شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
الدليل الوافي للسيطرة على سائق التاكسي

الدليل الوافي للسيطرة على سائق التاكسي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 30 أكتوبر 201602:29 ص

رغم أنّ الحرب الطويلة التي سُمّيت بحرب العدّاد قد انتهت بشكل رسمي، بعد أن أودت بحياة آلاف الأبرياء والمدنيين من الطرفين، الركاب الباحثين عن توصيلة من جهة، وسائقي عربات الأجرة من الجهة المقابلة. لكن استطالاتها الخفية امتدت حتى الآن متخذة شكل حرب باردة ممتدة على مدى دقائق اليوم، وذلك رغم الجهود التي بذلت في كل العهود اللاحقة لدفن هذه الذكرى المؤلمة في تاريخ الإنسانية، وطمس أي أثر يوثق حدوثها.

المعركة مستمرة وتفاصيلها حاضرة لمن شاء أن يرى: النظرة النارية التي يتبادلها السائق والراكب عبر مرآة السيارة، دقائق الصمت التي يحصن فيها كل منهما مواقعه تمهيداً للحرب الباردة التي ستدور وقائعها طول الطريق، المعركة التي قد لا تلتقطها عين الإنسان العادي الراجل، السائر على قدمين الذي اختار أن يذوب في تفاصيل الحياة العادية... السهلة، متجنباً دخول حرب العداد الجديدة، خوفاً من خيار هزيمة نكراء... ومضيعاً على نفسه كذلك تجربة الانتصار المطلقة... ألق لحظة انتزاع المجد من تلك البراثن القابضة على المقود.

بعد بحث طويل في تاريخ حرب العداد الجديدة واستراتيجيات القتال الشائعة في هذه الحرب، تم استخلاص جملة من أقوى التقنيات التي تستخدمها القوى الراكبة للسيطرة على الهدف القابع خلف مقود القيادة:

مناورة تشيخوف لإرهاب السائق. فرصة النجاح 5/10

الفئة المستهدفة: السائق المتجنب للمشاكل، أعراض قلق وجودي، نظرات تائهة، انحناءة صغيرة للأمام تشي برغبة دفينة في اتقاء شرور الحياة.
في القصة الأصلية لتشيخوف يدعي راكب العربة المذعور من الطريق الموحشة أنّه مسلح في قصص مختلقة يرويها لسائق العربة لئلا يفكر في سلبه وهما على الطريق. تستطيع بسهولة تطوير أدوات هذه التقنية القديمة لتستخدمها الآن. المطلوب هو أن تصدّر للسائق علامات على غرامك بالمصائب.

لتنفيذ هذه التقنية بإمكانك اختيار اللغة المحكية البسيطة برواية الحكايات وما شابه عن نفسك أو اعتماد لغة الجسد كحامل للرسالة، وذلك يتطلب منك اختيار مقعدك قرب السائق تماماً. مفعولها أشد لكنها تتطلب وقتاً أطول من التدريب الذي قد يكون قاسياً، إذ يتم تسجيل 7 إلى 8 مرات في المتوسط من الرمي خارج سيارة الأجرة أثناء محاولة التمرن على هذه التقنية قبل إتقانها. المبالغات محبذة للغاية: هل جربت أن تتحدث على هاتفك وأنت تلعق مطواة وتنشر نظراتك في الأرجاء؟

تقنية التماهي مع الخصم. فرصة النجاح 6/10

الفئة المستهدفة: السائق الأرعن، منشفة على الكتفين، علبة سجائر قرب مقعده وسلوك عدواني كاره للمجتمع.
بمجرد ركوبك في السيارة، ستصبح مهمتك تضليل السائق فوراً عن مجريات الحرب التي تخوضها. لتصل جوهر هذا التضليل عليك أن تقنع السائق أنّك وهو تقفان وحيدين على هذه الضفة وكل ما عدا ذلك هو الآخر، العدو. لابد أن يقتنع بذلك وإلا ستكون النتيجة سيئة للغاية إذا تم افتضاح أمرك. إفتح جبهة سريعة على كل المفردات الخارجية التي يكرهها السائق: سيارات وباصات المواصلات العامة التي تسلبه ركاباً محتملين، المشاة الكريهين والدراجين الذين يريدون قضاء جولاتهم مجاناً، السيارات الخاصة وشرطة المرور. عليك التقاط الإشارات بحنكة: إذا كان السائق من الفئة المحبة للقانون، "لوحات منع التدخين وأوراقه المعلقة في انتظام ضمن أماكنها في السيارة"، سيكون هجومك متوخياً: "الناس الغوغائية التي لا يليق بها اهتمام الحكومة". سيكون من المفيد هنا إشهار باقة الجمل غير المفهومة والتي استطاعت الحفاظ على جمهورها رغم ذلك مثل: "نعود للوراء بدل أن نتقدم الخ...". إذا كان من الفئة المقابلة المتبرمة من القوانين، فالطريق مكشوف أمامك والارتجال سهل للغاية.

تقنية التهام رقائق الشوفان. فرصة النجاح 8/10

الفئة المستهدفة: السائق الأنيق، سيارة نظيفة، ملابس مكوية، نظرة محتقرة لأي راكب.
لأن تناول رقائق الشوفان ليس أمراً معتاداً أثناء تجول المرء في الطرقات، تعد هذه الرقائق أفضل خيار لتنفيذ الهدف من هذه التقنية: أمر مزعج، غير مبرر ولا سياق واضح لحدوثه. يتطلب ذلك الجلوس في المقعد قرب السائق مباشرة وممارسة الفعل كأنّه طقس. التقاط كل رقاقة ومضغها ببطء شديد وتشفّ بأذني المستمع، الغياب عن الواقع وعدم الإجابة عن أي سؤال ولا إبداء أي انطباع أو كلمة. ستصبح منذ لحظة صعودك المركبة مجرد ظاهرة صوتية/ بصرية مستمرة وشديدة الإزعاج وغير مفسرة. لا أحد سيفكر بأخذك من طريق أطول من المطلوب، ولا مناقشتك أثناء دفع الأجرة وأنت تستكمل طرقعة الرقائق بين أسنانك باستفزاز بارد ونظرة خاملة.

تقنية ذكر الإوز. فرصة النجاح 9/ 10

الفئة المستهدفة: السائق الموتور، علائم عُصاب واضحة، حركات لا شعورية اختلاجية في يده أو قدمه.
لماذا نكره طيور الإوز؟ ليس بسبب الكرنفال العدائي الذي تجابه به الغرباء طبعاً، فأشرس طير لا يختلف بمذاقه كثيراً عن الدجاج إذا تم رميه بالرصاص وشيّه مع البصل. السبب الذي يجعل هذه الطيور بغيضة للغاية هو الطريقة التي تحدق بها إليك. بنَسْخك المتقن لنظرة ذكور الإوز المربكة والباردة ستجعل جولة السائق العصابي معك كابوساً يريد التخلص منه بأسرع طريقة. راقبْه في كل ما يفعل، راقب حركات يديه واستجب لأي حديث يطرحه عليك بالمزيد والمزيد من المراقبة اللصيقة. حدّقْ فيه بلا انقطاع، وحتى يفعل المستحيل ليتجاوز ازدحام السير والطرق الطويلة، ليوصلك إلى المكان بأسرع وقت ودون نقاش على الأجرة، ليتخلص من عينيك المجرمتين.

تقنية انتقام يوري. السيطرة على الأفكار. فرصة النجاح 1/10

الفئة المستهدفة: أي سائق.
من منا كان يقاوم خيار جيش يوري في لعبة "ريد أليرت" الاستراتيجية القديمة؟ للقارئ سيء الحظ للغاية والذي لم يحظ بمتعة تجربة هذه اللعبة المذهلة، فإنّ السلاح الخارق ليوري المنشق عن الجيش الروسي في النسخة الأولى من اللعبة، يتمثل في السيطرة على أدمغة مقاتلي العدو وجلبهم إلى صفه. ركّزْ أفكارك بحدّة على ذلك الرأس الذي يقبع إلى جانبك أو أمامك حتى تبدأ علامات الخدر تظهر عليه بوضوح. أجلبْه إليك، دعه يتوسل أن يصبح خاتماً في إصبعك، إجعلْ حياته كلها مرتهنة بمطالبك ليستمتع وهو يشحذ كل خلايا ذاكرته وموهبته في القيادة ليأخذك من الطريق الأفضل ويطلب منك الأجرة المستحقة فقط بلا نكلة زائدة. ولكن انتبه: لا تجرب هذه الطريقة إذا لم تكن متأكداً من قوة قواك الكامنة، ففشل المحاولة سيضعك في موقف حرج، ويستفز السائق، ولكن ليس بدرجة مضبوطة كما في التقنيتين السابقتين. يعني ذلك خطر حدوث معركة حقيقية بالكلام والأيدي، وهي المعركة التي يندر أن يخرج الراكب منها منتصراً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard