شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أمن مصر في عهدة الكلاب

أمن مصر في عهدة الكلاب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 28 يونيو 201702:17 ص

في 14 ديسمبر الحالي، وفي منطقة التجمع الخامس - إحدى ضواحي القاهرة الجديدة - نظم أشرف سليم مسابقته الثانية لكلاب الحراسة. ورغم برودة الطقس والأمطار، إلا أن المشاركين حرصوا على إحضار كلابهم، وجرت المسابقة لاستعراض جمال الكلاب التي حكّم بها طاقم تحكيم صربي حضر خصيصاً من أجل ذلك اليوم.

يقول أشرف إنها ليست المرة الأولى التي ينظم فيها مثل تلك المسابقات للكلاب، وإنه يحرص على إحضار طاقم تحكيم من الخارج، حيث أن مسابقة كلاب الحراسة في مصر ما زالت في بداية الطريق ولم تتكون لديها بعد الخبرات اللازمة لهذا المجال، حيث يتم التقييم وفق معايير عالمية من حيث شكل الكلب وتكوين العظم والوقفة، فضلاً عن السلالة ومدى نقاوتها، والتي تحددها جمعية ARC العالمية.

منذ قرابة العشر سنوات، ومع ظهور جيل جديد من رجال الأعمال والساسة في مصر يدعون لنمط حياة مغاير للصفوة، قريب من النمط الأمريكي، وتزامن ذلك مع مشروع توريث الحكم لجمال مبارك، ظهرت فكرة المنتجعات السكنية المغلقة على سكانها (Compounds) وباتت هناك منازل لها حدائق تسمح بتربية الكلاب.

امن مصر في عهدة كلاب الحراسة

هذا ما يؤكده الطبيب البيطري محمد حجاب و هو أحد الرعاة الرسميين لهذه المسابقة قائلاً: "طبعاً فكرة المنتجعات السكنية ساعدت كتير على تربية الكلاب، ببساطة بقى في مكان يسمح بكده، وابتدينا نعرف تربية وتجارة الكلاب".

إلا أن الطفرة الحقيقية لتربية الكلاب حدثت في مصر بعد ثورة 25 يناير وما تلاها من غياب واضح للشرطة، فيما عرف إعلامياً  بالانفلات الامني. "أنا مكنتش بحب الكلاب، بس بعد الثورة والقلق اللي حاصل في البلد فكرت أجيب كلب يحرس البيت". بهذه الكلمات لخصت جيهان عدلي، 42 سنة، علاقتها بالكلاب. جيهان التي تعمل مهندسة ديكور وتسكن إحدى المنتجعات شرق القاهرة، تؤكد أنها لم تكن تشعر بالأمان في منزلها قبل أن تقتني كلباً للحراسة، أما الآن أصبح بإمكانها النوم بأمان، فـ "روستو" كلبها الألماني يحرسها بالخارج.

محمد عثمان و هو مهندس صوت وأحد المشاركين في المسابقة، حدثنا عن اقتصاديات عالم الكلاب فى مصر قائلاً: "سعر الكلاب يتحدد وفقاً لعوامل عدة، لكن أقل سعر يمكنك به شراء كلب حراسة هو 5 آلاف جنيه مصري (726 دولار اميركي). هذا الرقم يرتفع ليصل إلى 15 ألف جنيه وفقاً لجودة الكلب وشهادة نسبه، أما عن التكلفة الشهرية للكلب فهي تتراوح بين 500 إلى 1000 جنيه وفقاً لدرجة اهتمامك بكلبك،  فضلاً عن سعر "دورة التدريب" الذي يصل إلى 2000 جنيه. يبدي محمد استياءه من تعديل الجمارك الأخير المفروض على استيراد الكلاب والذي رفع سعر الكلاب المستوردة  فى مصر. وإن كان محمد الصلحاوي، رئيس مصلحة الجمارك المصرية، يؤكد أنه سوف يتم إعادة النظر مرة أخرى في التعريفة الجمركية للسلع الاستهلاكية غير الضروروية، أو ما يمكن أن يطلق عليها "السلع الاستفزازية". وأكل الكلاب المستوردة يعد إحدى هذه السلع، حيث أنه وفقاً لآخر التقديرات يتجاوز حجم الأموال المنفقة على تجارة الكلاب في مصر المليار جنيه سنوياً (145 مليون دولار اميركي)، يذهب أكثر من نصفها إلى استيراد أكل الكلاب من الخارج.

في بلاد تقول التقارير الرسمية عنها إن قرابة ثلث سكانها يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من نصفهم لا يتذوق اللحم إلا مرة واحدة في الأسبوع، نجد فيها من ينفق بسخاء على كلاب الحراسة، للوجاهة أو للصحبة. أولئك الذين يقتنون الكلاب وينفقون عليها بكرم يحسدهم عليه كثير من بني آدم في نفس الوطن. هل نملك الحق في أن ننتقدهم؟ هل لنا الحق أن نقول للموسر كيف وفيما ينفق ماله؟ تركنا المسابقة، وعلى البوابة التقينا عمّ محمد، وهو عامل في النادي، ويتقاضى راتباً شهرياً قدره 500 جنيه. سألناه عن شعوره حيال هذه الكلاب المدللة، فأجاب مبتسماً: …"أرزاق يا باشا"!

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard