شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
المغرب تفتتح المحطة الأولى من مشروع الطاقة الشمسية الأكبر في العالم

المغرب تفتتح المحطة الأولى من مشروع الطاقة الشمسية الأكبر في العالم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الأربعاء 31 مايو 201707:23 م

افتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس نهار الخميس 4 شباط محطة "نور1" للطاقة الشمسية. وتعد المحطة المرحلة الأولى من مشروع نور-ورزازات الهادف إلى إنتاج 580 ميغاوات من الكهرباء، ما يجعله المشروع الأكبر لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم.

تعدّ المغرب خامس أكبر قوة اقتصادية في إفريقيا، مع حضور قوي للسلطة في الاستثمار وتوجيه السياسات الاقتصادية. وتعزى قوة الاقتصاد المغربي إلى وفرة الموارد الطبيعية، وإلى الموقع الجغرافي القريب من أوروبا، الذي يفتح للمغرب الباب لتكون بوابة التصدير إلى أوروبا في الكثير من المنتجات الصناعية.

لكن هذه القوة الاقتصادية، على ما هي عليه من تماسك، لا تزال تواجه بعض المعوقات التي تثقل كاهل الدولة، وأبرزها توفير الطاقة. تواجه صناعة الطاقة في المغرب مشكلتين رئيستين، إذ تعتمد الدولة على الخارج لتوفير ما يقارب 94% من حاجتها من الطاقة، وذلك في ظل تزايد الطلب على الطاقة يقدر بين 6 - 8% كل عام، منذ 1998.

هذه الأعباء تعزز الضغط على الحكومة المغربية وتدفعها إلى إنتاج المزيد من المشاريع المتعلقة بالطاقة، لذا حددت الحكومة هدفاً لها يقضي بدفع حصة الطاقة المتجددة في المغرب إلى 42% من إجمالي الطاقة الكهربائية عام 2020. ولضمان وصول المغرب الى النسبة المنشودة تم إطلاق برنامجين مندمجين لتطوير قطاعي الطاقة الشمسية والريحية: وهما مجمع الطاقة الشمسية لورزازات (سعة 160 ميجاواطاً) وحقلي الرياح في حوامة والعيون (700 ميجاواط). وفيما يتعلق بقطاع الطاقة الضوئية، أشارت دراسة ميدانية إلى جدوى استخدام الطاقة الضوئية في المباني السكنية على نطاق واسع في عام 2012 لكن المشروع لم يرَ النور حتى اللحظة.

مشروع الطاقة الشمسية الجديد

وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها عمليات بناء المشاريع الخاصة بالطاقة المتجددة، من ناحية الكلفة العالية والمردود البطيئ مقارنة بالنفط، يبدو أن الحكومة المغربية ماضية في هذا الطريق حتى نهايته، وقد أطلقت المرحلة الأولى من مشروع أكبر حقل للطاقة الشمسية في العالم: نور-ورزازات.

بدأت إذاً المرحلة الأولى من المشروع، المسماة نور 1، وذلك بتجميع القطع الأولى لنحو 500 ألف مرآة مقعرة ستعمل كلها على تركيز ضوء الشمس وعكسه نحو مولدات للطاقة تعمل بالأشعة الشمسية، مولدةً كميات ضخمة من الطاقة. ستتنتشر المرايا في الصحراء المغربية مشكلةً بذلك نواة صلبة لاعتماد المغرب على نفسها في مجال الطاقة.

تتكون المحطة من 500 ألف مرآة مقعرة، ارتفاع كل واحدة منها 12 متراً، تعكس جميعها الضوء على خزان ضخم يحتوي على مادة ناقلة للحرارة HTF لترفع درجة حرارتها إلى 393 درجة مئوية قبل ضخها نحو كميات مخزنة من الماء لترفع حرارتها لدرجة الغليان، محركةً بذلك توربينات توليد الكهرباء.

ونور-ورزازات مرحلة أولى من خمس مراحل بقيمة استثمارية تبلغ تسعة مليارات دولار. يبدأ العمل على المرحلتين نور2 و نور3 في 2017. أما الخطوة الرابعة من المشروع، فمن المتوقع البدء بها عام 2020. بعد إتمام المرحلة الأولى، ستقدر الدولة على إنتاج 580 ميجاواطاً، أما بعد المرحلة الرابعة من المشروع فستنتج 2000 ميجاواط، وهذا كافٍ لتأمين الكهرباء لحوالي مليون منزل وعدد كبير من المصانع القريبة من العاصمة الرباط.

تكاليف عالية وأمل منشود

سيكلف المشروعُ الحكومةَ المغربية نحو 9 مليارات دولار، موفراً بذلك مئات فرص العمل، ولكنه سيقلص في الوقت نفسه اعتماد الحكومة على دول أخرى في مجال الطاقة.

علماً أن وزيرة الطاقة حكيمة الحياتي أكدت لموقع فوربس على أهمية هذه الخطوة قائلة: "المغرب دولة غير نفطية، تستورد 94% من طاقتها من الخارج، وهذا ما يضاعف الأعباء المالية على الحكومة، إضافة لكونها ذات آثار سيئة على البيئة، لذلك فكرنا جدياً في هذا النوع من الطاقة".

كثيراً ما يكون العائق الأكبر لمشاريع الطاقة الشمسية هو ساعات السطوع، والساعات التي تغطي فيها الشمس مساحات واسعة دون تلبد للغيوم، وهذا ما تتميز به الصحراء المغربية بشكل كبير، إذ تصل ساعات السطوع فيها إلى 3000 ساعة سنوياً. ولكن التحدي الأكبر الذي يواجه مثل هذه المشاريع هو كونها في الصحراء حيث تكثر العواصف الرملية والظروف المناخية السيئة التي من الممكن أن تعطل الأجهزة و تبطئ عملها، إلا أن المهندسين المسؤولين عن المشروع يؤكدون أن جميع المعدات المستخدمة مؤهلة للتصدي لهذه العوامل.

تحلم المغرب أن تغذي أوروبا بالطاقة من خلال مشاريع كهذه. المغرب هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي يربطها بأوروبا خط كهربائي، وتحاول  لاستفادة من هذا الخط مستقبلاً لتكون بوابة الطاقة إلى القارة العجوز.

نسخة معدّلة عن الموضوع الذي نشر في 01.11.2015 وكتبه عبد الكريم عوير


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard