لماذا يستخدم شاب اسم فتاة على فيسبوك؟
الأربعاء 26 أكتوبر 201608:05 ص
كثيرة هي التعقيدات التي يواجهها بعض الشباب العربي في إقامة علاقات مع الفتيات على أرض الواقع، بسبب العادات والتقاليد التي تنتشر في المجتمعات المحافظة. لكن الغريزة البشرية أقوى من الحظر، ما يدفعهم للبحث عن مساحات جديدة للتعارف.
أتاحت شبكات التواصل الاجتماعي مساحة للجنسين، للاقتراب داخل الغرف الإلكترونية المغلقة، ووراء ستار حسابات على هذه الشبكات، لا يعلم أحد ما يدور خلفها. فيسبوك هو من بين هذه المساحات، خصوصاً أن استخدامه بين الشباب كبير جداً في معظم دول العالم العربي. ففي إحصائية نشرها مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ على صفحته قبل نحو عام، وصل عدد الحسابات على الموقع في العالم العربي إلى 110 ملايين مشترك، من أصل نحو 392 مليون مواطن عربي. بينما تجاوز عدد المشتركين في موقع فيسبوك حول العالم الـ1.5 مليار.
وقد انتشرت في السنوات الأخيرة الكثير من الحسابات على الموقع تحمل أسماء لفتيات، بعضها لا يلفت الانتباه، وبعضها ترافقه صور شبه عارية، تميل للإباحية، وكأنها تعطي رسالة أن صاحبة الحساب تبحث عن الإغراء والمتعة.
لكن المفاجأة تكمن في أن أصحاب بعض هذه الحسابات هم في الحقيقة رجال يقبعون خلف هذه الصفحات، ويرغب معظمهم في جذب النساء للتحدث إليهن براحة وصراحة، والإفصاح عن تفاصيلهن الشخصية وإرسال صورهن.
رغبتي هي السبب
تعترف "هناء" بأن سذاجة تفكيرها وضعف شخصيتها في بداية تعاملها مع شبكات التواصل الاجتماعي، وعدم تعاملها مع شباب في الحياة العامة، بسبب العادات والتقاليد المفروضة عليها من أسرتها، كادا أن يحولا حياتها إلى جحيم. فقبل 3 أعوام تعرفت على فتاة عن طريق فيسبوك، كتابةً فقط. مع مرور الوقت، وتطرقهما للحديث في أمور خاصة وجنسية، طلبت منها صديقتها إرسال صورة لها. وبالفعل أرسلت صورتها وأبدت صديقتها إعجابها الشديد في تفاصيل جسدها الأمر الذي بدأ يشغل تفكيرها. طلبت هناء من صديقتها إرسال صورة لها فتمنعت وأقنعتها بالخجل، ثم طلبت منها في ما بعد ممارسة العادة السرية أمام الكاميرا. "لم أفكر وقتها، وتملكتني الرغبة ووافقت دون تردد"، تقول هناء، فخلعت قميصها، وأبقت على ملابسها الداخلية وفتحت الكاميرا، لتفاجأ بظهور شاب عاري الجسد تماماً أمام الكاميرا، وكانت صدمتها. "تملكني الرعب، ودارت في أفكاري جميع أحاديثنا الماضية، وكيف أطلعت شاباً على خصوصياتي"، تضيف هناء، التي أمضت ليلتها خائفة، وقررت إغلاق حسابها بشكل نهائي. بعدها بعدة أشهر عادت هناء إلى فيسبوك بحساب جديد يحمل اسماً غير اسمها الحقيقي، وأصبحت تتعامل بشكل حذر جداً مع الصديقات الجديدات، اللواتي تربطها بهن علاقة افتراضية، بهدف إشباع رغبتها.شخصيات وهمية منتشرة
يرى علي بخيت، رئيس نادي الإعلام الاجتماعي في فلسطين، أن الحسابات الوهمية موجودة في فضاء شبكات التواصل الاجتماعي وليست مقتصرة على فيسبوك فقط، متوقعاً ازديادها بشكل متواصل. ويطالب فيسبوك مشتركيه عند التسجيل لحساب جديد، أن يكون صاحبه شخصاً حقيقياً، وأن يستخدم معلومات حقيقية غير مزورة، ويشجع بقية المشتركين على الإبلاغ عن الحسابات التي تمثل أشخاصاً مزيفين أو خياليين، لمعاقبة مزوري المعلومات والشخصيات الوهمية بإغلاق حساباتهم. لكن البعض يفضل الانسحاب بهدوء، وإغلاق حسابهم الخاص، كما فعلت هناء. بينما ترى "لينا"، الشاعرة التي تنشر كتابتها الأدبية الجريئة على صفحتها في فيسبوك، أن الحل الأفضل هو "البلوك"، أو الحظر، لأنه أقل تعقيداً وأكثر تأثيراً. "بلوك، كبسة واحدة وانتهى الأمر"، تقول لينا. وتضيف أنه غالباً، عندما يشعر الشاب بافتضاح أمره، يهرب ويغلق الحساب من تلقاء نفسه، أو يقوم بحظر للضحية، ولا يترك فرصة للفتاة للتفكير في اتخاذ أي خطوة.ما هي الأسباب التي تدفع شاباً للتخفي خلف اسم فتاة على فيسبوك؟
كثيرة هي التعقيدات التي يواجهها بعض الشباب العربي في إقامة علاقات مع الفتيات على أرض الواقع، فابتكروا طريقة ملتوية...يقول بخيت إنه من الممكن كشف الصفحات الوهمية بسهولة، بمجرد الاطلاع على إحدى الصفحات الشخصية، إذ يمكن تحديد حقيقة الحساب من خلال الصورة الشخصية، أو الاسم المستعار، والبحث عنهم من خلال الطرق المتاحة عبر محرك البحث غوغل. كما أن معلومات صاحب الحساب على صفحته، وتاريخ انضمامه لفيسبوك والتحقق من قائمة الأصدقاء، وطريقة نشره على حسابه ومنشوراته، يوضح حقيقة مستخدم الحساب، إن كان شخصية حقيقية أم وهمية.