شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
دول قد تصل فيها عقوبة الإلحاد إلى الإعدام

دول قد تصل فيها عقوبة الإلحاد إلى الإعدام

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 12 ديسمبر 201609:30 م
الوقت الذي تجاوزت فيه الكثير من دول العالم المتقدم، تقييم الفرد أو حتى توصيفه على أساس انتمائه الشخصي إلى اثنية أو دين أو قومية معينة، وتطبق قوانين موحدة في حق الجميع كمواطنين، هو الوقت نفسه الذي ما زالت فيه دول العالم العربي متمسكة بهويتها الدينية، متخذة من الدين مصدراً رئيسياً في التشريع وسن القوانين. ويتفاوت هذا الواقع إلى درجات، فكثير من الدول العربية تحفظ جزءاً كبيراً من حقوق مواطنيها من الأقليات الدينية مثلاً أو التيارات الفكرية الجديدة التي تنادي بالإلحاد، إذ يمكن لمواطنيها ممارسة شعائرهم، أو التعبير عن إلحادهم بحرية، بينما ترفض دول أخرى أي نوع من التيارات المخالفة، خصوصاً التيارات الإلحادية، والتي يمكن تصنيف العقوبات في حقها على أنها عقوبات إجرامية. منذ حوالى الأسبوع، نشرت صحيفة The independent البريطانية، مقالاً تنتقد في مقدمته رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لوصفه بريطانيا بأنها دولة مسيحية، وذلك خلال رسالة التهنئة التي وجهها للمسيحيين في عيد الفصح. يكمل المقال بإحصائية تشير إلى أن 53% من الشعب البريطاني اليوم لا يؤمنون بشيء، 13 بالمئة هم من الملتزمين بالمذهب الإلحادي كمذهب فكري وفلسفي. قد يشعر هذا الرقم القارئ أن العالم يتجه إلى العلمانية، لكن مهلاً، هناك بعض الدول في العالم، حسب التقرير نفسه، ما زالت تعاقب بالإعدام على تهمة "الردة" أو "الكفر" أو "الإلحاد". ومن بين 13 دولة يتيح فيها القانون عقوبة الإعدام ضد الملحدين، 7 دول عربية. عقوبة الإلحادINfograph Atheism Death Penalty بعض الأمثلة من الدول العربية، تفوق أمثلة أخرى شهرةً، فكان لانتشارها الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي أثراً في تداولها والتكلم بها بين الناس. في ما يلي ضوء على قضايا عدة تابعتموها لمواطنين وجهت ضدهم تهمة الالحاد أو الردة، وتعرضوا لحكم الاعدام بسببها في العالم العربي.

السعودية وأشرف فياض

من منا لا يذكر أشرف فياض، المدون والشاعر الفلسطيني المقيم في السعودية، والذي ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي الصيف الماضي، بعد أن تم الحكم عليه من قبل إحدى المحاكم السعودية بالإعدام بتهمة الإلحاد. وعلى الرغم من أن الحكم كان قابلاً للاستئناف والطعن ويمكن تخفيفه إلى ثمانية أعوام من السجن، وبعد الكثير من الضغط الذي مارسته مجموعات من الفنانين والمدونين والصحافيين والشعراء العرب بدعم من منظمات عالمية عدة، فإن حكم الإعدام قد أصدر حقاً في حق فياض. ويقول فياض إنه لم يعرف لماذا اعتقل عام 2014 بعد مباراة حماسية كان يشاهدها في مدينة أبها جنوب السعودية. كل ما يعرفه أنه دخل في مشادة، ثم اعتقل، ووجهت له تهمة الإلحاد في قصائد عمرها عشر سنوات. تهمة الإلحاد تلك إذن غير مدروسة بدقة، إذ يمكن لأي كان اتهام أي كان بالإلحاد، وإيقاع الآخر في مشكلة كبيرة. يشار إلى أن السعودية عام 2015، قامت بإعدام ما يقارب 151 شخصاً.

حيدرة البهائي في اليمن

3 أبريل كان يوماً منتظراً بالنسبة إلى مواطن يمني متهم بالردة، وبتهم أخرى متعلقة بالدين الذي يعتنقه. قبل ذلك بيومين، وجهت منظمة Human Rights watch رسالة إلى السلطات اليمنية، لعدم الحكم بالإعدام على اليمني حامد كمال محمد بن حيدرة، إذ كان متوقعاً من النيابة العامة إصدار حكم الإعدام بحقه كونه من أتباع الدين البهائي، ومواطناً ايرانياً متخفياً، ومتعاملاً مع إسرائيل.

حكم الإعدام بحق شاعر موريتاني

أما موريتانيا، التي ألغت تنفيذ حكم الإعدام منذ فترة طويلة، فما زالت تحكم على بعض المواطنين به، وتستبدله عندما يدخل حيز التنفيذ، بالسجن المؤبد. ورغم ذلك، حكم عام 2014 على الكاتب الموريتاني محمد شيخ ولد محمد، بالإعدام بتهمة الكفر والردة، والاستخفاف بالنبي محمد، والإساءة إلى الإسلام، وعلى الرغم من أنه قال في جلسة محكمته إنه إذا كان ما فهم من كتاباته على المواقع الالكترونية الموريتانية يسيء للرسول، فهو لم يقصد ذلك، وأعلن توبته بشكل علني، إلا أن حكم الإعدام صدر بحقه في جميع الأحوال. تكثر الأمثلة عن الذين تعرضوا لحكم الإعدام أو واجهوه في العالم العربي، وقد لا يكون الحكم قانونياً أحياناً، بل شعبياً، فيتعرض الملحد أو المخالف أو المرتد إلى حكم شعبي بالقتل، ولا يحاسب أحد على الجريمة، ولا يحزن إلا أهل الميت وحدهم.  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard