شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
كيف دخلت عشرات الألفاظ التركية إلى مطبخ العرب وحياتهم العسكريّة وعلاقاتهم الاجتماعية؟

كيف دخلت عشرات الألفاظ التركية إلى مطبخ العرب وحياتهم العسكريّة وعلاقاتهم الاجتماعية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 27 فبراير 201910:58 م
بدأت العلاقات العربيّة التركيّة حين دخل المسلمون بلاد ما وراء النهر (أوزبكستان، وأجزاء من قيرغيزستان وكازاخستان حالياً)، وأواسط آسيا، في القرن الأوّل الهجري، حيث الموطن الأصلي لقبائل الترك، وفي العصر العباسي ازدادت تلك العلاقات، وقويت شوكة الأتراك في بلاط الحكم. نتيجة لما سبق بدأت الألفاظ التركيّة تتسرّب إلى اللسان العربي وتتفاعل معه. بعد ذلك، وفي العصر الفاطمي ومن بعده الأيوبي، ظهر المماليك بقوّة، وجزء كبير منهم، أو ربما أغلبهم، كانوا من الترك، فزاد اختلاط ألسنتهم باللسان العربي، خاصّة في مصر، التي كانت مقرّاً للحكم الفاطمي ومن بعده الأيوبي، ثم مقرّاً لحكم المماليك أنفسهم. ولكن زاد الأمر في عهد العثمانيين، بعد أن ضمّوا مصر والشام إلى سلطنتهم، حيث ثبّتوا الألفاظ التي ورثها المصريون عن المماليك الأتراك، بل وأضافوا إليها، بحسب ما ذكر الدكتور أحمد فؤاد متولي في كتابه "الألفاظ التركيّة في لغة الكتابة العربيّة". مصر التي ألغت اسم السلطان العثماني سليم الأول من أحد أكبر شوارع عاصمتها مؤخّراً، لازال لسانها متأثراً حتى يومنا هذا بحشد كبير من الألفاظ التركيّة، اجتهد في جمع العشرات منها، أستاذ اللغة التركيّة بجامعة عين شمس أحمد عبدالله نجم، في دراسة له بعنوان "الألفاظ التركيّة في العاميّة المصريّة". وفيما يلي نستعرض بعضاً من هذه الألفاظ، التي طالت الحياة الاجتماعيّة والإداريّة بل والعسكريّة في مصر.

ألفاظ عسكريّة

سونْكِي: حربة، سنان البندقية، وهي السلاح الأبيض الذي يثبّت في مقدمة البندقيّة، وتُستخدم الكلمة بنفس النطق والمعنى لدى المصريين. طابانْجَه: وهي المسدس الناري، ولازالت مستخدمة حتى الآن، بنفس المعنى، والنطق، وإن كان بتحريف بسيط "طبنجه". تِتِيك: زناد البندقية، وتُستخدم بنفس المعنى والنطق عند العسكريين المصريين. فِشِنْك: حشو البارود/ وأصبحت تُستخدم بنفس النطق في العاميّة المصريّة تعبيراً عن البارود الزائف، أو أي شيء زائف في العموم. قايِش: سير أو حزام من الجلد، وتُستخدم الكلمة بنفس النطق والمعنى فيما يتعلّق بملابس الجنود المصريين. كَلْپَچَة: قيد حديدي، والكلمة موجودة بنفس معناها في العاميّة المصريّة ولكن بنطق محرف قليلاً، حيث تنطق "كَلَبْش". قُشْلاق: أي مَشْتَى، وتُستخدم بنفس النطق في تسمية المكان المخصّص لمبيت الجند. نوبَتْچِى: حارس، أو خفير، وتُستخدم بنفس النطق، ولكن بمعنى قريب وهو الحارس المناوب في وقت محدّد، فيقال "الحارس النوبتجي" أي "الحارس المناوب في ورديّة معيّنة".

ألفاظ إداريّة

دَمْغَه: طابع، أثر، علامة، وتُستخدم الكلمة في المصريّة بنفس النطق والمعنى، حيث توضع الدمغه على الأوراق الحكوميّة الرسميّة. أورْنيك: وتعني نموذج، وهو غالباً ورقة مطبوعة تحمل نموذجاً لطلب إداري، وتُستخدم في العاميّة المصريّة بنفس المعنى والنطق، فيقال "أورنيك فحص"، "أورنيك إجازة" وغيرها، ويُستخدم المصطلح بكثرة في الدوائر الأمنيّة.

أسماء أماكن ومرافق

كوبري: أي جسر، أو قنطرة، وتُستخدم بنفس المعنى والنطق. كورنيش: أي شكل. وتُستخدم بنفس النطق، والمعنى، فيقال "كورنيش النيل"، "كورنيش البحر". بوغاز: بمعنى خليج، وتُستخدم بنفس النطق مع تحريف بسيط في المعنى وهو "مدخل مائي ضيق". تَپَّه: بمعنى تل أو قمة، وتُستخدم بنفس المعنى والنطق في المصطلحات العسكريّة. دُكَّان: أي حانوت، وتُستخدم بنفس النطق والمعنى، ولكنها فارسية الأصل. أودَه: غرفة أو حجرة، تُستخدم بنفس المعنى، أو يجوز بتحريف بسيط بتحويل الـ د إلى ض. بَدْرُوم: مخزن تحت الأرض، وتُستخدم بنفس المعنى، وبنفس النطق غالباً، ولكن أحيانا تحرف إلى "بدرون".

ألفاظ القرابة والعلاقات الاجتماعية

آبْلا: تعنى الأخت الكبرى. وتُستخدم بنفس النطق والمعنى، وحتى وقت قريب كانت تُستخدم في مناداة المُعَلَّمة في المدرسة. أَبي: بمعنى الأخ الأكبر، وتُستخدم بنفس المعنى، مع تحريف بسيط في النطق، فيقال "أَبِيه". تِيزَه: بمعنى الخالة، وتُستخدم بنفس النطق، ولكن يشار بها إلى الجدّة. نَنَّه: أي أُم أو والدة. وتنطق غالبا "نِينَه". وتُستخدم بنفس المعنى أحياناً، وأحياناً للإشارة للجدّة. يولداش: بمعنى رفيق أو صاحب، ولكنها تُستخدم غالباً في صيغة الجمع "أَلَادِيش"، وفي الغالب تقال حين يكون المقصود من الحديث تحقير أو إقلال من شأن هؤلاء الرفاق.
مصر التي ألغت اسم السلطان العثماني سليم الأول من أحد أكبر شوارع عاصمتها مؤخّراً، لازال لسانها متأثراً حتى يومنا هذا بحشد كبير من الألفاظ التركيّة، هنا بعضها
بدأت الألفاظ التركيّة تتسرّب إلى اللسان العربي وتتفاعل معه. وفي عصر المماليك، زاد اختلاط ألسنتهم باللسان العربي، خاصّة في مصر
شَپْشِپ وچانْطَه (أي حقيبة) وشال وچورْبا: كيف دخلت هذه المفردات إلى لغتنا وحياتنا اليومية؟

أسماء أطعمة ومشروبات وملحقات خاصة بها

بومبار: بمعنى أحشاء أو أمعاء الحيوان، وتنطق في العامية المصريّة "مومبار" وأحيانا "بونبار"، وهي اسم لأكلة شهيرة عند المصريين، خلالها يحشون الأمعاء بخلطة من الأرز والخضروات والبهارات، وتقطع الأمعاء المحشيّة إلى أصابع وتقلى في الزيت غالباً. چورْبا: بمعنى حساء، وتُستخدم بنفس المعنى في العامية المصريّة ولكن مع تحريف إلى "شوربة" أو "شوربا". ويلاحظ عموماً أن حرف الـ "چ"، التركي، ينطق "ش" دائماً في العاميّة المصريّة. طاوُق: أي دجاج، ويستخدمها المصريون بتحريف بسيط بمدّ الواو، فتنطق "طاوُوق"، خاصة إذا ما طُهيت الدجاجة بأسلوب "الشيش" فتسمّى الأكلة "شيش طاووق". قاوِرْمَه: لحم مشوي ياميش: فواكه مجفّفة، وتُستخدم بنفس المعنى والنطق. مَاشَه: ملقط، أو ممسك، أداة تُستخدم للإمساك بالأشياء، وغالبا تُستخدم في الإمساك باللحوم أثناء الشوي، وتُستخدم أيضاً للإمساك بالفحم ووضعه على "الشيشة". شيشَه: زجاج، وتُستخدم بنفس النطق للتعبير عن أداة التدخين المعروفة. سَپَت: وعاء من الخوص. تُستخدم بنفس المعنى ولها نفس النطق، ويوضع فيه الخبز وأشياء أخرى، خاصّة عند الريفيين. صِينِيَّه: لوح العجين، وتُستخدم بنفس النطق، وأحياناً بنفس المعنى، وتُستخدم أيضا للتعبير عن أي وعاء مسطّح غير عميق، "يتسع" فتوضع عليه أطباق الطعام أحياناً، و"يضيق" فيقدم عليه كوب يحوي مشروباً في أحيان أخرى. كَبَابْجِى: صانع اللحم المشوي، وتُستخدم بنفس المعنى والنطق. طُرْشَجِى: صانع المخلل، وتُستخدم بنفس المعنى والنطق.

الملابس والأزياء وملحقاتها 

أُويَه: زخارف تنقش على حواشي ملابس النساء، وتنطق بنفس المعنى والاسم. وشاع عند المصريين حتى الربع الثالث من القرن العشرين ما عرف بـ"منديل بـ أويه"، أي منديل مطرّز أو منقوش. تول: نوع من الحرير، وتنطق بنفس الشكل، وأحيانا تنطق "تُولِّي"، وتُستخدم بنفس المعنى. چوراب: بمعنى جورب، وهو لباس القدم، وتُستخدم بنفس المعنى، مع تحريف بسيط في النطق بقلب الـ ج إلى ش. چكمجه: بمعنى صندوق ضيق. وتنطق "شكمجية"، وتؤدّي نفس المعنى. وغالبا تُستخدم لوضع المجوهرات بها. چانْطَه: أي حقيبة، وتُستخدم بنفس المعنى، مع تحريف بسيط في النطق، فيقال "شَنْطَه". دولاب: كوّه، أو خزينة ملابس، وتُستخدم بنفس المعنى ونفس النطق. شال: أي قماش من صوف، وتسخدم بنفس النطق، وتطلق غالباً على نوع من أغطية الرأس، أو ذلك الرداء الذي يوضع على الكتفين والصدر أحياناً. شَپْشِپ: نعل أو حذاء، وتُستخدم بنفس النطق ونفس المعنى. طَاقِيَّه: نوع من أغطية الرأس، وتُستخدم بنفس المعنى والنطق.

أحوال وصفات

آلاجَه: ملون، أو منقوش، وتُستخدم بنفس النطق للتعبير عن رغد العيش، فحين يرى مصري شيء من النعيم يقول: "حاجة آلاجه" أو "حاجه آخر آلاجه" أي "شيء مبالغ في رفاهيته". وهو لفظ كان موجوداً بكثرة حتى أواسط القرن العشرين أو يجوز الربع الثالث منه، ولكنه اختفى نسبياً في الزمن الحالي، ولا يردّده إلا كبار السن، ويمكن رصده في الأفلام السينمائيّة المصريّة القديمة. تَمْبَل: بمعنى كسول، وتُستخدم بنفس المعنى، ونفس النطق. دُغْرُو: مستقيم، وتُستخدم بنفس المعنى، ولكن بتحريف بسيط في النطق، فتقال: "دُغْرِي". فُرْتِينَه: أي زوبعة، وتُستخدم بنفس النطق والمعنى، وتوجّه لمن يريد إحداث مشاحنات بين الناس، فيقال: "عمل فورتينه بينهم". يَالَنْجِى: محتال أو مخادع، وتُستخدم بنفس المعنى، مع تحريف في النطق إلى "حَلَنْجِي". غاغه: ضوضاء، وتُستخدم بنفس النطق والمعنى.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard