عمليات التجميل موضة جديدة تستهوي العراقيات برغم الحرب
السبت 27 أغسطس 201608:51 ص
بات الإقبال على عمليات التجميل نوعاً من الموضة الجديدة في العراق. وتزايد الاهتمام بها منذ سقوط نظام صدام حسين، ونهاية الحصار الذي كان يعزل العراق عن العالم الخارجي.
ومع تحسن الوضع الأمني نهاية عام 2007، عاد كثير من الأطباء المقيمين في الخارج، حاملين شتى الاختصاصات ومن بينها الجراحة التجميلية.
للوهلة الأولى، تبدو شيماء قد تعرضت للضرب المبرح، لأن وجهها منتفخ، وعليه آثار حقن. هكذا كان شكلها بعد أن خرجت من أحد مراكز التجميل وسط بغداد، قبل نحو 4 أشهر، بعدما أجرت أول عملية تضخيم للشفتين. ثم شجعها نجاح العملية الأولى على إجراء عملية مماثلة لوجنتيها، لكن العملية الثانية كانت أصعب مما تخيلتها.
تقول شيماء لرصيف 22: "حين بدأت عملية حقن وجنتي بالسيليكون، شعرت بألم لا يحتمل وبدأت بالصراخ، فالمخدر الموضعي الذي استخدمه الخبير لم يأت مفعوله كوني مدخّنة، وبدأ وجهي بالتورم. وتطلب الأمر شهراً من الانتظار لتختفي الزرقة من على وجنتي".
تجميل ضحايا التفجيرات
معاون مدير مستشفى الواسطي في العاصمة بغداد، الدكتور حمزة عبد الحميد قال لرصيف22 إن المستشفى يجري عمليات التجميل للتشوهات الخلقية، والتشوهات الناتجة عن التفجيرات، أو الحوادث، لكنه لا يجري عمليات تجميل الأنف، ونفخ الخدود وتكبير الثدي وغيرها من العمليات, كون المستشفى يقدم خدماته مجاناً. وبحسب عبد الحميد، أنجزت مستشفى الواسطي منذ عام 2005 حتى عام 2015، أكثر من 51 ألف عملية تجميل مختلفة، بينها عمليات صغيرة وكبيرة، فضلاً عن عمليات تجميل العظام لضحايا التفجيرات.أريد أن أصبح هيفاء وهبي
هذا الأمر دفع العديد من الفتيات والنساء للإسراع إلى المستشفيات والعيادات الخاصة للحصول على شكل أجمل، مستوحى من أشكال الفاتنات اللواتي يظهرن على شاشات التلفاز. عند الوصول إلى أحد مراكز التجميل في منطقة زيونة وسط بغداد، التقينا نضال، إحدى العاملات هناك، قالت: "تأتي غالبية النساء وفي أيديهن صور لفنانات يرغبن في التشبّه بهن كنانسي عجرم وهيفاء وهبي وإليسا، وهن فنانات لبنانيات". وتضيف أن مركزهم يبدو أحسن من بقية المراكز، كونه يتمتع بنظافة ووجود عدد من المتخصصين، لكن هناك مراكز معروفة، ورغم نظافة المكان في صالة الانتظار، إلا أن العيادة الداخلية مختلفة تماماً عن واجهتها الجميلة، إذ تكون مليئة بالدماء ومخلفات الشاش الأبيض. وتؤكد: "هذا ما شاهدته بأم عيني عند زيارتي لأحد المراكز من أجل التقدم للعمل بها".رقابة وزارة الصحة
قامت وزارة الصحة بوضع ضوابط لعمل العيادات الخاصة، وهي لا تمنح مراكز التجميل إجازة ممارسة المهنة إلا للأطباء المتمرسين في هذا المجال. تقول الدكتورة أحلام سعيد، مديرة قسم الرقابة لدائرة العيادات الخاصة في وزارة الصحة لرصيف22: "أصدرنا تعميماً على جميع فرقنا التفتيشية لإجراء عمليات الرقابة على عمل تلك العيادات، التي يجب أن تتوفر فيها شروط عديدة، أهمها وجود طبيب مختص وحاصل على الموافقات الأصولية، وسلامة الأجهزة المستخدمة. لكننا نعاني من غياب التعاون من قبل فرق وأجهزة نقابة الأطباء المعنية بشكل مباشر".العراق يدخل نادي الاقبال الكبير على عمليات التجميل!وأضافت سعيد: "كشفنا عن بعض العيادات المخالفة، لكن لم يتم اتخاذ الإجراء اللازم بحقها". وتابعت: "نعاني كذلك من ضعف أداء الجهات القضائية حين يستدعي الحال إغلاق إحدى العيادات المخالفة بمشاركة وزارة الداخلية". وتعترف الدكتورة أحلام بوجود أخطاء في عمليات التجميل، وترى أن السبب في أن العديد من المراكز تتعامل مع الطب بشكل عام والجراحة التجميلية بشكل خاص كمصدر رزق، بغض النظر عن نوعية الخدمات المقدمة إلى المريض. وتقول إن العراق لا يمتلك تاريخاً طويلاً في التعامل مع هذا النوع من العمليات".