شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
هذا صوت رجل من عصرٍ مضى حكى لنا وأحبّنا..توفيق الحكيم يقصّ للأطفال حكايا بصوته

هذا صوت رجل من عصرٍ مضى حكى لنا وأحبّنا..توفيق الحكيم يقصّ للأطفال حكايا بصوته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 5 مارس 201903:33 م

الأطفال أنداد لنا لذا أكتب لهم، هذه المقولة للكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم، يرددها كتّاب قصص الأطفال العرب إلى اليوم، تعود بقوة الآن وبعد نحو 32 عاماً من وفاة الحكيم، بعد أن كشفت دار الشروق المصرية، عن كتابٍ صوتي جديد من إصدارها يحمل عنوان "حكايات توفيق الحكيم للصبيان والبنات"، تم تسجيله منذ سنوات طويلة، بصوت الأديب والروائي المصري الراحل.

والكتاب متوفر حالياً على تطبيق "اقرأ لي" للكتب الصوتية، على الهواتف الذكية، وتقول الشروق إنه سيتوفر قريباً على عدة منصات عربية أخرى خاصة بالكتب الصوتية بهدف أن يصل إلى أكبر عدد من الأطفال المتحدثين باللغة العربية في العالم.

وصدر من كتاب "حكايات توفيق الحكيم للصبيان والبنات" ثلاث طبعات مذ أصدرته الشروق لأول مرة في العام 2005، ويتكون من 32 صفحة، ويضم ثلاث حكايات للأطفال: "العصفور والإنسان"، و"المؤمن والشيطان"، و"الله وسؤال الحيران"، مع رسوم مبهجة بريشة الفنان حلمي التوني.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عبّر مستخدمون مصريون عن تعجبهم من أن الحكيم كان سبّاقاً بتسجيل كتاب صوتي قبل انتشار هذا النوع من الكتب بسنوات طويلة.

وقال مستخدم: "الحكيم كان سابق زمانه فعلاً"، وأضاف آخر: "توفيق الحكيم كان رائداً وله طموح عجيب"، واعتبرت مستخدمة أن تسجيل الحكيم للكتاب بصوته يعبر عن عبقريته، مضيفة: "كنت أتمنى أن يسجل باقي كتبه بصوته لنستمتع بها".

كان توفيق الحكيم سبّاقاً بتسجيل كتاب صوتي قبل انتشار هذا النوع من الكتب بسنوات طويلة، وبعد مرور 30 عاماً على رحيله، تخرج اليوم حكاياه للأطفال بصوته.
شرح الحكيم لماذا سجل الحكايات بصوته: "ولماذا أخاطبهم بصوتي؟ لأن المقصد عندي هو أن أتيح لهم الاحتفاظ بوثيقة أدبية تجعلهم يقولون في القرن القادم وقد بلغوا الثلاثين: نحن نحتفظ بصوت كاتب كان معروفاً في القرن الماضي"

علاقة الحكيم بالأطفال

قال توفيق الحكيم للبراعم في مقدمة كتابه: "لماذا أكتب للأطفال؟ إن الفكرة عندي ليست أن أكتب لهم ما يخلب عقولهم، ولكن أن أجعلهم يدركون ما في عقلي، فلقد خاطبت بحكاياتي الكبار، وأخاطب بها اليوم الصغار، فإذا تم ذلك فهم لنا إذن أنداد".

وشرح الحكيم لماذا سجل تلك الحكايات بصوته: "ولماذا أخاطبهم بصوتي؟ لأن المقصد عندي هو أن أتيح لهم الاحتفاظ بوثيقة أدبية تجعلهم يقولون في القرن القادم وقد بلغوا الثلاثين: نحن نحتفظ بصوت كاتب كان معروفاً في القرن الماضي، ولو كان التسجيل مألوفاً أيام شوقي وحافظ والمنفلوطي فأي قيمة كنا نخص بها هذا الكاسيت الذي يُسمعنا أصواتهم وهم يُلقون بأنفسهم شعرهم ونثرهم؟ ولقد حرصت على النطق بالعربية الصحيحة حتى يشب الأطفال على سماع السليم في اللغة، فتضاف فائدة إلى فائدة".

ويختتم الحكيم مقدمته قائلاً: "كل أملي أن تنجح هذه المقاصد، وأن يحتفظ أطفال اليوم بصوتي المسجل ليعيدوا سماعه وهم كبار، وقد صرت أنا تراباً، ويقول بعضهم لبعض هذا صوت رجل من عصرٍ مضى حكى لنا وأحبنا".

وأهدى الحكيم حكاياته الثلاث للأطفال العرب، ولحفيدته، "العزيزة الحبوبة العصفورة الذكية الأمورة مع حبي وقبلاتي الموفورة".

في قصة العصفور والإنسان، يروي الحكيم طمع الإنسان وكيف أن هذا الطمع يفسد حياته ويجعله تعيساً وشقياً‏، وفي حكاية المؤمن والشيطان‏ يقول الحكيم للأطفال إن الإنسان يصبح قوياً حين يتبع تعاليم ربه ودينه، بينما يصير هشاً ضعيفاً عندما يستمع إلى حديث الشيطان.

وتضمنت الحكاية الثالثة، الله وسؤال الحيران، حواراً بين طفل صغير ووالده عن الله، يبدأ بجملة للطفل وهو يخاطب أباه: أريد أن أرى الله الذي تتكلم عنه كثيراً‏، فيبدأ الأب حواراً شيقاً عن الله مع طفله‏.‏

من هو توفيق الحكيم؟

ولد توفيق الحكيم في محافظة الإسكندريّة المصرية في العام 1898، وكان والده يعمل في سلك القضاء المصري، وبعد تنقله بين عدة مُدن عاش في مدينة القاهرة، وتوفي بها في العام 1987.

وفي العام 1925 سافر الحكيم إلى مدينة باريس في فرنسا حتى يُكمل دراساته العُليا في القانون، لكن هناك لم يهتم بدراسته، بل جذبه الأدب والفن.

تميز الحكيم بمساره الأدبي والمسرحي، وحصل على شهرة كبيرة في عالم الكتابة بعد نشره مسرحية أهل الكهف في العام 1933، لتميزها في الخلط بين الواقعية والرمزية.

ألّف الحكيم العديد من القصائد الشعرية منها ما هاجم بها الاحتلال البريطاني. ويُعد الأديب الأول الذي ساهم في إضافة أنواع جديدة من الروايات إلى الأدب العربي، مثل الرواية المعتمدة على الحوار، ورواية الرسائل، والرواية المعتمدة على اليوميات، كما ألّفَ القصص المتنوعة، سواء الفكاهية، أو الاجتماعية، أو الفلسفية. له مؤلفات متنوعة منها الدراسات، والروايات، والقصص. ومن أشهر رواياته، عودة الرّوح، ويوميات نائب في الأرياف، وحمار الحكيم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard