شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
إيرانيّة تروي قصتها مع خلع الحجاب وسط طهران: كان قلبي يخفق بقوة

إيرانيّة تروي قصتها مع خلع الحجاب وسط طهران: كان قلبي يخفق بقوة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 14 فبراير 201907:37 م
قبل نحو عام اعتلت الإيرانية أعظم جنجروي سطح صندوق مُحوّل كهربائي في وسط "شارع الثورة" المزدحم في قلب طهران. حينها، أرادت أن تُعلن عن رفضها لكل القمع الذي يحدث في بلدها، فلم تجد أفضل من نزع حجابها والتلويح به في الهواء، لتبعث برسالة للنظام الإيراني مفادها أنها تحلم بوطن مختلف. أرادت جنجروي وطناً لا يُفرض فيه على النساء زيّ معين، بل يفعلن ما يحلو لهن باعتبارهن مواطنات لهن نفس حقوق الرجال، لا مجرد "ناقصات عقل ودين" كما يعتبرهن النظام الديني الذي يحكم البلاد. هكذا استعادت جنجروي بدايات قصتها، في مقابلة أجرتها معها وكالة "رويترز" للأنباء في مكان غير معلوم خارج إيران، قائلة إن قلبها كان يخفق بقوة، بينما بدأ الناس بالتجمّع حولها والصراخ طالبين منها النزول. تؤكد السيدة الإيرانية أنها كانت تعلم منذ البداية أن الاعتقال مصيرها، لكنها قرّرت التمرد وإكمال ما بدأته للنهاية، فهي قامت بهذا الأمر "كي تُساهم في تغيير بلدها للأفضل… وكذلك من أجل ابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات". تقول جنجروي إنها ظلّت تُردّد: "لا يجب أن تكبر ابنتي في نفس الظروف التي نشأت فيها في هذا البلد"، مضيفة أنها أخبرت نفسها بحماس "يمكنك القيام بذلك، يمكنك القيام بذلك". تصف مشاعرها يومها قائلة: "كنت أشعر بنوع خاص من القوة، كان الأمر كما لو أنني لم أعد هذا الجنس الثانوي". وتوضح "رويترز" إن جنجروي تنتظر حالياً الرد على طلب لجوء تقدمت به للبلد التي تتواجد فيها حالياً، والتي أبقته الوكالة سراً حفاظاً على سلامة السيدة الإيرانية.

ماذا حدث لجنجروي بعد نزعها الحجاب؟

تقول السيدة الإيرانية إنه بعد احتجاجها مباشرة أُلقي القبض عليها وفُصلت من وظيفتها في معهد أبحاث فيما حُكم عليها بالسجن ثلاث سنوات بتهمة "الحض على الفسق ومخالفة الشريعة الإسلامية عمداً"، والأصعب كان تهديد المحكمة بحرمانها من ابنتها. تمكنت جنجروي من الهروب من إيران مع ابنتها ويانا قبل أن تبدأ فترة سجنها، شارحة "وجدت مُهرّب بشر بشق الأنفس، حدث كل شيء بسرعة كبيرة، تركت حياتي وبيتي وسيارتي".
بعد احتجاجها مباشرة أُلقي القبض عليها وفُصلت من وظيفتها في معهد أبحاث فيما حُكم عليها بالسجن ثلاث سنوات قبل أن تتمكن من الهرب مع ابنتها التي قالت إنها نزعت الحجاب لأجلها
أقدمت جنجروي على تصرفها بعد إلقاء القبض على امرأتين لنفس السبب في ذات الشارع... قصة السيدة الإيرانيّة التي خلعت الحجاب وكان الثمن باهظاً
وبحسب "منظمة العفو الدولية"، فإن جنجروي كانت من بين 39 امرأة على الأقل ألقت السلطات القبض عليهن في احتجاجات ضد الحجاب، مضيفة أن 55 شخصاً آخرين محتجزون لعملهم من أجل حقوق المرأة بينهم نساء حاولن دخول ملعب لكرة القدم بصورة غير قانونية وعدد من المحامين المناصرين لقضايا المرأة. ونقلت "رويترز" عن منصورة ميلز، الباحثة في الشأن الإيراني في المنظمة الدوليّة، قولها إن السلطات "ذهبت إلى أقصى مدى وبصورة غير معقولة لوقف حملتهم، مثل تفتيش بيوت الناس بحثاً عن شارات مكتوب عليها جملة أنا ضد الحجاب القسري". والشارات جزء من جهود متواصلة لإلقاء الضوء على قضية الحجاب إلى جانب حملة تدعو النساء لارتداء أغطية رأس بيضاء أيام الأربعاء. وبالعودة إلى جنجروي، فقد استرجعت حكايات أمها عن الحياة قبل الثورة قائلة إن أمها أخبرتها أن "الثورة سبّبت قدراً كبيراً من التمييز على أساس الجنس وفصلت الرجال عن النساء". وأقدمت جنجروي على تصرفها بعد إلقاء القبض على امرأتين لنفس السبب في ذات الشارع، وعن ذلك أخبرت: "بالطبع لا نتوقع من الجميع أن يتسلّق المنصة في شارع الثورة، لكن هذا جعل أصواتنا مسموعة في العالم أجمع، ما فعلناه نحن الفتيات جعل هذه الحركة تستمر".

"عام العار"

وانتشرت حركة احتجاج غير مسبوقة العام الماضي في إيران ضد قوانين فرض الحجاب على النساء، حيث خرجت النساء إلى الشوارع ووقفت بعضهن على منصات في الساحات العامة واضعات أغطية رؤوسهن على أطراف العصي في إشارة إلى رفضهن ارتداء الحجاب، لكن رداً على ذلك، تعاملت السلطات معهن بعنف، واعتقلت بعضهن وعذبتهن وحُكم على عدد منهن بالسجن. وتعتبر منظمة العفو الدولية أن عام 2018، الذي تظاهرت فيه جنجروي، هو عام العار في إيران، لأن طهران اعتقلت فيه أكثر من 7000 شخص في "حملة قمع مخزية"، بعد عام من موجة احتجاجات ضد الفقر والفساد والاستبداد اندلعت في جميع أنحاء البلاد. وتؤكد "العفو الدولية" اعتقال طهران ما لا يقل عن 112 امرأة من المُدافعات عن حقوق الإنسان في إيران خلال عام 2018 فقط.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard