شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
الخبير أم البكر؟... أيّ نوع من الشباب تفضّل الفتيات؟

الخبير أم البكر؟... أيّ نوع من الشباب تفضّل الفتيات؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 22 أبريل 201605:36 م
تخضع عملية اختيار شريك الحياة الزوجية للعديد من الأسس، وتختلف باختلاف تفكير وتربية وطبيعة شخصية كل شريك، لكن إذا ما تشابهت الظروف وخيرت المرأة بين الشاب "الخبير" أو المجرب ذي العلاقات النسائية السابقة، وبين الشاب "البكر" فأيهما ستختار ولماذا؟ بحسب أستاذة الطب النفسي في كلية الطب في جامعة عين شمس والعضو في الجمعية الأميركية للطب النفسي هبة العيسوي، يُعتبر اختيار شريك الحياة من أصعب القرارات ويتحكم به عاملان أولهما نفسي لا واعٍ يتحكم في 60% من القرار، والثاني واعٍ يتمثل في عوامل السن والشخصية وما يستقر في ذهن الفتاة من مبادئ وأسس نتيجة التربية والتجارب والمشاهدات التي تختبرها.

أسباب اختيار الشاب "الخبير أو المجرب"

تلجأ بعض الفتيات لاختيار الشاب ذي العلاقات النسائية المتعددة لأسباب عدّة أبرزها اعتقادها بأنه:
  • سيجيد التعامل معها وإسعادها
  • تشبع من علاقاته العابرة وينوي استقراراً حقيقياً ولن ينظر إلى أخرى.
  • يسعى إلى إسعاد زوجته ويحيطها بخوفه وغيرته بسبب ما مر به من علاقات.
  • يتفهم طبيعتها الأنثوية وتلبية مطالبها ورغباتها.
  • غالباً ما يكون لبقاً ومحبوباً اجتماعياً.

أسباب اختيار الشاب "البكر"

في المقابل يفضّل جزء من الفتيات اختيار الشاب البكر كشريك للحياة وذلك لأسباب عدّة أهمها الاعتقاد بأنه:
  • قليل التطلّب.
  • هادئ الطبع ومريح في التعامل.
  • لا يثير الشك والغيرة بسبب عدم وجود تجارب سابقة مع أخريات.
  • من المفيد حين تكون الفتاة بكراً أن تختار شريكاً لا يفوقها خبرة ويرهقها.

مَن يفضّلن الرجل صاحب الخبرة؟

وشرحت الدكتورة هبة العيسوي لرصيف22 أن هنالك أربعة أنماط من الشخصيات النسائية التي تفضل الرجل صاحب الخبرة الجنسية السابقة هي: أولاً الشخصية الطاووسية: ويقصد بها الفتاة العنيدة والمتطلبة والتي تنشد التميّز والكمال في كل شيء، وهذه تحديداً لن تختار سوى رجل مجرب ليرضي غرورها ويشعرها بتميزها الذي دفعه إلى تفضيلها على الأخريات، بحسب ظنّها. ثانياً الفتيات الصغيرات: فهؤلاء يشعرن بالإثارة من اختيار الرجل المجرب ربما لاعتقادهن بأنه سيحقق لهن الحياة الوردية التي تابعنها في السينما. ثالثاً، الفتاة التي تعاني من كون أبيها لا يشارك والدتها في الحياة المشتركة، وتفضّل شاباً بصفات مغايرة. رابعاً، الفتيات اللواتي يتعرضن لأزمات عاطفية، فهؤلاء يحرصن على اختيار رجل مجرب متعدد العلاقات لأنه سيرد إليهن اعتبارهن وسيعوض أنوثتهن التي كسرت من سالفه كما يعتقدن.

مَن يفضّلن الرجل البكر؟

ولفتت العيسوي إلى أن هنالك في المقابل أربعة أنماط من النساء اللواتي يفضّلن اختيار الرجل البكر، هي: أولاً الفتاة الانطوائية: فهذا النمط من الشخصيات لا يتحمل شخصاً خبيراً لأنه بالضرورة سيعرّضها للضوء وسيورّطها للاندماج مع آخرين، وهو ما لا ترغب فيه، لذلك تلجأ إلى الارتباط بشخص بكر محدود العلاقات والمتطلبات. ثانياً، الفتاة المعتدلة التي تنشد الحياة التقليدية وتريد السلام فقط، والناجحات في عملهن غالباً ما ينتمين إلى هذه الفئة، وهؤلاء يخترن الرجل البكر حتى تكون حياتهن الاجتماعية مستقرة ويتفرغن للعمل. ثالثاً، الفتاة التي لديها حيّز كبير من "اللاأمان" وتعاني من ضغوط الحياة، فهي بالطبع لا تريد أن تضيف المزيد من القلق والتوتر إلى حياتها. رابعاً، الفتاة التي اختبرت تجارب سلبية مع الذكور في لاوعيها من خلال مشاهداتها وملاحظة ما يحصل حولها، وهي غالباً لا تعلم لماذا تختار الشخص البكر لكنها لا تملك الثقة بالشخص صاحب التجارب السابقة.

هل يكون الخيار دائماً صائباً؟

وأوضحت العيسوي أنه "ليس بالضرورة أن تنعم الفتاة في تلك الحالات باختيارها، فإحدى الحالات التي تتعالج عندي مثلاً كانت شخصية طاووسية، واختارت رجلاً خبيراً، وفرحت به وبغيرته واهتمامه وتفضيله لها في بداية الارتباط. لكن بعد زوال "العسل"، صُدمت بطباعه الشاقة ودفعها شكه بها إلى شكها هي نفسها، فصارت تبحث في هاتفه ومتعلقاته بل وانتحلت شخصية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وتعرفت عليه، وصدمت باكتشافها علاقاته بأخريات وبحديثه السيء عن زوجته أمامهنّ. ولذلك، فقدت الثقة به تماماً وطلبت الطلاق. وبالرغم من ندمه وتوقفه عن تلك العلاقات إلا أنها رفضت الاستمرار معه وندمت على اختيارها".

الشاب المجرِّب أفضل؟

أما أستاذة الطب النفسي في جامعة عين شمس صافيناز عبد السلام فترى أن الفتيات بشكل عام يفضّلن الشاب المجرب. وبررت ذلك باعتبارها أن "اختيار الفتاة لشريكها مرتبط بمفهومها واستعدادها للزواج، والبنات في الوقت الراهن لديهنّ أفكار وتخيلات وردية عن الزواج متأثرة بالأفلام وهذا غير موجود بالواقع وخاصة في حالة الشاب البكر". وروت عبد السلام لرصيف22 استناداً إلى الحالات التي تابعتها أن "الشاب الخام يفتقر إلى الخبرة في التعامل مع البنت بشكل عام ومن الصعب أن تتطور العلاقة بينهما إلى الانسجام، فهو غالباً ما يكون منطوياً على نفسه وغير متطلب وليس على دراية بأبعاد العلاقة مع الجنس الآخر، وهذا يولّد حالة من الملل بينهما". وأشارت عبد السلام إلى أن "أغلب الحالات التي مرت بي كانت زوجات يشكون قلة حيلة الزوج البكر وعدم قدرته على الانفتاح والتعبير عن احتياجاته الجنسية والعاطفية مما يعرضهن للكبت، إلا أن الحالة التي لفتت انتباهي كثيراً كانت لزوجة تشكو من "تحوّل" شريكها بعد الزواج من شخص بكر ومنغلق إلى شخص لديه هوس بالنساء وتعدد العلاقات". وعلّقت على هذه الحالة: "أتفهم جيداً ما حدث لهذا الرجل، فالتربية الخاطئة حرمته من التواصل مع الجنس الآخر طوال حياته وكان ينظر للنساء على أنهن عيب وعورة، وبعد الزواج اكتشف أنهن متعة. وبالطبع ندم وحاول بكل قدرته تعويض ما فاته".

تعادل بين الطرفين؟

ورأت الباحثة النفسية وخبيرة الإرشاد الأسري بسمة محمود أنه لا أفضلية في اختيار الفتيات بين الرجل المجرِّب والبكر فالفريقان متعادلان. وقالت لرصيف22 إن "بعض الفتيات يفضلن أن تكنّ الأوليات والأخيرات في حياة الشريك، في حين تدرك أخريات مدى الانفتاح الذي نعيشه في عصرنا هذا ويتفهمن ضرورة وجود علاقات متعددة للجميع، وربما يجدن في ذلك قدرة على إسعادهنّ وتلبية تطلعاتهنّ". وبحسب محمود، فالأزمات واردة في حال اختيار أيّ من النمطين و"كثيراً ما تختار المرأة رجلاً ليس لديه علاقات سابقة بدون إدراك أبعاد اختيارها. وهنا تحدث أزمات إذ قد لا يستطيع احتواءها، ولا يتفهم دلالها مثلاً فيعتبره عناداً ويقابله بالصد، أو لا يشبع رغباتها فتصل إلى الملل والإحباط وتعاني مما يسمى "اكتئاب زواجي" وفي النهاية إما أن تنفصل أو تستمر ويحدث الصمت الزواجي أو الخرس الزوجي، فهي لن تستمر في المنح وهو لا يحرك ساكناً". وتابعت: "أتذكر هنا حالة لزوجين ارتبطا بعد قصة حب طويلة. هو كان عمره 28 عاماً وهي 23. الزوجة أتت تشكو من عدم استمتاعها بالعلاقة الزوجية وبالحياة مع شريكها بشكل عام، فهو ليست لديه أيّة علاقات سابقة ولم يتمكن من احتوائها ولم يتفهم حركات المغازلة التي تبادره بها". وأضافت أن "الأزمة الحقيقية كانت في رفضه القدوم لتلقي الاستشارة، فقد كان مقتنعاً بأن ما يقوم به كافياً لإسعادها وأنه غير مقصر، وانتهت المشكلة باستسلام الزوجة وحدوث "خرس زواجي" نتيجة لرفض الأهل والزوجين للطلاق". وقالت: "في حال اختيار شخص خبير، غالباً لا يستطيع الرجل أن يستمر في علاقه واحدة وثابتة فيشعر بالملل، والفتاة تعيش في شك. وهنا ليس من المستبعد أن تتجدد العلاقات السابقة وتنعدم الثقة ومن ثم تفقد العلاقة بريقها". وأوضحت أن "من أصعب الحالات التي مرت بي في ما يتعلق بهذا، حالة زوج في الثالثة والثلاثين وزوجة في الثلاثين. كان الزوج على علاقة بأربع سيدات قبل الزواج، وبعد الزواج شعر أن زوجته لا تلبي كل رغباته ولا تجمع مزايا الأربع، وراح يمارس علاقات خارج الزواج وعانت الزوجة من الشك وعاشت مرارة مراقبته والتفتيش في متعلقاته". أمام هذا الواقع، تنصح العيسوي بضرورة التكافؤ بين الشركاء فكرياً واجتماعياً ومن حيث الطباع والعادات. أما محمود فتنصح بـ"ضرورة اختبار الشريك في مختلف المواقف الحياتية لفترة كافية، إذ ليس من الممكن أن نغيّر أي شخص بعد أن عاش أكثر من نصف عمره وإن أراد التغير، والسؤال الفيصل هنا هل يمكن التكيف مع هذا الشخص بتلك السمات أم لا؟".
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard