شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
بيع الشِعر: تجارة السعوديين الجديدة عبر تويتر وفيسبوك

بيع الشِعر: تجارة السعوديين الجديدة عبر تويتر وفيسبوك

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 1 يونيو 201712:50 ص
"مشاعرك أترجمها لك في قصيدة بسرية تامة وتصبح ملكاً خاصاً لك، ويحق لك نشرها باسمك في أي وسيله إعلامية... للتواصل وآتساب *****055910". "حدتني الدنيا لبيع القصايد/ رزق من الله واقدر أساعد الناس/ والي يبي يشتري جديد الفرايد/ أكتب له الجزلات بسلوب حساس". هذه العبارات والأبيات الشعرية، هي إعلانات لبيع بضاعة جديدة في السعودية، هي "القصائد الشعرية". تشهد المملكة خلال السنوات القليلة الماضية رواجاً لتجارة القصائد الشعرية، فما كان يرفضه معظم شعراء الجاهلية في شبه الجزيرة العربية، بات اليوم مباحاً ومتاحاً، وكل حسب سعره. ويعج موقعا تويتر وفايسبوك بعشرات الحسابات، التي تحمل اسم "بيع القصائد" أو "بيع الشعر"، وتختص ببيع القصائد الشعرية للزبائن، مع التشديد على سرية المعاملات، والتخلي عن حقوق الملكية الفكرية. إذ يمكن لمن يشتري القصيدة أن ينشرها في أي وسيلة إعلامية باسمه، وربما يصل الأمر في بعض الأحوال، إلى شراء ديوان كامل. يقول الكاتب السعودي "فارس الرويس" في مقال في صحيفة الرياض السعودية، بعنوان "التكسب بالشعر رفضه قدماء الشعراء وامتهنه المتأخرون منهم"، إنه لاحظ أن بعض الشعراء نظم قصيدة واحدة في غرض المدح، وجل ما يقوم به عند بيعها لزبون جديد، هو تغيير اسم الشخص الممدوح فقط. وأضاف الرويس أن التكسب بالشعر، لم يقتصر فقط على المديح، بل امتد إلى الهجاء، فأصبح فلان يهجو فلاناً من الناس من أجل جبر خاطر شخص آخر. مؤكداً أن هذه الظاهرة جعلت الشعر يفقد قيمته، خصوصاً حين يصل الأمر إلى وصف طير الممدوح أو حصانه وناقته. تواصلنا مع صاحب أحد الحسابات، الذي بلغ عدد متابعيه أكثر من 23 ألفاً. وقد عرف عن نفسه بأنه الشاعر "علي الرشيدي"، وقال لرصيف 22، مع التحفظ الشديد أثناء الحوار، إن مهنة نظم الشعر ليس مهنته الأساسية، لكنه اكتشف أنها يمكن أن تدر عليه الكثير من المال فاتجه نحوها. وأوضح الرشيدي أن جمهور الطلب على القصائد الشعرية كبير، مشيراً إلى أن الأغراض الشعرية التي يطلبها الزبائن متنوعة، من أشعار الغزل والحب والمديح والرثاء. وعن أفضلية أي من هذه الأغراض لدى الزبائن، لفت إلى أنه لا يوجد غرض محدد يطغى على بقية الأغراض، فلكل غرض زبائنه.
تجارة القصائد الشعرية الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية
بـ130$ تستطيع أن تشتري قصيدة تنشرها باسمك أو تهديها لمن تشاء...
وأكد الرشيدي رفضه نظم أشعار الهجاء. مشيراً إلى أنه لا يمكنه أن يستخدم الموهبة التي "منحها له الله" في التهكم أو التهجم على أي شخص. مؤكداً ندرة الطلب على هذا الغرض الشعري.

هوية وهمية

الملاحظ في حساب الرشيدي وبقية الحسابات، التي تعلن عن نظم وبيع القصائد، أن أصحابها بلا هوية واضحة. وجل ما يمكن معرفته عن صاحب الحساب هو رقم هاتف فقط، يمكن من خلاله التواصل معه عن طريق تطبيق "الوتساب" أو التحدث إليه هاتفياً. وأكد الرشيدي أنه يتعامل مع الزبائن بهوية غير هويته الحقيقية، من دون الإفصاح عن سبب ذلك. وفي ما يخص كيفية الحصول على المقابل المادي، قال إنه غالباً يقوم بإعطاء الزبائن رقم حساب شخص آخر ليتم تحويل المقابل المادي إليه. وعند سؤاله عن السبب، ضحك وقال إن الشعراء دائماً يقولون ما لا يفعلون. تواصلنا مع حساب آخر لبيع القصائد، رفض صاحبه الكشف عن هويته، واكتفى بالإشارة إلى الأحرف الأولى ع. ن. قال إنه يستجيب لجميع الأغراض الشعرية، لكنه يحاول قدر المستطاع الابتعاد عن غرض الهجاء. وأوضح أن أكثر الأغراض الشعرية التي تطلب منه، هي الغزل والمديح.

سعر القصيدة

حاولنا شراء قصيدة من حساب يبلغ عدد متابعيه نحو 16 ألفاً، فسأل صاحب الحساب، ويدعى خالد الخياري، عن عدد الأبيات التي نريدها وغرض القصيدة، وبعد أن أوضحنا أن الغرض هو الغزل، وأنا ما نحتاجه هو 10 أبيات، طلب 800 ريال مقابل نظم القصيدة (213$)، وبعد شد وجذب، تم الاتفاق على مبلغ 500 ريال (133$). وفي ما يخص تحويل المبلغ، أعطانا خالد الخياري رقم حساب في بنك الراجحي، وطلب تحويل المقابل المادي إليه، واعداً بإرسال القصيدة بعد وصول التحويل بنحو ساعة. وبعد مفاوضته، تم الاتفاق على تحويل نصف المبلغ قبل القصيدة، والنصف الآخر بعد استلامها. وعن هذه التجارة، قال الخياري، إن لها جمهوراً جيداً، لافتاً إلى أن سعر القصيدة التي تقل عن 10 أبيات، يبلغ نحو 500 ريال، ويزيد المقابل المادي حسب عدد الأبيات. وألمح إلى أنه يكتب ما يزيد عن 10 قصائد شهرياً، بحسب العرض والطلب.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard