شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الإمارات الأغلى وتونس الأرخص: نظرة على أسعار الإنترنت في الدول العربية

الإمارات الأغلى وتونس الأرخص: نظرة على أسعار الإنترنت في الدول العربية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الاثنين 23 يناير 201705:33 م
يوماً بعد يوم يتزايد عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في المنطقة العربية، للترفيه والعمل وخاصة للمشاركة في شبكات التواصل الاجتماعي. قفز عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط إلى 128 مليوناً سنة 2016، بزيادة 21.4 مليوناً عن 2015 أي حوالي 17%. وبلغ عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة 63 مليوناً سنة 2016 بزيادة 21.4 مليوناً عن 2015، وفقاً للأرقام التي نشرها موقع linkedin. 55% من التونسيين مثلاً يستعملون فيسبوك يومياً، مقابل 33 مليون مصري. هذا الاستخدام المتزايد يجعل سوق الإنترنت من أكثر الأسواق نمواً وربحاً في المنطقة. لكن الأسعار تتباين من دولة عربية إلى أخرى. فوفقاً للترتيب العالمي الذي ينشره موقع numbeo للأرقام، لأسعار الإنترنت في العالم، فإن الإمارات هي الدولة العربية الأغلى في سعر الإنترنت والسادسة عالمياً كما تحوز قطر مكاناً لها في الدول العشر الأغلى سعراً للإنترنت في العالم، فيما تحتل تونس المركز 92 عالمياً والأرخص عربياً. Price of the InternetPrice of the Internet

الأسعار قياساً لمعدل الرواتب

تُعد الإمارات أعلى الدول عربياً في أسعار الإنترنت ذي السرعة العالية للمنازل، بالنسبة للدول التي توفر هذه السرعة، إذ وصل سعره إلى 171.3 دولاراً شهرياً، وتصل أسعار الإنترنت الموجهة لقطاع الأعمال والشركات فيها إلى 403.3 دولار شهرياً. لكن ذلك لا يبدو باهظاً قياساً لمعدلات الدخل الشهر للأفراد والشركات في الإمارات، التي يبلغ فيها متوسط الرواتب الشهري 10206 دولاراً. أما تونس التي تقدم أرخص سعر للإنترنت الموجه للمنازل في المنطقة العربية، فتسجل أعلى سعر للإنترنت الموجه للشركات وقطاع الأعمال، إذ يصل إلى حدود 912 دولاراً شهرياً، فيما سجل السودان أدنى سعر بقيمة 11.4 دولاراً شهرياً، وفقاً لمسح نشرت نتائجه شبكة الهيئات العربية لتنظيم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في عام 2016. لكن ترتيب الدول العربية وفقاً لسعر الإنترنت لا يعكس مدى غلاء الأسعار أو تدنيها قياساً للمقدرة الشرائية للأفراد في كل دولة وقياساً أيضاً للحد لأدنى للرواتب. فمثلاً في مصر، التي تعتبر ثاني أرخص دولة عربية في سعر الإنترنت، إذ لا يتجاوز ثمن 10 ميغابيت إنترنت شهرياً الــ19 دولاراً، لا يعتبر ذلك سعراً رخيصاً قياساً لقدرة المواطن الشرائية في بلد لا يتعدى فيه الحد الأدنى للرواتب 1200 جنيه، أي نحو 63 دولاراً. وكذلك الأمر بالنسبة لتونس، التي يبلغ فيها الحد الأدنى للرواتب 153 دولاراً. وبالعكس، بالنسبة للدول ذات الأسعار الباهظة، فقطر التي يبلغ فيها معدل الرواتب 11473 دولاراً شهرياً، تحتل المركز الثاني عربياً والعاشر عالمياً في غلاء الأسعار بنحو 70 دولاراً لـ10 ميغابيت شهرياً، وهو مبلغ يعتبر زهيداً.

مزايا الإنترنت الرخيص

يدفع تدني سعر الإنترنت في كثير من الدول العربية الناس إلى استعمال مكيف لمنصات التواصل الاجتماعي ويخلق مساحات أكثر للتعبير والتواصل ويُمكّن المواهب والرواد والناس العاديين من إيجاد منبر للتعبير والوصول إلى جمهور في الفضاء الافتراضي أوسع مما هو موجود في الواقع. فقد مكنت الإنترنت الرخيص 6 ملايين تونسي، أي نصف الشعب، من الحضور على فيسبوك، 66% منهم من فئة الشباب، و43% من النساء. أما في مصر، فحضر 33 مليوناً على فيسبوك نصفهم من الشباب وثلثهم من النساء، فيما يوجد أكثر من 6 ملايين على إنستغرام، وفقاً لمسح أجرته مؤسسة Medianet أخر العام 2016. كما تساعد شبكة الإنترنت في الأنشطة التعليمية. فحسب مسح أجرته كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بدبي، بالشراكة مع شركة بيت دوت كوم، لمتابعة دراسة توجهات استخدام الإنترنت والأجهزة الجوالة في المنطقة العربية، اتضح أن الاستخدامات التعليمية للإنترنت تنحصر في عمليات البحث عن معلومات بنسبة 63%، بالإضافة إلى استخدام منصات تعلم اللغة مرة واحدة على الأقل في اليوم بنسبة 28%، أما 45% من الأفراد فيقرأون مدوّنات تعليمية مرة واحدة على الأقل في اليوم، في حين لا يتعدى الذين يشاهدون أشرطة الفيديو التعليمية مرة واحدة على الأقل في اليوم نسبة 27%. كما أشار 79% من أفراد العينة إلى أن شبكة الإنترنت جعلتهم أكثر انخراطاً في شؤون مجتمعاتهم، وعبّر 94% منهم عن أن استخدام الإنترنت يحسّن النشاط الاجتماعي. ويعزز تدني أسعار الإنترنت فرص المشتغلين في العمل الحر، كالمدونين، والمبرمجين، والمصممين والصحفيين، والكُتاب المستقلين في كسب مزيد من العائدات بحكم أن أغلب عملهم يكون من خلال الإنترنت وعبرها، خاصة أن سوق العمل الحر تشهد نمواً متزايداً في الآونة الأخيرة في المنطقة العربية. وتساعد أيضاً أصحاب المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال في توفير المصاريف التشغيلية لمشاريعهم الناشئة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard