شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
نقاش محتدم في السعودية: هل القبائل نعمة أم نقمة؟

نقاش محتدم في السعودية: هل القبائل نعمة أم نقمة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 6 ديسمبر 201606:40 م
نشط على موقع تويتر في السعودية اليوم هاشتاغ #قبيلة_قلبك_يحبها، المؤيد للقبائل، وحاز أكثر من 82 ألف تغريدة. لا تزال القبائل في السعودية من مكوّنات المجتمع التي يتعذر تجاهلها، ويمكن لمتابعي الشأن السعودي ملاحظة محاولات المملكة الدائمة لمراعاتها. في المملكة، حوالى 72 قبيلة أبرزها عتيبة، قحطان، عنزة، حرب، زهران، الدواسر، مطير، شمر، وكنانة. ولا ينحصر وجود هذه القبائل في السعودية فحسب، بل تتوزّع على دول عربية عدّة أخرى. واختار الكثير من المشاركين في الهاشتاغ قبيلتهم أو قبائلهم المفضلة، وكان لعدد كبير منهم وجهات نظر مختلفة، أبرزها أنّ في كلّ قبيلة من القبائل أشخاصاً جيدين وآخرين سيئين.
يعتبر البعض أنّ القبائل باتت عبئاً على السعودية وهي تعرقل عملية تقدّم المجتمع، خصوصاً أنّ العمل بالأعراف العشائرية يعطّل العمل بالقانون ويربك آلية عمل مؤسسات الدولة، فيما يعتبر البعض الآخر أنّ الأعراف العشائرية بمثابة قوانين تعبّر عن القيم العربية الأصيلة ويجب المحافظة عليها. جاءت هذه الأفكار المتعارضة في مقالين لكاتبين سعوديين هما "سلوم القبايل آفة" لعبده خال في صحيفة "عكاظ" الذي ينتقد فيه الأعراف القبلية ويصفها بأنها "أخطر قضية تمسّ الكيان الاجتماعي"، ويقول: "عندما يكون العرف أعلى صوتاً من السلطة يكون ضرره فادحاً"، فيما يدافع صالح الشيحي في مقاله "سلوم القبايل" في صحيفة "الوطن" عن هذه الأعراف ويقول إنّها لم تقيّد المجتمع ويؤكّد: "حتى مع إشراقة نور الإسلام لم يقم نبينا - عليه الصلاة والسلام - بطمس عادات قبائل العرب، أو السخرية منها، بل قال ‘إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق’". ولا يعتبر هذا النقاش بين الكتاب السعوديين جديداً، إذ لطالما اختلفوا حول موضوع أهمية القبائل ودورها. وكانت مناسبة هذين المقالين اللذين نُشرا في نوفمبر الماضي، صدور قرار رسمي من أمير منطقة مكة المكرمة، خالد الفيصل، بـ"منع التحاكم بالمعاديل والأعراف القديمة بين شيوخ القبائل والمعروفين في المنطقة، في حلّ ما يقع بينهم من خلافات ونزاعات، والعودة للاحتكام للشرع والنظام". وبعد أيام قليلة من هذا القرار، نُسب تصريح تداوله مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي لوكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية، ناصر العبدالوهاب، عن وجود إجراءات مشدّدة على أبناء قبيلتين عند مراجعة فروع الأحوال المدنية، نفته وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية لاحقاً، وأكّدت أن كل تلك التصريحات المنسوبة إلى وكيلها عارية عن الصحة، وقالت: "نؤكد أنّ الأستاذ ناصر العبدالوهاب وجميع منسوبي الأحوال المدنية كافة يكنون كل الاحترام والتقدير لجميع القبائل وكل مكونات المجتمع". وفي وقتٍ لاحق من الشهر نفسه، حظرت وزارة الداخلية السعودية نشر أسماء قبائل المُدانين في قضايا أخلاقية. فمن حكم عليه بارتكاب إحدى الجرائم المنصوص عليها في المادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، ينشر اسمه ولكن لا تنشر سم عائلته أو اسم القبيلة التي ينتمي إليها. وهذا ما يؤكّد أهمّية القبائل في المجتمع السعودي، فهي لا تزال تعتبر هوية واضحة للأشخاص، يمكن التعرّف إليهم وعلى عاداتهم وأخلاقهم من خلالها، وتمّ إصدار هذا القرار حفاظاً على سمعة القبائل وتفادياً لأي مشكلات ذات ردود فعل كارثية. وفي العودة إلى العام 2003، أجرت صحيفة "الحياة" مقابلة مع سعيد الحداوي الغامدي، أبرز أعيان قبيلة غامد، إحدى أكبر القبائل السعودية، وشيخ قبيلة بني حدة والناطق شبه الرسمي باسمها، عقب تورّط عدد من شبان القبيلة في اعتداءات 11 أيلول في الولايات المتحدة، وكانت غالبية الأسماء التي وردت في "قائمة الـ19" الإرهابية التي أعلنتها السعودية في مايو 2003، تنتمي إلى هذه القبيلة، وقد شارك الكثير من الأفراد المنتمين لها في مجموعة من الاعتداءات الإرهابية داخل المملكة. وأكّد الحداوي الغامدي في المقابلة أنّ الفراغ والبطالة ساعدا في نشوء فكر التطرف لدى بعض شبان القبيلة. يعتبر النقاش حول وجود القبائل في السعودية جدلياً، لا يمكن التوصل من خلاله إلى نتيجة أو حلّ جذري، وسيكون الحديث عن هذه القبائل أصعب بكثير في السنوات المقبلة، مع "رؤية السعودية 2030" التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان آل سعود، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية للبلاد، في مايو الماضي، والتي تعتبر رؤية اقتصادية تنموية بامتياز، ستغيّر طريقة عمل المملكة وأهدافها المستقبلية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard