شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الحب بعد الأربعين (5): الرغبة في الإنجاب مجدداً

الحب بعد الأربعين (5): الرغبة في الإنجاب مجدداً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

السبت 23 فبراير 201912:27 ص

لم أشعر هكذا منذ أكثر من عشرين سنة، كأنني مراهق من جديد، عناقي مع جنا عاطفي أكثر منه جنسياً، كنا نعبّر أحدنا للآخر عن شغف وحرمان، حرمان من الجديد المثير، أنا في عزّ رجولتي وقوتي الجسدية وهي خائفة لكنها مصممة أن تغامر بكلّ ما يعني لها من أجلي.

جلسنا معاً في سرير الزوجية، لم أشعر بأي عار أم خجل أم خوف، لم نخلع لباسنا بعد، لكن أيدينا كانت قد جالت تكتشف دفء جسدينا، كان جوّالها يرنّ من دون توقف. زوجها يحاول الاتصال بها للمرة الرابعة خلال خمس دقائق. توترنا حين قالت لي جنا: "ماذا لو كان قادراً على سماعنا من خلال تطبيق الآيفون ويعرف ما يجري؟ أشعر أنه يتعقّبني مؤخراً".

هنا جمدنا في مكاننا خوفاً من الفـضيحة، عادت جنا تقبّلني بينما يداي تجولان على صدرها الصغير، لم أر ما بين يدي، لكنني قادر على رسمه بدقّة، حتماً لم ترضّع أولادها، ثديان يتحدان الجاذبية أحلم بهما كلّ النهار منذ ذلك اليوم. قررت أن نتوقف، أردت أن تكون علاقتنا الجسدية الأولى أكثر من أربعة تقلبات في السرير، يجب أن نأخذ وقتنا ونقضي الليل كلّه نصارع النشوة لآخر نفس.

جلسنا معاً في سرير الزوجية، لم أشعر بأي خجل، لم نخلع لباسنا بعد، لكن أيدينا كانت قد جالت تكتشف دفء جسدينا، كان جوّالها يرنّ من دون توقف. زوجها يحاول الاتصال بها للمرة الرابعة خلال خمس دقائق... المدوّنة الخامسة من سلسلة حب ما بعد الأربعين
كانت جنا تقبّلني بينما يداي تجولان على صدرها الصغير. ثديان يتحدان الجاذبية أحلم بهما كلّ النهار منذ ذلك اليوم. لأول مرّة أشعر بالرغبة في التكاثر، وجدت الشريكة المناسبة لإنتاج أجمل طفلة، غريزة حيوانية يجهلها الشباب، لا يعرفها إلا الرجل الناضج

غادرت منزلها مسرعاً، وبيدي الآيفون، نتبادل قلوباً حمراء ورموز إيموجي "للراشدين" نزّلناها في لحظة جنون. الحياة حلوة. أريدها. لأول مرّة أشعر بالرغبة في التكاثر، وجدت الشريكة المناسبة لإنتاج أجمل طفلة، غريزة حيوانية يجهلها الشباب، لا يعرفها إلا الرجل الناضج المسؤول. أضعت فرصة كبيرة اليوم لكن غداً يوم آخر والفرص تفرض نفسها.

في اليوم الثاني، قلت لها سأذهب مع زوجتي وصديقتها إلى مطعم ياباني وسنجلس على السوشي بار، متمنياً أن تأتي بالصدفة. وصلنا في التاسعة، كان المكان خالياً تقريباً، لا أحد يخرج قبل العاشرة في مدينتنا الصاخبة، بعد ساعة، دخلت جنا مع زوجها وصديقين لهما، يتجهوا كلهم نحونا ليجلسوا على السوشي بار أيضاً.

صديقة زوجتي قالت لنا: هذه أجمل بنت سأعرّفكم عليها، بكلّ هدوء تبسمت لجنا، صافحتها، ثم عرّفتنا صديقتنا على زوج جنا، نزلت من الكرسي المرتفع، صافحته وعينه في عيني، شعرت أنه تذكّر ذلك اليوم الذي التقاني فيه أول مرّة، عندما كنت أحدّث زوجته وهو مشغول مع زملائه، لحظة دامت مدّة طويلة، جلسوا على بعد ثلاثة أمتار منا، وأخذنا نشرب الفودكا كما لو كنا نشرب الماء!

دخل صديقي جهاد المطعم أيضاً، لم يصدّق أننا إلى نفس الطاولة، اقترب منّي وفي عينيه كلام كثير، كنت قد قلت له إنني لم أرها منذ ذلك اليوم الذي تعرفت عليها، جنا ليست مثل البنات الأخريات، عليّ أن أحميها وأحافظ عليها من النميمة. مسكت بيده وقلت له: "لا تفتح فمك لأي مخلوق كان"، فهم جهاد أنني غريق حتى أذنيّ وكيف لي أن لا أغرق؟ طلبنا صحن بوظة كي نجلس ربع ساعة أخرى، حاولت أن أنظر في عيني جنا، لكنها كانت متوترة شيئاً ما، تتكلّم مع صديقتها الوحيدة التي تعرف سرّنا، تهمسان وتضحكان بينما زوجاهما منشغلان بحديث آخر. غادرنا المطعم. كنت فرحاً أننا التقينا، لكن مصافحة زوجها هذه مكلفة، بعد اليوم لن ينسى وجهي ثانية، وعليّ أن أنتبه أين يراني مجدداً، لا أحد مغفّلاً هذه الأيام.

تبادلت وجنا رسائل قصيرة قبل أن أنام، متعطشان لمغامرة رومانسية وكنا مدركين أنها ستتحقق قريباً، لم نعد قادرين على الانتظار لكننا متيقنان أن فرصة مثل هذه لا يجب أن تهدر وأن العلاقة يجب أن تكون متينة دون تهور ولا مخاطرة، كيف لي أن أنجب منها طفلاً نتقاسم حبه من دون أن يعلم شريكا حياتنا؟ ماذا لو انجبت صبياً يشبهني؟ هل سأضطرّ وقتذاك إلى أن أتزوجها؟ ما هذه الأفكار التي تشغلني؟ كل ذلك من أجل ليلة من العشق؟ يتبع...

الحب بعد الأربعين (1): طريق الانحراف؟

الحب بعد الأربعين (2): نظرة فابتسامة فموعد فخمر فحشيشة

الحب بعد الأربعين (3): قدر مكتوب أو حيوان فلتان؟

الحب بعد الأربعين (4): قبلة السحلية وأسرارها


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard