شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
هيئة العلماء المسلمين في لبنان تنتصر للفضيلة في الحرب على الرذيلة: لا

هيئة العلماء المسلمين في لبنان تنتصر للفضيلة في الحرب على الرذيلة: لا "للشذوذ"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأربعاء 17 مايو 201703:30 م

نجحت "هيئة العلماء المسلمين" في لبنان مجدداً في حرب الفضيلة على الرذيلة، هذه المرة لم تُسقط منشوراً أو تُزل دعايةً لملابس داخلية تخدش حياء الهيئة ومشجّعيها، بل منعت تحت الترهيب والتهديد جلسة نقاشٍ في فندق "مونرو" - بيروت بين جمعيات مختلفة تُعنى بحقوق الإنسان ومناهضة العنف، بوجود شخصيات إعلامية وفنية عن حقوق مجتمع "الميم" بلبنان (و"الميم" تعني مثلي/ة، متغير/ة النوع الإجتماعي أو متغير/ة الجندر، مزدوج/ة الميول الجنسية).

هيئة العلماء لم تخجل بفعلتها، وفي بيانٍ علني على صفحتها على فيسبوك باركت خطوة الإلغاء.

وأتى الإلغاء بعد بيانٍ سابق للهيئة حمل عنوان "الإنذار الأخير"، وردت على إثره اتصالات لجمعية Proud Lebanon وفندق مونرو من مراجع أمنية نصحتهما بإلغاء الحفل المنوي عقده تحت ذريعة الحفاظ على سلامة المشاركين.

يبدو أن الكيان اللبناني يشهد ولادة دويلةٍ جديدة، دويلة هيئة العلماء المسلمين التي اتخذت من طرابلس مركزاً لها، وتوسعت لتشمل بيروت وأحياءها، وكانت منعت ألواحاً دعائية في مار إلياس وأزالتها، وهددت باستخدام القوة لمنع حفلٍ لمكافحة رهاب المثلية والحضّ على احترام الآخر، في حين أن الدستور اللبناني يفرض احترام الآخر وخياراته، ويعتبر أن حرية الفرد أولوية.

تنصاع الجهات السياسية والأمنية لتهديدات متطرّفي هيئة العلماء، وبدل أن تسجن المهددين بتهمة التّحريض على القتل والشّروع بالتحضير له، توقف حفلاً يُنظم للسنة الثالثة على التوالي دون أن تُسجل فيه أية مخالفةٍ قانونية.

ما يجري يمكن تشبيهه بالحرب الاجتماعية، عددٌ كبير من أفراد المجتمع اللبناني يواجهون موجاتٍ من الكره يومياً والكره هو المسار الطبيعي لولادة الإرهاب كما ورد في مقطع فيديو ترويجي نشرته جمعية "حلم".

انصياع الجهات الأمنية والسّياسية لتهديد هيئة العلماء المسلمين الأخير يمهّد لتصادم مجتمعي ظنّ المنصاعون أن انصياعهم سيتفاداه، حيث تشعر الفئات المستهدفة بالتهميش والتعدي على حقوقها ككياناتٍ بشرية.

فالخطاب الذي يحضّ على الكراهيّة ورفض الآخر مستمرّ، بالترافق مع التشهير وتشويه الصورة والافتراء، بهدف تضليل المواطنين بشكلٍ عام، والمتابعين بشكلٍ خاص، والتأثير سلباً على المجتمع، مما يؤدّي تلقائياً للتعدّي على عدد كبير من أفراد المجتمع واستسهال تعنيفهم لفظياً، معنوياً أو جسدياً، وجعلهم عرضةً للاغتصاب والقتل، او التشهير العلني كما حصل منذ سنواتٍ مع رواد أحد الملاهي في الدكوانة، والذين صوروا عراةً في مكتب رئيس البلدية قبيل اعتقالهم.

يواجه المثليّون والمثليّات في لبنان، إضافةً إلى تهميش ومصادرة حقوقهم الإنسانية والصحية والمدنية والقانونية، مخاطر يومية تفرض عليهم التخفي والاختباء الاجتماعي غير السليم، الذي يُبعد الفرد عن مجتمعه ويشعره بأنه عُرضة للاعتداء في أي دقيقة.

هامش الحركة الممنوح عنوةً لهيئة العلماء المسلمين سمح لها بالتمادي في تكريس أجندتها وأفكارها لبنانياً وإسقاطها على الجميع، فالهيئة تطالب اليوم بمحاسبة المسؤولين والمنظمين لحفل "المونرو" الملغى، والذي حمل عنوان "ولادي.. لو مين ما حبّوا"، لأن "علماء" الهيئة "ما حبّوا" موضوع الحفل.

فالحفل برأي الهيئة القيّمة على "أخلاق" المجتمع اللبناني يعتبر "وصمة عار" على الدين والقيم واﻷخلاق، وبفضل الله تعالى ثم بتضافر النيات الحسنة والعقول النيرة والجهود الخيرة، إيقاف الحفل ومنعه، كما قالت الهيئة.

الهيئة ذاتها تحرّض على منابر المساجد وتدعو لقتل من هو مختلف عنها مذهبياً. وبينما يكتشف العالم كواكب ومجموعاتٍ شمسية جديدة، ويساهم في اكتشافاته جميع شرائح مجتمعه من مثليين وغيرهم، تخاف جهاتنا الأمنية من تهديداتٍ مفعمةٍ بالكراهية، تطلقها هيئات تحريضية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard