عندما كان جدّتي أمينة تفتلُ المفتول في إناء كبير جدًا، يسمّونهُ "عروسة المفتول"، كن يلتففن حولها الكنائن لمساعدتها في لفّ جبينها الأبيض بالشال (أو غطاء الرأس). أثناء ذلك، كانت جدّتي تحمل المغرفة لتبدأ بتقليب المفتول، ولا تسمح لأحدٍ أن يقترب من فعل ذلك، إلّا هي.
[caption id="attachment_166250" align="alignnone" width="1000"] "هادي المرة الدُقة غير عشان بدي آخد لأختك المسافرة"[/caption]
بالمقابل، كنا نحن الصّغار نقرعُ الملاعق بالصّحون، لتغرف لنا غُرفة يدها الملأى بطحين القمح، السميد والملح.
كانت جدّتي تحمل المغرفة لتبدأ بتقليب المفتول، ولا تسمح لأحدٍ أن يقترب من فعل ذلك، إلّا هي.
انطوى ذلك المشهد مذ أمدٍ بعيد، فقد أصبح تلاشى هذا العرس الموسميّ للتخزين الخريفيّ. لحساب السرعة التي تعيشنا هذه الأيام، بات كل شيء سريعاً و سهلاً.انطوى ذلك المشهد منذ أمدٍ بعيد، فقد أصبح تلاشى هذا العرس الموسميّ للتخزين الخريفيّ. لحساب السرعة التي تعيشنا هذه الأيام، بات كل شيء سريعاً و سهلاً. هذا الخريف، تجلس أمي أمام فوهة نار الفُرن لتُعد "الدُقة"، تُحمّصُ القمح، العدس، السماق والكزبرة في صوان كبيرة وكثيرة، وما أن تنتهي، تضع هذه في إناء وفوقه الشطة "لتطحنه". هذه القصّة المصورة لعائلتي، جدّتي وأمّي، ولكنها أيضًا تسلط الضّوء على مجموعة من الأطعمة الفلسطينيّة التي تُخزّن كل عام في فترة فصل الخريف. تبدأ القصّة من مجموعة أطعمة من شجر النخيل، إلى نبتة الزّعتر، الدّقة فالزيت الزيتون. [caption id="attachment_166252" align="alignnone" width="1000"] "هذا خزين السنة يمّا وكل سنة"[/caption] [caption id="attachment_166256" align="alignnone" width="1000"] "بنات اليوم بطلن يحبن يعملن إشي، كله جاهز"[/caption] [caption id="attachment_166258" align="alignnone" width="1000"] تجلسُ بجانبها أختها (حمامة 84 عامًا) و كنائنها لتساعدنها في تخرين السنة.[/caption] [caption id="attachment_166257" align="alignnone" width="1000"] يقمن بفرز الزيتون الصغير (لعصيره) زيتًا، والزيتون الكبير للأكل.[/caption] [caption id="attachment_166253" align="alignnone" width="1000"] حنان بارود- مدينة دير البلح[/caption] [caption id="attachment_166254" align="alignnone" width="1000"] " في دير البلح، عيب كتير حدا يشتري بلح كل الناس بتوزع على بعضها، الي عنده نخل والي ماعنده بيشبع منه طول السنة"[/caption] [caption id="attachment_166255" align="alignnone" width="1000"] لا نصنع من العجوة الكعك فقط، هناك أكلات وأصناف مختلقة وكثيرة.[/caption]
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومخدني معك
ايم -
منذ 3 أياماللهم أجعل محمد زوجا لي ومن نصيبي ادعو لي
شهد نصر -
منذ 3 أيامبالنظر لأسمك فعلى ما يبدو إنك مسلمة رغم إن كل ما ف المقالة لا يعبر عن ديانتك او مجتمعك بل وتحترمي...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياممقال ممتع. في الوقت عينه هناك أنواع كثيرة من القراءة وهناك دائماً دوافع خلف القراءة. في تعليم...
Robin Le Corleone -
منذ 6 أيامهبد وتدليس . دماغ الرجل أكبر بنسبة ثلاثين بالمئة من دماغ النساء وعدد خلايا دماغ الرجل أكبر بكثير...
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامقصة نجاح حلوة ونادرة. شكرا على مشاركتها.