمم المتحدّة، التي أبدت تخوفها من أنّ يكون الجيل السوري المقبل هو "الجيل الضائع".

بالإضافة إلى سوريا، يعد الوضع في اليمن كارثياً، إذا أخذنا في الاعتبار أن الأرقام هناك (2.9 مليونا طفل خارج المدارس) باتت تقارب الأرقام في سوريا، وذلك بعد ستة أشهر فقط من اندلاع الحرب.

يؤثر الصراع القائم في السودان منذ أعوام على جميع مجالات الحياة، وعلى الرغم من عدم اكتراث الإعلام العربي بما يحدث هناك، فثمة نحو 2.9 مليوني نازح داخل السودان، ويقدّر عدد الأطفال خارج المدارس بـ3.1 ملايين، لتكون السودان أكثر دولة عربية يحرم فيها الأطفال من التعليم، تليها العراق حيث يغيب قرابة 3 ملايين طفل عن المدرسة نهائياً منذ عام 2003 إلى الآن. فيما يبلغ عدد الأطفال خارج النطاق التعليمي في ليبيا مليونين.

أمّا غزّة التي تعرّضت لهجوم إسرائيلي صيف 2014، فمنع فيها نحو 500 ألف طفل من تقديم امتحاناتهم في العام نفسه، بسبب الحرب، وهذا ما جعلهم يتأخرون سنةً كاملة عن التحصيل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard