شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
اكتشاف أثار سعودية تعود لـ100 ألف عام في جبال الخرج

اكتشاف أثار سعودية تعود لـ100 ألف عام في جبال الخرج

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 18 سبتمبر 201805:52 م
أعلنت بعثة سعودية فرنسية مشتركة للتنقيب الأثري اكتشاف مواقع أثرية جديدة يعود تاريخها إلى نحو 100 ألف عام، في عدد من جبال محافظة الخرج التي تبعد نحو 70 كلم جنوب العاصمة الرياض شمل مسح البعثة التي تعمل ضمن البعثات السعودية الدولية التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الجبال المطلة على وادي نساح، وجزءاً من الجبال المطلة على وادي ماوان، وعين فرزان، والجبال المطلة على بلدة الشديدة، وهناك تم الكشف عن مواقع تعود للعصر الحجري، وهي المرة الأولى التي تُكتشف فيها مواقع من تلك الحقبة، إضافة إلى مواقع تعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى. وعُثر في الموقع على كِسرات من الأواني الفخارية العادية والمزججة باللون الأخضر الغامق والأخضر العشبي، ومجموعة من كِسرات الأساور المصنوعة من عجينة الزجاج والمطعمة بعجائن ذات ألوان أخرى مثل الأصفر والأحمر والأزرق، إضافة إلى كسر قليلة من أواني الحجر الصابوني الرمادي التي يبدو أنها أجزاء من مسارج وأوانٍ صغيرة. كما عثرت البعثة التي تضم 18 عضواً من العلماء والمتخصصين السعوديين والفرنسيين في مجال التنقيب في موقع عين الضلع في الجهة الغربية من واحة الخرج، على آثار سكن بشري يقدر عمرها بحوالي 5000 عام، وحديد يعود إلى بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، وسيف من البرونز يبلغ طوله 56 سم. وتقع الاكتشافات الحديثة في غرب مدينة "السيح" فوق السلاسل الجبلية التي تطل على وادي الخرج وتشبه "الرجوم الحجرية"، والمدفن شكله مستطيل أو دائري، والتخطيط الدائري يبدو من الخارج، أما من الداخل فصمم المدفن على شكل مستطيل من أربعة " ألواح حجرية "، من الحجر الجيري، ثم يحاط المدفن برجم حجري كبير يغطي التخطيط المستطيل السفلي. وبحسب ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية، قامت البعثة بمسح مستوطنة البنَة "الخِضرمة" في بلدة اليمامة ومستوطنة حزم عقيلة إلى الشرق من موقع البنَة، وخط القنوات من عين فرزان حتى السلمية، وتبيّن من المسح وجود عدد من المزارع القديمة ومنشآتها المعمارية يعود تاريخها إلى القرن الخامس الهجري، كما تم الكشف عن عدد من النقوش الثمودية والكتابات العربية بدون تنقيط تعد أقدم كتابة إسلامية في المنطقة الوسطى من الجزيرة العربية. ويعمل الفريق السعودي الفرنسي في منطقة الخرج منذ أكثر من أربعة أعوام، وسبق أن أُعلن في فبراير 2016 اكتشاف آثار سكنية بشرية يُقدر عمرها بنحو 5 آلاف عام، في موقع عين الضلع غربي، كما تم العثور على آثار معمارية لمسجد ضخم يعود إلى القرون الأولى للإسلام.
"على حدود الخرج دارت معركة حروب الردة الشهيرة في العام الحادي عشر الهجري، بين جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وجيوش المرتدين بقيادة مسيلمة الكذاب، غير أن الكثير من تلك الأثار تم طمسها وتدميرها، خوفاً من أن تتحول لمزارات شركية".
وتزخر منطقة الخرج التي كانت تسمى قديماً باليمامة، بالكثير من الآثار الموغلة في القدم، كانت المنطقة ملأى بالواحات والينابيع المائية، الأمر الذي جعلها مقصداً للحضارات القديمة. ويكشف عبدالله الجريفاني وهو مؤرخ وأثري عن اكتشافات سابقة في المنطقة، ويقول لرصيف22:"كانت منطقة الخرج مستقراً للبشر منذ العصور الحجرية، فمن أهم الأماكن الأثرية منطقة (المواقة)، وهي من المعالم المهمة، وتتكون من قصرين أحدهما من الطين على الطراز النجدي، والآخر من الحجر على الطراز الروماني، ويشتملان على العديد من الغرف والزخارف، وهناك الكثير من القصور والقلاع الأثرية الصامدة حتى اليوم"، ويضيف :"لكونها منطقة غنية بالمياه، كانت نقطة التقاء للبشر، والاكتشافات الحديثة تؤكد أن عمرها التاريخي يفوق التقديرات بكثير". وبحسب الجريفاني، تعتبر منطقة الخرج من أقدم مناطق شبه الجزيرة العربية المأهولة بالسكان، وعلى حدودها دارت معركة حروب الردة الشهيرة في العام الحادي عشر الهجري، بين جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وجيوش المرتدين بقيادة مسيلمة الكذاب، غير أن الكثير من تلك الأثار تم طمسها وتدميرها، خوفاً من أن تتحول لمزارات شركية. وتحاول الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إعادة ترميم الآثار القديمة، والحفاظ عليها، ونجحت قبل نحو عام في فتح أبواب مدائن صالح الشهيرة للزوار، بعد عقود من الإغلاق، إضافة للسعي لإدراج عشر مناطق سعودية جديدة في قوائم اليونسكو للتراث الإنساني، أهمها جبل القارة في الإحساء الذي أحتفل به قبل نحو ثلاثة أشهر.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard