شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مخاوف من احتجاز مصرية متحولة جنسياً في سجن الرجال بعد تظاهرها ضد النظام

مخاوف من احتجاز مصرية متحولة جنسياً في سجن الرجال بعد تظاهرها ضد النظام

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 7 مارس 201912:26 م

تزايدت المخاوف بشأن مراهقة متحولة جنسياً أوقفتها السلطات المصرية بتهمة التظاهر من دون ترخيص، وحذر حقوقيون من وضعها في سجن الرجال لما ينطوي عليه ذلك من خطورة عليها، كما طالبوا بالكشف عن مصير الفتاة لا سيما وأن حاجتها للعلاج ملحة.

قبل عامين، طرح اسم "مالك الكاشف" بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إذ خرج الفتى (في ذلك الوقت) متحدثاً عن معاناته مع اضطراب الهوية الجندرية، مؤكداً أنه أنثى وليس رجلاً. وكشف "مالك" عن تعرضه للضرب والإهانات من قبل أسرته والمحيطين به، بعدما كشف عن ميوله الحقيقية، وأدخل المصحة للعلاج النفسي. في النهاية كان ما أراد وتحول مالك إلى "ملك الكاشف".

مطالبات ومخاوف

شهدت القاهرة تظاهرات محدودة، نهاية الأسبوع الماضي، إثر حادث قطار محطة رمسيس في القاهرة الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً. وقبضت السلطات على عدد من الشباب من بينهم "ملك".

وفور انتشار نبأ القبض عليها، حذّر نشطاء حقوقيون من خطورة وضع الفتاة في حبس الرجال، مشددين على أن ذلك يجعلها "فريسة سهلة" لعمليات التحرش والاغتصاب الجنسي من قبل السجناء.

كتبت الناشطة الحقوقية ماهينور المصري: "ربنا يستر على ملك..جنان السيسي مالوش (ليس له) آخر. بس دلوقتي (الآن) حياة واحدة معرضة للخطر مش بس عشان مختفية، لكن لأنها عابرة جنسياً دا هيعرضها لخطر من بقية المساجين".

في الأثناء، صرح المحامي بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مالك عدلي، لموقع القاهرة24 المحلي، أن فريقاً قانونياً مكوناً من المحامية عزة سليمان والمحامية راجية عمران والناشط الحقوقي المحامي محمد عيسى الصروي، سيتقدم نيابةً عن والدة ملك ببلاغ للنائب العام، الخميس 7 مارس، للكشف عن مكانها.

وأضاف: "هناك خطورة على حياة ملك. نرغب في معرفة مكان احتجازها وسببه"، مردفاً "الفتاة تتلقى علاجاً هرمونياً وعلاجاً نفسياً، منذ إجراء عملية تصحيح الهوية الجنسية. توقفُ هذا العلاج يمثل خطورة على حياتها. حقها القانوني كمحتجزة أن تتلقى العلاج وأن يفصح عن مكانها".

وأوضح عدلي، في تصريح آخر لفرانس برس، أن "مكان احتجاز ملك غير معلوم حتى الآن، وهو أمر مقلق نظراً لطبيعتها الخاصة"، مشيراً إلى أن "واقعة التوقيف شملت فتاة أخرى متحولة جنسياً إلى جانب ملك، لكننا توصلنا لمكان احتجاز الشابة الثانية".

ولفت عدلي إلى أن الفتاتين متهمتان، منذ العام الماضي، "بالانضمام لجماعة إرهابية"، ولا تزال التحقيقات جارية.

اختفت مراهقة مصرية متحولة جنسياً تظاهرت ضد السيسي بعد حريق محطة رمسيس. ويرجح نشطاء أنها معتقلة وفي سجن الرجال محذرين من وقوعها فريسة التحرش والاغتصاب. أين ملك الكاشف؟
مصدر أمني أخبر فرانس برس أن السلطات أودعت ملك زنزانة انفرادية، لأن بطاقة الهوية تؤكد أنها ذكر بينما الهيئة الظاهرية أنثى، دون تفاصيل عن مكان الاحتجاز وأسبابه.

زنزانة انفرادية

وتباينت المعلومات بشأن مكان توقيف الفتاة وتاريخه، وقال نشطاء إنها اقتيدت من منزلها، فجر الأربعاء، إلى مكان مجهول. لكن فرانس برس نقلت عن مصدر أمني أن "ملك الكاشف قبض عليها الأحد بتهمة التظاهر".

وقال المصدر الأمني للوكالة إن السلطات أودعت ملك زنزانة انفرادية، لأن بطاقة الهوية تؤكد أنها ذكر بينما الهيئة الظاهرية أنثى، دون تفاصيل عن مكان الاحتجاز وأسبابه.

ونقلت صحيفة الوطن المصرية عن مصدر آمني لم تذكره، أن "الأجهزة الأمنية ألقت القبض على ملك الكاشف (19 عاماً) بمنطقة الأزبكية، متهمةً إياها بالتحريض على التظاهر".

أضاف المصدر للوطن: "المتهمة محتجزة بشكل منفرد، وحرر محضر (بلاغ) بالواقعة، وجارٍ عرضها على النيابة العامة لمباشرة التحقيق معها".

ويعاني العابرون جنسياً من الرفض في مصر ويعتبرهم الأهل "عاراً". ولا يحدد القانون المصري حقوق العابرين جنسياً والتعامل معهم، ورفض القضاء الإداري دعوى رفعها متحول جنسياً لتغيير اسمه وجنسه في بطاقة هويته عام 2016.

ولا يوجد إحصاء بأعداد العابرين جنسياً، لكن نقابة الأطباء المصرية تؤكد أن 31 حالة عُرضت على لجنة تصحيح الجنس التابعة لها بين عامي 2013 و2017، لا تزال 19 منها قيد الدراسة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard