شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تراخيص الامتياز، فرص ناجحة للاستثمار

تراخيص الامتياز، فرص ناجحة للاستثمار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

السبت 6 أغسطس 201606:54 م

قصص نجاح رجال الأعمال في الشرق الأوسط كثيرة، ولعل أبرزها تلك التي تحققت وتحوّلت من مجرد مغامرة إلى علامة تجارية كبرى، فقرر أصحابها دفعها خطوة إضافية إلى الأمام وتحويلها إلى استثمار عن طريق بيع حقوق الامتياز لمستثمرين راغبين في خوض التجربة نفسها، بما بات يُعرف بتراخيص الامتياز أو Franchise.

يقدّر حجم سوق تراخيص الامتياز في الشرق الأوسط بنحو 30 مليار دولار. ويوجد نحو 400 ألف فرد يملك كل منهم ما يزيد عن 5 ملايين دولار، ما يجعلهم قادرين على الاستثمار في مشاريع جديدة.

يستحوذ قطاع الوجبات السريعة على نحو 40 في المئة من إجمالي سوق التراخيص في الشرق الأوسط، الذي ينمو بنسبة 27 في المئة سنوياً في المنطقة. في حين يستحوذ قطاعي الوجبات السريعة والألبسة على حصة 60 في المئة. 80 في المئة من العلامات التجارية مصدرها الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص، وقد سجّل دخول شركات آسيوية على الخط مؤخراً. في الوقت نفسه، يسيطر عدد قليل من الأفراد على سوق تراخيص الامتياز ويملك كل واحد منهم ما بين 50 إلى 55 ترخيصاً في بعض الأحيان.

في لبنان توجد أكثر من 300 شركة تحوّلت مشاريعها إلى بيع تراخيص امتياز. من بين قصص النجاح تجربة تحتفل هذا العام بذكرى مرور 30 سنة على تأسيسها، هي شركة كريبواي Crepaway. يعتبر صاحبها ومؤسسها شارل تحومي إن تجربته كانت رائعة "مررنا بأيام صعبة وأخرى جيدة، نحن نعاني فقدان الاستقرار لأننا لا نستطيع التخطيط للمستقبل، ونعيش بشكل يومي على كل المستويات. مع ذلك نعتبر أنفسنا، ومن مثلنا، حجر الأساس في الاقتصاد لأننا على علاقة مباشرة مع المستهلكين الذين تتغير أحوالهم الاقتصادية بتغير الأوضاع المحيطة بهم، كما نشهد اليوم في لبنان وفي دول عربية مختلفة".

يروي تحومي في مقابلة مع رصيف22 أن البدايات كانت صعبة "بدأنا في العام 1984 في كشك صغير لبيع حلوى الـ"crepe" في منطقة الكسليك (شمال بيروت) وكانت الحرب اللبنانية في أوجها حينها، لذا كان تأسيس هذا العمل نوعاً من التسلية، بعد ذلك تركنا المكان وانتقلنا إلى متجر في منطقة المعاملتين في العام 1985".

يشرح تحومي أن "الانتقال الى المحل زاد من المسؤوليات. زدنا عدد الموظفين، وأخذنا نتوسع إلى أن بلغ عدد فروعنا حالياً 16 في لبنان و5 في السعودية وقطر والأردن، وأقفلنا مؤخراً في مصر بسبب الأوضاع القائمة".

لا شك أن الأوضاع السياسية والأمنية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط تجعل من الصعب تأسيس مشاريع جديدة في أي قطاع، ولذلك فإن اللجوء إلى شراء ترخيص امتياز من شأنه أن يكون حلاً متاحاً للراغبين في خوض مجال الأعمال. "تأسيس عمل جديد يحتاج إلى أوضاع عامة تساعده وتساهم في تطوره وهو ما ليس متوفراً اليوم” يوضح تحومي "هناك مسؤولية كبيرة تقع على صاحب العمل وسيتطلب الأمر من المؤسس وقتاً ليتعلم من تجربته".

ينصح صاحب كريباوي أي شخص يريد تأسيس عمل جديد باللجوء إلى تراخيص الامتياز التي تتمتع بشعبية كبيرة، فذلك سيوفّر على أي مستثمر الكثير. "كل ما هو مطلوب تجهيز الموقع ودفع ثمن الترخيص، وما أن يفتح أبوابه ستتهافت الزبائن إليه، ما سيوفر عليه فترة الانتظار لانطلاق مشروعه".

ما الذي يتطلبه هكذا استثمار؟ "على المستثمر أن يدفع مبلغاً يتراوح بين 50 ألف و100 ألف دولار بدل ترخيص الامتياز، ثم عليه دفع ثمن رسوم على المبيعات للشركة الأم لكونها تنفق على الدعاية التي تعود بالنفع على المستثمر وليس فقط على الشركة الأم".

سوق تراخيص الامتيار في دولة الإمارات العربية يصل حجمها إلى 1.1 مليار درهم سنوياً (299 مليون دولار)، وتستقطب دبي أنظار الشركات العالمية الكبرى التي تبحث عن مكان للاستثمار والتوسع بعد ضعف الاقتصاد الأميركي.

مؤخراً، أعلنت سلسلة محلات جاست فلالفل Just Falafel الإماراتية خططاً للتوسع عبر تأسيس فروع في الولايات المتحدة وكندا، ووقعت 5 اتفاقات تراخيص امتياز مع شركاء مختلفين، من نيويورك ونيوجيرسي وكنتاكي وسان فرانسيسكو وفي مدينة تورنتو في كندا. وتعتزم الشركة افتتاح 160 فرعاً في أميركا الشمالية خلال السنوات الخمس المقبلة.

يقول الرئيس التنفيذي للشركة فادي ملص إن التوسع في السوق الأميركية يأتي بعد النجاح الذي حققته على المستوى الدولي وخصوصاً في المملكة المتحدة حيث افتتحت مطعمها الأول في العام 2013. تأسست جاست فلافل عام 2007 في أبوظبي وأصبح لديها حالياً 46 مطعماً مع عقود موقّعة لأكثر من 720 نقطة بيع في 18 دولة، وتحدثت تقارير غير مؤكدة العام الماضي عن عزم الشركة طرح أسهم للاكتتاب العام.

منذ فترة شهدت بيروت افتتاح فرع لسلسلة ديب أن ديب Dip n Dip الكندية المتخصصة بتقديم وجبات الشوكولا الفورية التحضير. وتعتبر الشركة في موقعها على الإنترنت أنها تتمتع بنموذج يتيح العمل في أي مكان في العالم انطلاقاً من أن الجميع يحبون الشوكولا. تتمتع "Dip n Dip" بالمرونة التي تتيح استثمار ترخيص امتيازها في أي مكان من خلال نموذج "dip n go" الذي يمكن تطبيقه في كشك صغير أو من خلال نموذج "dip n sit" الذي يمكن تطبيقه في أي مطعم أو مقهى.

لا يتطلب استعمال ترخيص امتيار "Dip n Dip" سوى مبالغ معقولة من المال للتجهيزات مقارنة بتحضير مطعم تقليدي، وتؤمّن الشركة الأم الدعم المتواصل 24/7 عبر فريق من المحترفين. تعمل الشركة حالياً في الشرق الأوسط عبر تراخيص امتياز عبر فرع في الإمارات و4 فروع في سوريا وفرع في لبنان و2 في الكويت، على أن يُفتتح أول فرع في قطر قريباً.

من بين تراخيص الامتياز الناجحة عالمياً تبرز سلسلة مقاهي كوستا Costa التي تلقى رواجاً كبيراً، والتي تتطلع لمنح تراخيص امتياز لشركات معروفة ومستقرة لها خبرة في إطلاق علامات تجارية في أسواقها، وتطلب أن يتوفر في شركائها المفترضين الفهم لإدارة شركة تعمل في مجال الأغذية والإلمام الكامل بمعطيات السوق المحلية بما في ذلك العلاقات الجيدة مع المزوّدين المحليين، إضافة إلى إمكان تعزيز وضعية العلامة التجارية على المستوى المحلي لتصبح معروفة للجميع.

وتشترط Costa وجود خطة عمل واضحة للأطراف الراغبين في الحصول على ترخيص امتياز للعمل في دولهم، إلى جانب إثبات الخبرة في جذب الزبائن والمحافظة عليهم بهدف تحويلهم إلى زبائن دائمين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard