شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بثّ الحياة في اللغة العربية في لبنان

بثّ الحياة في اللغة العربية في لبنان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 27 يونيو 201710:44 م

تنظّم جمعية "أنا العالم" مسابقة "بالضاد" في إطار استعداداتها لمهرجان اللغة العربية الذي سيقام في مايو 2015. وتستقبل الجمعية أفكاراً من الطلاب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و26 سنة لبرمجة تطبيقات إلكترونية موجهة للأطفال من عمر 6 إلى 13 سنة، يشرف عليها أساتذة جامعيون. كذلك تتلقى طلبات التلاميذ الذين تراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة لصنع ألعاب يدوية. وتجري مباراة بين التلاميذ لإلقاء الشعر العربي.

تأتي هذه المسابقة في سياق عمل الجمعية على بناء الإنسان وتنمية شخصيته من خلال فتح آفاق أرحب لإبداعات الطلاب ليصبحوا فاعلين في المجتمع. تحاول الجمعية تشجيع الشباب المبدعين وتأمين الفرص لهم في مسابقة "بالضاد" على أن تكون أعمالهم هادفة ومسلية ومكتوبة باللغة العربية.

تقول مؤسّسة الجمعية وأمينتها العامة، أمل بعلبكي، إنّ الجمعية تشترط استخدام اللغة العربية في أيّ نشاط تقوم به لما تمثّل هذه اللغة من ركيزة لبناء الشخصية المتّزنة والمبدعة في العالم العربي. ففي رأيها أن القاعدة هي أنّ الإبداع وتعلّم لغة جديدة يحصلان بعد اتقان اللغة الأمّ.

تلفت بعلبكي إلى أن ثمّة إهمالاً من إدارات المدارس في لبنان للغة العربية. تعطى الأولوية للغتين الفرنسية والإنكليزية ممّا يبعد التلاميذ عن لغتهم الأم ويشعرهم بأنها معقّدة ولا تواكب العصر. يخرّج هذا المنهج الفكري جيلاً لغته العربية ركيكة رغم أنه يعرف ثلاث لغات.

وبرغم أنّ الدستور ينصّ على أنّ العربية هي اللغة الوطنية الرسمية، يظهر الاختلاف على انتماء لبنان إلى العالم العربي أو على عدمه. وهذا أحد عناوين الخلاف بين المجموعات السياسية اللبنانية منذ الاستقلال. عدم معالجة هذا التخبّط في الهويّة وما نجم عنه من إهمال للغة الأم، دفع إلى تخريج أجيال يعتبرون العربية لغة إضافية، لا مكوّناً أساسياً لشخصية المواطن وهوية البلاد، بحسب معلّم اللغة العربية في الصفوف الثانوية رامز عوض الذي يضيف: "أن تفضيل المدارس لغات أجنبية على حساب اللغة العربية، سياسة خاطئة تعمّق من آثار الأزمة الموجودة، ذلك أنّ المستوى الإجمالي للغة العربية لدى التلاميذ ينخفض سنة تلو أخرى، والسبب مرده إلى أسلوب التّعليم القديم والمنفّر للتلاميذ".

ليس جديداً القول إن ولع الجيل الجديد بتكنولوجيا الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي يدفع بالشباب إلى اعتبار أن اللغة العربية لا تواكب العصر، بعكس الإنكليزية، اللغة الأكثر استخداماً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي معظم التطبيقات. وتشير الدراسات إلى أن اللغة العربية تحتل المرتبة الرابعة بـ135 مليون مستخدم على شبكة الإنترنت، فيما تتصدر اللغة الإنكليزية المرتبة الأولى بـ800 مليون مستخدم.

وعليه، يوضح وحيد بهمردي، البروفيسور في الجامعة اللبنانية الأمريكية، أنّ "مسؤولية اهتمام الشباب العرب باللغة الإنكليزية أكثر من اهتمامهم باللغة العربية تقع على الشعوب المتكلمة بالعربية، والتي لا تزال متخلّفة عن ركب الحضارة، إذ تأخذ العلم بدل أن تعطيه. وبما أن أخذ العلم هو من الدول الغربية، صارت لغات تلك الدول أكثر فائدة في مجالات العمل والتكنولوجيا".

وفي ظل العولمة وانعكاساتها على العالم العربي، تسعى بعض الجمعيات إلى تشجيع استخدام اللغة العربية على أسس سليمة، لإعادة إحياء اللغة وتطويرها لتواكب متطلبات العصر وتلبي حاجات الجيل الجديد. ومن هذه الجمعيات، جمعية "فعل أمر" وجمعية "حماة الضاد" المتخصصتان بتشجيع استعمال اللغة العربية السليمة خاصة بين الشباب.

تقول رئيسة جمعية "فعل أمر" سوزان تلحوق إنّ جمعيتها تشجع استعمال مصطلحات غير معقّدة لجذب الشباب إلى اللغة العربية وجعلهم يستخدمونها. لذا تقيم الجمعية وِرش عمل للتوعية على أهمية استخدام اللغة العربية، بالإضافة إلى زيارات أسبوعية للمدارس.

وعن تشجيع الشباب للتحدث والكتابة والمطالعة باللغة العربية، تقول الدكتور نضال الأميوني دكاش أن "الدور الأكبر هو للبيت والأهل ثم تأتي المناهج ودور الأساتذة ودورات متخصصة وطرح مواضيع تنبع من الواقع وتهمّ طلابنا".

وفيما تنادي الجمعيات ومعلّمو اللغة العربية بضرورة المحافظة على اللغة، تصطدم المهمة بما تعتبره تلحوق لامبالاة الدولة ووزاراتها المنشغلة في الأزمات السياسية المتعاقبة في لبنان، ممّا يبقي الأمل ببث الحياة باللغة العربية في صفوف الشباب معلّقاً بالمبادرات الفردية والجماعية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard