شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
فنانون جزائريون يطلقون أغنية 

فنانون جزائريون يطلقون أغنية "الحرية للجزائر" ضدّ ترشّح بوتفليقة 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 2 مارس 201906:44 م

قبل يوم واحد من إغلاق باب الترشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية (3 مارس/آذار)، قدمت مجموعة من الفنانين الجزائريين أغنيةً تعبّر عن الإرادة الشعبية الرافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة في الانتخابات المقررة 18 أبريل/نيسان المقبل.

بوتفليقة الذي يتم اليوم عامه الـ82، لم يَعدْ بعدُ من جنيف التي يخضع فيها لفحوص طبية منذ أسبوع. ويؤكد الجزائريون أنه غير قادر على إدارة شؤون البلاد كونه مقعداً وقلما يظهر علناً. ويعتبرون ظهوره في هذه الحالة "مذلاً" لبلدهم، لذا خرج الآلاف منهم في الجمعتين الماضيتين مرددين "لا للعهدة الخامسة".

ملحمة "وطنية"

ونظمت مجموعة من الفنانين الأغنية المؤثرة تعبيراً عن رفضهم ترشح بوتفليقة ورغبتهم في "الحرية والتغيير". وخلال الأغنية المصورة ظهر بعضهم ملتفاً بعلم البلاد. وتجسدت جميع فئات المجتمع (النساء والرجال والأطفال، الشباب وكبار السن) في الأغنية تأكيداً على التفاف الشعب كله حول هذه الدعوة.

تبدأ الأغنية بظهور الفنانين تباعاً، كلٌ منهم يحمل لافتة كُتب عليها: "الحرية للجزائر" و"لا للعهدة الخامسة" و"سنواجه النظام" و"جزائر حرة ديموقراطية" و"من أجل صحة صحيحة" و"الصحافة صوت الشعب"، و"لا للعنف لا للفساد".

يقول مطلع الأغنية: "يما كثر الدعاوي (الدعاء).. ولادك راهم خارجين .. يمشيوا عالحرية، يما ولادك متحضرين".

ثم يردد الفنانون: "طالبين ديموقراطية، حاملين الورد والياسمين.. في مسيرة سلمية، على التغيير معولين اليوم الشعب".

ويكررون "الحرية للجزائر" عدة مرات، والشعب يريد حرية.

وفي المقطع التالي يتابعون: "الشعب يلعب عشرة (تحمل) .. النظام مفهموش، عشر سنين تدمر عشرة .. والو ما زال (لسه) مشبعتوش.. وبربي هاذ المرة ما تفوتوش".

ثم ينشدون: "يا بلادي بكوك دموع، رسالة للمسؤولين كرهنا منكم هاذو عشرن وحنا صابرين"، وبعدها "سلمية مجيتش نكسر.. نقول الحق مانيش نخسر".

"يما كثر الدعاوي.. ولادك راهم خارجين .. يمشيوا عالحرية، يما ولادك متحضرين"...فنانون جزائريون يطلقون أغنية "الحرية للجزائر" ضدّ ترشّح بوتفليقة 

خلال الأغنية يظهر المغنّون "مكبلين" بالأصفاد الحديدية المُحكمة، قبل أن يتمكنوا من التخلص منها مع تقدم الأغنية، في إسقاط واضح لما يعانونه في ظل النظام الحالي. كما يحمل بعضهم الورود معبّرين عن سلمية مطالبهم وشرعيتها.

يقول مقطع آخر: "حرية فردية حرية جماعية..كلنا مواطنين في اختلافنا محترمين.. بهدلتونا مع لجناس (البلاد)، إحنا نموتوا في البحار (في إشارة إلى الهجرة غير الشرعية التي يلجأ إليها الكثير من الشباب هرباً من الظروف المعيشية السيئة) وانتوا تتداويوا في بلاد الناس".

إحنا حابين نعيش كرهنا معيشة الذل .. كل واحد يبدي حقه في بلاد قانون وعدل .. في التربية لولادنا أساس جيل الغد .. في ثقافة مستقلة صحافة حرة

وفي أحد المقاطع: "اليوم تحملنا المسؤولية وخرجنا للتغيير كشباب جزائري كنا ناويين الخير واللي يصير يصير .. الإيد في الإيد حتى يتحقق حلمنا الكبير".

تحول كبير

تعكس هذه الأغنية تحولاً كبيراً وإصراراً مجتمعياً للخلاص من النظام الحالي، وهذا ما يتناقض تماماً مع ما سبق أن قدمه فنانون جزائريون عام 2014، إذ أطلق40 فناناً وفنانة أغنية "تعاهدت مع الجزائر" لتأييد ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة.

وكانت مجموعة من الفنانين والمثقفين الجزائريين أصدرت بياناً تعلن فيه انضمامها للحراك الشعبي الرافض ترشّح بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة. وانضم إليها محامون وإعلاميون وعدة فئات مجتمعية أخرى.

وخرج عشرات الآلاف في "جمعة الحسم"، أمس، في مسيرات ضخمة في أكثر من 5 ولايات كبرى، بالإضافة إلى العاصمة. وتوفي مواطن مستنّ جراء التدافع. ويأمل الجزائريون أن يتراجع بوتفليقة الذي تتعدد التكهنات حول "خطورة" وضعه الصحي، عن الترشح بعد المسيرات المعارضة له.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard