شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
بعض الفرق الموسيقية المستقلة التي لا بد من متابعتها في العالم العربي

بعض الفرق الموسيقية المستقلة التي لا بد من متابعتها في العالم العربي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 11 مايو 201610:29 ص
منذ بدايات الألفية الثالثة، بدأ العالم العربي رحلة من الانفتاح على أنماط جديدة من الموسيقى، بعد فترة ركود وتشابه في الموسيقى الشعبية والدارجة. فشهدت الموسيقى العربية مجموعة من التغييرات والزيادات، والمزج المتأثر بالغرب، قام بها الجيل الموسيقي العربي الجديد. أما بعد أن هبت ريح التغيير في الربيع العربي عام 2011، أصبح من الضروري أن تناسب الموسيقى العربية طموحات ومشاكل وقضايا جيل الثورات والحروب، ما زاد اتجاههم نحو موسيقى تناسب قضاياهم المحلية وتفاصيل حياتهم اليومية. الأمر الذي شجع الفنانين الشباب على تبني الشارع في موسيقاهم، والانطلاق بتمويل ضعيف غالباً، خالقين أنواعاً عربية جديدة، أو ما يعرف بالـIndie music أو الموسيقى المستقلة. تبرز في العالم العربي مجموعة من الأسماء المنفردة والفرق المهمة جداً في مجال الموسيقى الحرة، إليكم بعض أبرز الفرق المستقلة التي يجب التعرف إليها.

مشروع ليلى

خمسة شباب لبنانيين يشكلون أعضاء فرقة مشروع ليلى الشهيرة. ومع أنها أصبحت من الفرق المشهورة في معظم العالم العربي، فقد بدأت بتمويل بسيط عام 2008. ظهرت الفرقة للمرة الأولى في الجامعة الأمريكية في بيروت، أثناء ورشة عمل موسيقية أثبتت خلالها أنها الوحيدة التي تكتب وتعزف موسيقاها الأصلية. ثم تطور الأمر ليصبح للفرقة صيتها في حلبة الموسيقى البديلة. وكانت أولى محطات الفرقة خارج الجامعة مشاركتها في "مهرجان الموسيقى"، وهو حدث لبناني سنوي تنظمه بلدية بيروت. يومذاك، أثار أفرادها جدلاً كبيراً بين المستمعين حول الكلمات الجريئة والناقدة للمجتمع اللبناني، والتي تتناول مواضيع الفشل في الحب والجنس والسياسة. ثم بدأت الفرقة تسجيل ألبوماتها الخاصة، فأصدرت أربعة ألبومات كان آخرها "ابن الليل".

أوتوستراد

الفرقة الأردنية التي يحفظ معظم أغانيها اليوم الكثير من الشباب العربي. حين نشأت فرقة أوتوستراد عام 2007 بسبعة أعضاء، لم تترك نمطاً موسيقياً واحداً لم تجرب أن تقدمه بطريقتها الخاصة. من الروك والريغي إلى الجاز والفانك، مع كلمات بسيطة باللهجة الأردنية المخففة، ما يجعلها قريبة جداً من معظم الشباب العرب. يقول مؤسس الفرقة وسام قطاونة إن الجمهور يألف أعمالهم لأنها تخلو من الغضب والحزن، وتميل أحياناً إلى الكوميديا. مع ذلك تتطرق الفرقة إلى مواضيع لم يعتد العالم العربي تداولها في موسيقاه، كالحشيش والمخدرات وغيرهما.

بالعكس

ستة شباب فلسطينيين اعتادوا اللقاء لتعلم الموسيقى وقتل الملل، قبل أن يؤسسوا فرقتهم عام 2011. تهدف الفرقة إلى إعادة الأغنية السياسية إلى الواجهة مرة أخرى، وتقديمها بشكل مختلف عن تلك المباشرة التي ظهرت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. تعتمد أعمالهم على أنماط موسيقية مختلفة، وهذا ما أبعدهم عن الرتابة. تتميز أغانيهم بالتناقضات والإسقاطات السياسية غير المباشرة، كإسقاط الوضع السياسي على أغنية رومانسية وخلط ما هو شخصي بما هو عام، كما في أغنية "عاصفة" التي تحكي عن النخب الجديدة والوعود والأوهام. فشباب الفرقة لم يعايشوا الانتفاضة الفلسطينية الأولى، لكنهم يتحسرون عليها ويخشون من أن الوطن لم يبق منه سوى الأفكار.

المربع

عام 2009 شكل أربعة من الشباب الأردنيين، بينهم مغني الراب المعروف "الفرعي"، فرقة المربع، ليلعب كل واحد منهم أكثر من دور على المسرح. بالكلمات المتمردة، والإيقاعات الصاخبة، تحاول الفرقة إخبار العالم عن معاناة المجتمع بقالب الـ"روك العربي". وتهدف إلى نشر ثقافة الاحتجاج بالكلمة والموسيقى، والخروج من عباءة الروتين في الانتقاد والتعبير عن الرأي. استطاعت الفرقة جذب جميع الفئات العمرية داخل الأردن، خصوصاً حين دمجت الموسيقى الغربية بكلمات عربية ذات طابع سياسي واجتماعي، واعتمادها الغناء باللهجة العامية. وذلك لم يمنع استقطاب المستمعين الأجانب، خصوصاً أن التوزيع الموسيقي والكلمات تمثل ثقافة جديدة يرغب الأجانب في التعرف إليها.

طرباند

تشكلت الفرقة عام 2008 على يد الشابة العراقية المصرية نادين الخالدي، التي تقدم مع مجموعة من العازفين الأوروبيين أغاني باللغة العربية، البعض منها خاص بالفرقة والبعض الآخر استعادة لأغاني عربية كأغاني فيروز وأغانٍ تراثية فلكلورية. تعتمد الفرقة في تقديم ألحانها على الأدوات الموسيقية التي تحاكي الطبيعة وتتحدث إليها. لذلك هي قوية وحساسة في الوقت نفسه، فهذا النوع من الآلات التي اشتهرت البلدان الشرق أوسطية باستخدامها، تلقى قبولاً واسعاً لدى من يجدون صعوبة في تقبل الأغاني السريعة، ذات الطبقات الصوتية العالية المتبعة في الوقت الحديث.

خبز دولة

بدأت فكرة فرقة خبز دولة عام 2012 في دمشق، وانتقلت إلى بيروت ليكتمل عدد أفرادها في أوائل عام 2013. لكنها لم تطلق ألبومها الأول حتى عام 2015. النجاح الذي حققه الألبوم وتأثيره الكبير في الشباب السوريين واللبنانيين في بيروت، يجعلان من تجربتها فريدة. تصف معظم أغاني الفرقة قصة شاب سوري عاش أحداث الربيع العربي، والثورة السورية خصوصاً، بكل ما حملته من تداعيات على حياته وحياة أصدقائه، من وجهة نظر إنسانية ليس لها علاقة بأي طرف سياسي. ويأتي اسم "خبز دولة" مما يعرف في سوريا بخبز الدولة، أي الخبز الذي توزعه الأفران الحكومية على المواطنين بأسعار رخيصة، وهي أفران شهدت ارتفاعاً في الأسعار، وانقطاعاً للطحين مراراً خلال الحرب السورية.

نار جهنم

"رفعت السيوف، سفكت الدماء، وما خفي أعظم". تقول فرقة نار جهنم مع أنغام الغيتار الكهربائي الصاخبة والإيقاعات العنيفة. عندما أسس محمد اسحق صالح فرقة نار جهنم أواخر عام 2008، كان مدركاً أنه سيلقي قنبلة في البحرين. إذ كانت موسيقى الميتال مثيرة للشبهات في العالم العربي عموماً، ودول الخليج خصوصاً. من يستمع إلى الميتال ويلبس الأسود، متهم بعبادة الشيطان في الفكرة النمطية الشعبية. وفي الوقت نفسه، كانت فكرة مزج بعض الآلات الموسيقية الشرقية البحتة كالعود والبزق، مع آلات موسيقى الميتال الغربية، وبكلمات عربية فصحة، أقرب إلى الشعر العربي القديم، فكرة جديدة كلياً.

University of Gnawa

بين روح الموسيقى الشعبية المغربية وموسيقى ما يعرف بالـ"غناوة"، وهم المغاربة الذين ينحدرون من إفريقيا الغربية، تمزج فرقة University of gnawa موسيقاها. وعلى ألحان الآلات الإيقاعية الإفريقية المميزة، يغني عزيز سحماوي، الصوت الرئيسي في الفرقة، باللهجة المغربية. تحاول الفرقة أن تقرب اللغة المغربية من اللغة العربية الكلاسيكية، كون المغربية الصرفة غير مفهومة كثيراً لدى بقية الشعوب العربية. لكنهم رغم ذلك يبقون على مصطلحات خاصة بالثقافة المغربية، ما يجعل ألحان الفرقة قريبة من المستمع العربي بشكل عام، وملتصقة بالمستمع المغربي الشاب بشكل خاص. تعالج الفرقة في أغانيها بعض المشاكل التي يعاني منها أهل البادية في المغرب، وطريقة عيشهم ويومياتهم.  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard