شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
فن الشارع ليس جريمة... محاكمة فناني الشارع تُحدث أزمة في المغرب

فن الشارع ليس جريمة... محاكمة فناني الشارع تُحدث أزمة في المغرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 24 نوفمبر 201801:06 م

يوم 22 نوفمبر حوكم موسيقيان يقدمان عروضاً في الشارع المغربي أمام قاضي محكمة ابتدائية في مدينة الدار البيضاء المغربية، بتهمة مشادات مع عناصر أمنية كانوا يحاولون طردهما من الشارع، وهي المحاكمة التي أثارت انتقادات وموجة تضامن واسعة في المغرب.

ودانت المحكمة الفنانين بالسجن شهراً واحداً مع إيقاف التنفيذ. وخارج المحكمة وقف العشرات من المتضامنين مع الشابين في وقفة احتجاجية على المحاكمة.

وأوقف بدر المعتز (25 سنة) ومهدي أشطاوي (28 سنة) من قبل عناصر أمنية أرادت طردهما من ساحة الأمم المتحدة وسط الدار البيضاء حيث اعتادا تقديم عروض موسيقية فيها، بسبب "الضوضاء" التي تثيرها آلاتهما الموسيقية، والتي صودرت.

ووجهت المحكمة للشابين تهمة "اعتداء على موظفين عموميين" وأحيلا على القضاء بعد توقيفهما على ذمة التحقيق.

ونقلت مواقع محلية عن ميلود أشطاوي، والد الفنان موسيقي الشارع الموقوف مهدي أشطاوي، قوله إن "المحكمة ظلمتهما لأنهما بريئان مما نسب إليهما. فإذا كان المغرب يفتخر بالفنان فقد كان يجب تبرئتهما بشكل نهائي، لا سيما أنهما كانا في مدينة العيون من أجل الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، وبعد مدة وجيزة وجدا نفسيهما داخل سجن وسط مجرمين".

وبعد النطق بالحكم، كان جمهور من المتضامنين مع الفنانين في انتظار خروجهما، ثم تم استقبالهما في أجواء حماسية، مرددين هتافات تضامن. ومنذ القبض عليهما، وحملات التضامن مع الشابين على وسائل التواصل الاجتماعي لم تتوقف، فانتشر وسم #الفن_فالشارع_ماشي_جريمة حاملاً عبارات التضامن واعتبر البعض القبض على الفنانين أمراً مخجلاً ويتعارض مع حرية التعبير. ويعد فن الشارع من أشهر الفنون وأكثرها تأثيراً في المغرب، لكنه بات يواجه قيوداً في الفترة الأخيرة بسبب اعتراض بعض السكان على الضوضاء التي تسببها مكبرات الصوت التي تصاحب هذه العروض في الشارع.
"فن الشارع" في المغرب يواجه السجن.. وحملات تضامن اعتبرت القبض على الفنانين أمراً مخجلاً ويتعارض مع حرية التعبير
يعد فن الشارع من أشهر الفنون وأكثرها تأثيراً في المغرب.. لكنه بات يواجه قيوداً في الفترة الأخيرة بسبب اعتراض بعض السكان على الضوضاء التي تسببها مكبرات الصوت التي تصاحب هذه العروض في الشارع!
ورغم أن السلطات أعلنت منذ البداية أن القبض على الشابين سببه شجارهما مع رجال الشرطة الذين حاولوا مصادرة آلاتهما الموسيقية، فإن نشطاء اعتبروا أن الأمر أكبر من ذلك قائلين إن الدولة تخشى من أن تتحول موسيقى الشوارع إلى لون من ألوان الاحتجاج السياسي في المستقبل القريب. وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة مركبة تظهر يدي عازف على بيانو مكبلتين اتخذت عنوانا لحملة "فن الشارع ليس جريمة" تضامناً مع هذين الموسيقيين. وتعاطف العديد من الفنانين في المغرب مع الموسيقيين الشابين وطالبوا السلطات بالإفراج عنهما، وباحترام حرية التعبير وتقنين موسيقى الشارع. وطالبت الفنانة المغربية أسماء لمنور العاملين على قطاع الثقافة والفن بالمغرب باحتضان المواهب الشابة التي تشارك في عروض الشارع. ورفعت لمنور عبر حسابها الرسمي على موقع إنستغرام صورة حملة التضامن مع الفنانين وعلقت عليها بالآتي: "ظاهرة الفن في الشارع وبعض الساحات العمومية من قبل فنانين موهوبين شباب، من أجل الترفيه على المارة"، واعتبرت المنور أن هذا الفن يعد "فرصة لشباب موهوب ليعبر عن موهبته ويشاركها مع الآخرين في ظل نُدرة المسارح والمعاهد الموسيقية". ودعت لمنور السلطات في بلادها "لتقنين فن الشارع اللي هو راسخ في ثقافتنا المغربية". https://www.instagram.com/p/BqXw0hGAq0J/ وطالبت ناشطة مغربية السلطة باحتضان الشباب، مغردة: "دعموا الطاقات الموسيقية، فن الشارع ليس جريمة".
ولقيت الحملة تضامناً واسعاً من منظمات حقوقية، وعبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن "تضامنها المطلق" مع الشابين، مطالبة السلطات في المغرب بـ"الافراج الفوري عنهما وإسقاط المتابعات في حقهما". ويتخوف بعض النشطاء من أن تكون حملة القبض على الشابين هدفها إلهاء المغاربة عن بعض المشاكل الداخلية، مذكرين بقضية مشابهة حدثت في العام 2003 عندما أوقف وحوكم 14 شاباًً مغربياًً من هواة موسيقى الهارد روك بتهمة "عبادة الشيطان".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard