شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
عارضات الأزياء في زمن التحجب الفكري العربي

عارضات الأزياء في زمن التحجب الفكري العربي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 26 يونيو 201702:43 م

ضمن عارضات جمال الثمانينات أسامٍ كبيرة من العالم العربي، كنّ بمثابة أساطير تاريخية بعيدة المنال. إلى أن أتى التشدّد العربي الحالي ليلبس عارضات الأزياء ثوب العار، ويرجم تلك المهنة بانتقادات لاذعة. مع ذلك، زمن Iman وFarida Khelfa لم يولّي بعد.

على أي منصة تقف اليوم عارضات الأزياء العربيات، وكيف جذبت بعضهنّ العدسات رغم تحجّب الأعين العربية؟

هايا وسما أبو خضرة Haya & Sama Abu Khadra

83

أول أسبوعٍ للموضة في باريس قصدتاه التوأمان هايا وسما أبو خضرة، وهما في الرابعة عشرة من العمر. اقترب منهما المصورون آنذاك لالتقاط صورهما دون أن تدركا السبب! وهكذا دخلت المراهقتان، الفلسطينيتان الأصل والسعوديتان المولد، قلوب كبار مصممي الأزياء ليستعينوا بهما لإطلاق آخر مجموعاتهم. اليوم أصبح عمر هايا وسما 19 عاماً، وتجعيدات شعرهما تتموّج في صفحات أهم المجلات والمواقع الإلكترونية العالمية. صديقهما كارل لاغارفيلد Karl Lagerfeld مولع بهما بكل بساطة، وشانيل Chanel تعشق الاستعانة بطلّتهما لترويج مجموعاتها. آخر تصويرٍ لهما أقامته مجلة "جمالك" في دبي لإطلاق مجموعة شانيل Métiers d'Art Chanel Paris Dallas لعدد يونيو 2014.

والدة التوأم، رولا، تملك بوتيك لايفستايل في السعودية The Art of Living in Riyadh، والفتاتان رافقتاها في رحلاتها في عالم الموضة منذ أعوامٍ عدة حتى الآن. مشوارٌ سمح لهما أن تتعلما أسرار الموضة العصرية، لتصبحا الآي تي غيرلز ”it-girls” من الشرق الأوسط الأكثر شهرة في العالم.

منذ انتقالهما إلى لوس أنجلس لمتابعة دروسهما في جامعة جنوب كاليفورنيا Southern California، تعلمت هايا وسما تقدير الموضة الجماعية الأميركية المبّسطة. ينظران لأسلوبهما على أنه "أكثر رسمية" من أسلوب باقي التلاميذ، ولكن ما المتوقع من فتاتين تحتلان دوماً الصفوف الأمامية في أرقى عروض الأزياء، وتحجبان الأنظار عن أجمل العارضات في وقتٍ لم تمارسا تلك المهنة في حياتهما من قبل؟

هناء بن عبدالسلام Hanaa Ben Abdesslem

84

إنها الوجه المسلم الأول لماركة لانكوم Lancome، خطتها تغيير المفاهيم الخاطئة حول مصطلح عرض الأزياء. أول عرضٍ حظيت به كان لفيفيان ويستوود Vivienne Westwood عام 2011، ومنذ تلك اللحظة لم تلتفت العارضة التونسية للخلف، بل لعدسات كاميرا مجلات كفوغ Vogue الفرنسية ومصوري العروض الأولى لجيفنشي Givenchy ورالف لورين Ralph Lauren وأوسكار دي لا رنتا Oscar de la Renta. لم تكتف هناء بأن تكون مجرد عارضة أزياء، بل عزمت على تغيير نظرة المجتمع لمهنة عرض الأزياء في بلادها، ليراها كمهنة وخيار كاملين بحد ذاتهما.

تعرفت هناء على امرأة عربية تشاركها الرأي نفسه هي صوفيا جلال Sophie Galal، التي تريد تقريب الفكر العربي من مصطلح عرض الأزياء، فاختارتها لتكون مديرة أعمالها وترافقها في تلك المهمة.

 تقول هناء إنها فخورة بأصولها، وترى بلادها غنية جداً بالتقاليد والثقافة والتاريخ. يتم اليوم اختيار عارضات من ثقافات عدة، كما فعلت ماركة لانكوم، ليخرج عالم الموضة والجمال من حدوده السابقة المرسومة، ويتجه أكثر نحو العالمية. هناء بن عبد السلام، شبيهة إيزابيلا روسوليني Isabella Rossellini، هي مثالٌ عن المرأة العربية الساحرة التي تبحث عنها دور الأزياء للخروج عن كلاسيكية وبرودة وجه الموضة، والجمال المعتاد.

هدى نقاش Huda Naccache

85

هدى نقاش هي التي دار حول اسمها جدال مطول منذ حوالي عامين، لمّا ظهرت تلك العارضة العربية- الإسرائلية على غلاف مجلة عربية مرتديةً البيكيني الصغير، ما أشعل الانتقادات من حولها. لم تر الفتاة، التي كانت تبلغ من العمر 22 عاماً، أي أمرٍ غريب في صورة الغلاف الذي تظهر عليه، بل كان بالنسبة لها مجرد مشاركة في حملة للمنافسة على لقب ملكة جمال الأرض. ربما تكون هدى محقة بطريقة تفكيرها، ولكن الأمر أخذ بعداً آخر؛ لأنها كانت المرأة العربية الأولى التي تجرأت على الظهور بملابس قليلة إلى العلن، والعربية الأولى التي "هزّت الأرض بجرأتها"، كما وصفها الطرف الآخر المؤيّد لعملها. أوضحت هدا أنها ليست خائفة من أن تكون تلك الفتاة التي تقوم بالخطوة الأولى، أي أن تمثّل المرأة العربية الشابة الحرة والمستقلة: "إنني عارضة أزياء محترفة، وهذا الأمر يجب أن يكون طبيعياً".

كريمة أدبيب Karima Adebibe

86

كريمة هي العارضة رقم 7 في تمثيل شخصية لارا كروفت Lara Croft في لعبة تومب رايدر Tomb Raider الشهيرة، ورغم أنها ظهرت في العام 2006 بثياب قليلة أيضاً،نسبياً، لتكون عارضة لارا كروفت، إلا أن الانتقادات لم تطلها، لكون ذلك حصل بعيداً عن بلدها الأم المغرب.

كريمة هي مثال على العارضة المحايدة، إذا ما صحّ وصفنا لها، فهي من جهة قامت بعملها من دون أن تنهمر على جسدها الانتقادات العربية المهينة لمهنتها، ومن جهة أخرى لم تحظ بتلك الانتقادات المتصاعدة لتشهرها في عالم الموضة الغربية، كونها امرأة عربية تحدّت التقاليد والذهن العربي بفك بضعة أزرار من ثيابها. يُدرُج اسم كريمة أدبيب ضمن لائحة النساء العربيات الأكثر إثارة للعام 2010.

إليزا سيدناوي Elisa Sednaoui

87

جمالٌ مصريّ الأصل، بلمسةٍ إيطالية لا غنى عنها، ولكنة فرنسية طبيعية تجعل من إليزا أشهر عارضات الأزياء من أصولٍ عربية في العالم. الفضل يعود لطموح العارضة الذي دفعها إلى الاهتمام بما هو أبعد من الجمال الخارجي.

انطلقت سيدناوي في عالم عرض الأزياء في بداية مراهقتها، وتذوقت الفن السابع عند الثامنة عشرة في أول فيلمٍ إيطاليٍ لها، فلم تتسنَ لها الفرصة قط لتحقيق حلمها: أن تكون ملحقاً ثقافياً رفيع المستوى. اشتهرت إليزا في بداية طلتها في لندن، مع حملات ترويجية كبيرة تابعة لشانيل Chanel وكافالي Cavalli وديان فون فرستنبرغ Diane von Furstenberg وغيرها، وشاركت في عدة أفلام أوروبية، وقررت منذ فترة الالتفات أكثر نحو أمور حياتية أكثر بديهية، فأنشأت مؤسسة Elisa Sednaoui Foundation التي تهدف إلى تزويد الأطفال بمجموعة واسعة من المهارات الحياتية من خلال صفوف مخصصة بعد دوام المدرسة.

المشروع الأول الذي تعمل عليه إليزا مخصص لأولاد الأقصر في مصر، مكانٌ قريبٌ من قلب تلك المرأة. ستوفر مؤسستها ورش عمل فنية للأطفال، لكون الفن يلقّن العديد من القيم، مثل المساواة والإصغاء للآخر، وتمكين المرأة. ترى إليزا نفسها مواطنة العالم أجمع، مع تحدثها 5 لغات بطلاقة منها العربية. شغفها بالحياة والأرض والإنسان يدفعها نحو تحقيق ما لم يتمكن غيرها من تحقيقه، لأنه لم تتسن له الفرصة ببساطة.

تعيش إليزا سيدناوي مع طفلها جاك Jack ووالده ألكسندر دلال Alexander Dellal، الذي يبدو أنها تزوجته سراً منذ بضعة أيام في لندن، وتهتم بمؤسستها وإخراج الأفلام وعرض الأزياء. أخيراً وليس آخراً، تعمل على تصميم مجموعة أزياء للأمهات والأولاد تحمل عنوان ليتل إي لايك Little-a-Like، يذهب ريعها أيضاً لدعم أطفال مصر.

جيجي حديد Gigi Hadid

88

 طفلة ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب، إبنة رجل الأعمال محمد حديد، ويولاندا فوستر Yolanda Foster نجمة المسلسل التلفزيوني The Real Housewives of Beverly Hills. رغم مكانة أهلها، شقّت طريقها في عالم العرض بيديها، واليوم تتنافس عليها كبرى دور الموضة العالمية. من هي جيجي حديد؟

عارضة عمرها عامان! هكذا بدأت جيجي مسيرتها يوم اكتشفها بول مارسيانو Paul Marciano من جيس Guess. عرضت الأزياء طوال طفولتها، إلى أن اضطرت إلى مغادرة المهنة مؤقتاً للتفرغ لمباريات ركوب الخيل والكرة الطائرة، ومعاودتها في سن الـ17 لما سمحت لها والدتها بذلك.

أسبوع الموضة في New York الأخير كان بمثابة الخطوة الأولى لجيجي في أسابيع الموضة العالمية، وعروضها المصورة الحالية تتمحور بالأخص حول ملابس الرياضة، لدى جيس بالتأكيد، بالإضافة إلى مشاركتها في أفلام قصيرة الإنتاج.

والدا جيجي حديد، المطلقان منذ العام 2003، ينتميان للطبقة الراقية من سكان بيفرلي هيلز Beverly Hills، ولكن لا يدرك الجميع مسيرة الطفل الفلسطيني المهجر إلى الولايات المتحدة محمد حديد، قبل أن يصل إلى أعلى الهرم. واجه محمد حديد صعوبات عدة خلال طفولته لعدم تمكنه من الانخراط بسهولة في أجواء واشنطن، كونه أحد الأطفال القلائل المهجرين من أصولٍ عربية. أمضى محمد وقته في الرسم واكتشاف أشكال وألوان الحياة، حتى بدأ ببناء المنازل المعاصرة وبإدخال ابتكاراته الفنية والهندسية الجميلة عليها. موهبة قدمت له 100 مليون دولار كربح صاف في بداية الطريق، ليتم طلبه لاحقاً لتطوير فنادق ريتز Ritz Carlton والعديد من القصور حول العالم.

تم نشر هذا المقال على الموقع في تاريخ 22.05.2014


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard