شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"بنت المصاروة": كلمات جريئة تغني واقع المرأة المصرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 31 مايو 201711:49 م
كلمات تعلن رفضها لقيم مجتمعية طوقت الإناث، تعبّر عنها الفرقة النسائية "بنت المصاروة"، التي تعدّ اليوم واحدة من أبرز الفرق الموسيقية الحديثة في مصر، التي اتخدت من الفن علاجاً لتجارب الفتيات داخل المجتمع. بنت المصاروةLogo خرجت بنت المصاروة من داخل منظمات نسوية مصرية، وتم اختيار أفرادها الستة بعد مشاركتهن في ورشة كتابة للإناث بعنوان "عروستي"، التي نظمها مركز نظرة للدرسات النسوية في منتصف 2014. وخلال أقل من عامين من التأليف والتلحين، أطلقت الفرقة أول ألبوم لها يحمل اسم الفريق منتصف العام الماضي. التمييز الجنسي، العذرية، التحرش، الشرف، هذه كانت المواضيع الأبرز التي قدمتها الفرقة في قوالب غنائية وألحان تنوعت بين الموسيقى الشعبية والراب. تروي مارينا سمير، إحدى المشاركات في الفريق، أن الأغاني هي عبارة عن بوح بالخوف والغضب نحو ما يمارسه المجتمع ضد الإناث من انتهاك وتمييز امتد لسنوات طويلة.

تجارب واقعية

سعت بنت المصاروة إلى تقديم نماذج وتجارب واقعية، ضمت تجاربهن الشخصية باختلاف الخلفيات الفكرية والاجتماعية بينهن. ولن تجد اختلافاً كبيراً بين تلك التجارب والموروثات والمفاهيم التي تتعامل مع الأنثى باعتبارها كياناً ناقصاً تطبق عليه الوصايا المجتمعية والأسرية. تشير مارينا إلى أن الأزمات التي تواجهها الفتيات المصريات في حياتهن الخاصة وفي الشارع، لا تختلف كثيراً عما تعانيه الفتاة العربية في مجتمعها، مؤكدةً أن الوعي وحده هو الذي فجر تجربة بنت المصاروة، والشعور بأن هناك فتيات ونساء مكبلات بتقاليد ومعتقدات فاشلة.  

بداية صادمة

كونهن فتيات تراوح أعمارهن بين العشرين والثلاثين من طبقات اجتماعية وثقافية متباينة، لم تحتف أسر بعض عضوات الفريق بتجربتهن في الفريق. وتؤكد مايا محمود، مغنية الراب في البرنامج الشهير آرب أيدول، أنها في بداية الأمر واجهت رفضاً من أسرتها لمشاركتها في فريق يتغنى بقضايا تمس النساء، ولخوفهم عليها لما قد تتعرض له من مضايقات، لكنها نفت أن يكون قد حدث ذلك لأي فرد من أفراد الفريق. كانت كلمات الأغاني سبباً للنظر إلى التجربة على أنها جرئية وصادمة إلي حد كبير، خصوصاً مع أسر عضوات بنت المصاروة. تقول مايا إن الفريق تعرض لانتقادات من أسرهن "لأننا نتغنى بمشاكل وتجارب للفتيات ليس لها وجود في المجتمع المحيط بنا من تحرش جنسي وتمييز جنسي وغيرهما، يحاول الكيان المجتمعي إنكارها بدلاً من مواجهتها".  

أهزوجة "قولوا لأبوها"

علي نحو جريء قدمت الفرقة رداً غنائياً على الأغنية الشعبية "قولوا لأبوها"، التي تغنى في حفلات الزفاف تعبيراً عن فوز أهل العروس، تحكي عن قضية الشرف التي روتها الأهزوجة قديماً واصفة حالة الترقب المجتمعي والأسري للفتاة بعد زواجها انتظاراً لقطرات الدماء التي تخرج منها دليلاً على طهارتها وشرفها. تروي إسراء صالح مؤلفة كلمات الأغنية أنه في صعيد مصر ما زالت تقام حفلات الأعراس "الدخلة البلدي"، التي تختزل كيان المرأة بين فخذيها، وتسمح للجميع بانتهاك حريتها وكرامتها تحت مسمى الشرف. لذا قررنا أن تضم الأغاني نقداً شديداً لواحدة من الممارسات العنيفة التي تخضع لها غالبية نساء صعيد مصر منذ سنوات طويلة.  

التمييز الجنسي

قضية أخرى طرحتها بنت المصاروة في أغنيتين "حياتي حرب كبيرة" و"أنت الكامل"، تشكو فيهما من التمييز الجنسي الذي تتعرض له الفتيات داخل محيط الأسرة والمجتمع، الذي يتعامل مع الرجل باعتباره الكيان الأكمل من خلال معتقدات وموروثات غذت هذا الشعور لدى الرجال.  

بين الحجاب وحرية المظهر

بألحان بسيطة وغناء بالطريقة الصعيدية، سجلت الفرقة أغنية "مُرة مرار"،  بأسلوب مرح، يحمل سخرية من التابوهات المتوارثة، والطرق التقليدية للزواج، والتنصيف الشكلي الذي تقع الفتيات فريسة له داخل مجتمعهن. وتقول إسراء، التي شاركت في كتابة الأغنية وغنت منها مقطعاً باستخدام الراب، إنه لسنوات طويلة كان يتم تبرير جرائم التحرش الجنسي بأن الضحايا غير محجبات، أو يرتدين ملابس تحرض الرجال على التحرش بهن. فجاءت كلمات الأغنية في إطار رفض جميع المعايير المجتمعية التي تصنّف المرأة وتحكم عليها انطلاقاً من مظهرها.  

عقول وأجساد حرة

تلامس بنت المصاروة في أغنية حريتي الضعوط النفسية والمجتمعية التي تتعرض لها، كونها تحمل جسد فتاة، من تحرش جنسي وقيود أسرية ومجتمعية تمارس عليها من دون النظر إليها ككيان مستقل يستطيع تدبر أموره. ألحان حريتي جاءت بقالب غنائي مختلف أدتها إسراء صالح.   تقدم بنت المصاروة حفلها الرابع في 9 مارس الجاري، في المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة، تحت رعاية عدد من منظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا النساء. وقدمت الفرقة على مدار عام ونصف العام 3 حفلات، كانت واحدة منها في محافظة الأسكندرية، وقلة تنظيمهن للحفلات يرجع إلى ضيق الموارد المالية التي تمتلكها الفرقة.  
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard