شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
تركيا

تركيا "تطلق شاربها" بأمر من أردوغان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 29 أغسطس 201610:09 ص
"تركي من دون شارب كمنزل من دون شرفة". مثل شعبي تركي قديم، يؤمن به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ امتهانه كرة القدم في شبابه. وقد دعا أخيراً أعضاء الحكومة التركية ومسؤولي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم إلى "إطلاق الشارب"، متأثراً بثقافة الشارب في التاريخ العثماني. وهذا ما يكشف سر المظهر الجديد لمعظم رجال الدولة.

أمر "أردوغاني"

في مطلع شهر مايو الماضي أطلق أردوغان دعوة لإطلاق الشوارب بين صفوف مسؤولي الحكومة التركية والحزب الحاكم، قائلاً: "أتركوا الشارب"، خلال أحد اجتماعات الهيئة العليا لحزب "العدالة والتنمية"، لاختيار خليفة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو. وتعليقاً على ذلك، تساءلت صحيفة "برجون" التركية، في مقال بعنوان "حركة الشارب في العدالة والتنمية: رغبة أردوغان"، "هل يلزم إطلاق الشارب للحصول على منصب وزاري أو في الهيئة الرئاسية؟".

"حكومة الشوارب"

وصفت صحيفة "سوزجو" التركية اليسارية الحكومة، بعد دعوة أردوغان إلى "حكومة الشوارب"، موضحة أنه بعد بضعة أسابيع من "دعوة الشوارب"، أطلق أكثر من 14 وزيراً تركياً شواربهم استجابة للأمر الأردوغاني، أي نحو نصف الوزراء الرجال في الحكومة الحالية.

وجوه جديدة

وذكرت الكاتبة التركية أمينه قابلان في إحدى مقالاتها في صحيفة "جمهورييت"، أن وزير العدل بكير بوزداغ، ووزير الداخلية إفكان ألاء، ونائب رئيس الوزراء يالجين أكدوغان، أول الملبيين لدعوة "ديمقراطية الشارب"، وأطلقوا شواربهم. [caption id="attachment_71522" align="alignnone" width="700"]نائب-رئيس-الوزراء--يالجين-اكدوغاننائب-رئيس-الوزراء--يالجين-اكدوغان نائب رئيس الوزراء يالجين أكدوغان[/caption] ورصد "سي ان ان ترك" في مقال بعنوان "موضة الشارب في العدالة والتنمية" بعض الشخصيات في الحزب الحاكم، التي استجابت لأمر الرئيس التركي، وأطلقت شواربها، مثل وزير الثقافة والسياحة ماهير أونال، ووزير الاقتصاد السابق مصطفى أليطاش، وزير الاقتصاد الحالي نهاد زيبكجي. وامتد الأمر إلى وزير الداخلية الأسبق عبدالقادر أقسو، والنائب الاقتصادي لرئيس الوزراء توغرول تركيش، ووزير المال ناجي أغبال. [caption id="attachment_71516" align="alignnone" width="700"]وزير الاقتصاد الحالي نهاد زيبكجيوزير-الاقتصاد--نهاد-زيبكجي وزير الاقتصاد الحالي نهاد زيبكجي[/caption] [caption id="attachment_71515" align="alignnone" width="700"]وزير-الاقتصاد-السابق-مصطفى-اليطاشوزير-الاقتصاد-السابق-مصطفى-اليطاش وزير الاقتصاد السابق مصطفى اليطاش[/caption] [caption id="attachment_71517" align="alignnone" width="700"]وزير-الداخلية-الأسبق-عبدالقادر-أقسووزير-الداخلية-الأسبق-عبدالقادر-أقسو وزير الداخلية الأسبق عبدالقادر أقسو[/caption] وأشار الكاتب الصحفي فيلل توبراق إلى أن بعض المسؤولين لجأوا إلى إطلاق اللحية بجانب الشارب كنوع من الاختلاف والتأكيد على الصبغة العثمانية، مثل الوزير ماهير أونال، الذي أطلق لحيته وشاربه ليكون أول عضو مطلقاً لحيته في البرلمان التركي منذ عقود. [caption id="attachment_71519" align="alignnone" width="700"]وزير-الثقافة-والسياحة-ماهير-أونالوزير-الثقافة-والسياحة-ماهير-أونال وزير الثقافة والسياحة ماهير أونال[/caption] [caption id="attachment_71518" align="alignnone" width="700"]وزير-العدل-بكير-بوزداغوزير-العدل-بكير-بوزداغ وزير العدل بكير بوزداغ[/caption] ومع استمرار أصداء الأمر الأردوغاني، أطلق عدد كبير من أعضاء الحزب الحاكم شواربهم، مثل وكيل البرلمان التركي وعضو حزب العدالة والتنمية عن محافظة أديامان أحمد أيدين.

"أردوغان هو العدالة والتنمية"

وبعد بضعة أسابيع من دعوة إطلاق الشارب، أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسن أرجي، تحت عنوان "ماذا تعني دعوة العدالة والتنمية؟"، أن إيديولوجية حزب العدالة والتنمية يمكن تلخيصها في عبارة "ما يقوله الرئيس يكون".
إيديولوجية حزب العدالة والتنمية يمكن تلخيصها في عبارة "ما يقوله الرئيس يكون": أطلقوا شواربكم! تمام
كيف يتأكد أردوغان من ولاء رجال السلطة في تركيا؟ يأمرهم بإطلاق شواربهم!
وأضاف أن "الطقوس اليومية للحزب أصبحت، أطلقوا شواربكم! تمام، التحقوا في جولات العمرة والحج! تمام، أرفعوا أرجلكم عند قراءة الرسائل! تمام". وأطلق أرجي معادلة رياضية للتعبير عن المفهوم الذي سار إليه الحزب الحاكم في البلاد، قائلاً: "يمكننا أن نلخص مفهوم أعضاء الحزب في المعادلة التالية، حزب العدالة والتنمية = ما يقوله الرئيس يكون".

هاقان فيدان

رئيس-الاستخبارات-هاقان-فيدانرئيس-الاستخبارات-هاقان-فيدان رئيس الاستخبارات التركية هاقان فيدان، والملقب بالذراع اليمنى وصندوق أسرار الرئيس التركي، كان أحدث الوجوه التي ظهرت إعلامياً بـ"الموضة الأردوغانية"، مطلقاً شاربه، خلال اجتماعه مع أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي، ثم خلال زيارته إلى موسكو برفقة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، لبحث حلول الأزمة السورية. واهتم الإعلام الروسي بالمظهر الجديد لرئيس الاستخبارات التركي، خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بويتن، ورئيس الأركان الروسي فاليري جراسيموف الأسبوع الماضي، مثل صحيفتي "ايزفيستيا" و"كوميرسانت" الروسيتين الأكثر انتشاراً.

المعارضة التركية

قال زعيم المعارضة التركية رئيس حزب "الشعب الجمهوري" كمال قليتشدار أوغلو، في لقاء صحافي، موجهاً حديثه إلى أردوغان: "لن تطبق النظام الرئاسي ما دام هناك واحد من حزب الشعب الجمهوري"، وذلك بعد أربعة أيام من دعوة أردوغان، في ظل محاولة إقالته لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، الذي كان يعارضه في بعض القضايا السياسية. وأضاف قليتشدار أوغلو، معلقاً على إقالة داود أوغلو، أن أردوغان "يبحث عن رئيس وزراء ضعيف الشخصية. يا لها من حماقة. الجميع شرع في إطلاق الشوارب. هل تبحث عن أحمق لتولي المنصب؟". في إشارة إلى انصياع الجميع لرغبات وأوامر الرئيس التركي.

الشارب العثماني

منح سلاطين الدولة العثمانية تميزاً خاصاً للشوارب ومقامات ألغاها مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، فصارت مؤسسات الدولة خالية من الشوارب الملتوية والكبيرة. وفي الثقافة العثمانية، يعتبر إطلاق الشارب والاعتناء به عادة يتوارثها الأتراك أباً عن جد، ويذهب البعض للقول إن "الرجل بلا شارب ليس رجلاً حقيقياً". وبدأ العرب بالاهتمام بالشوارب إبان الحكم العثماني للعالم العربي، وانتشرت تربية الشوارب في تركيا رمزاً للرجولة والاعتزاز بالذات. دعوة أردوغان إلى إطلاق الشارب وتفاعل المسؤولين معها توضح مدى سطوة الرئيس التركي على مقاليد الحكومة، وأعضاء الحزب الحاكم، متجاوزاً مسارات السياسة، ومتخطياً خصوصيات الساسة والمواطنين، من مؤيديه ومناصري سياساته في تركيا. فطاعة الساسة في تركيا لدعوة أردوغان تأتي دليلاً على مدى تحكمه في مفاصل الدولة وتحويلها إلى "دولة الرجل الواحد".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard