شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
الشعب الإيراني في احتفالية عيد الثورة الأربعين:

الشعب الإيراني في احتفالية عيد الثورة الأربعين: "لدينا شكوى"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 11 فبراير 201905:22 م

استعدت المدن الإيرانية على مدار  الأشهر الماضية للاحتفال بالذكرى الأربعين لقيام الثورة الإسلامية، فاستمرار النظام الإيراني وثورته 40 عاماً ليس بالأمر السهل، ومع مراهنة "الأعداء" حسب تعبير طهران على سقوط النظام بعد عقده الرابع، جعل لهذه الاحتفالية خصوصية ربما تضخ دماءً جديدة للثورة ولا سيما مع إصدار مرشدها آية الله الخامنئي الأسبوع الماضي تعليمات بتنفيذ إصلاحات هيكيلة في البلاد في غضون 4 أشهر.

بحضور جماهيري وصف بأنه فاق حضور العام الماضي، جاء عيد 11 شباط هذه السنة في إيران مختلفاً لعدة أسباب لا من حيث كثافة الحضور بل من حيث الرهانات الصعبة التي تواجهه طهران منذ سن عقوبات أمريكية جديدة بانت نتائجها بشكل حاد في ظرف وجيز.

ولأن أغلب جماهير الثورة حالياً هم من المتدينين، كان حضور العباءات النسوية إلى جانب الرجال في مختلف المدن لافتاً، اللافت كذلك في مسيرات هذا العام حضور العائلات بشكل كبير مصطحبة أطفالها وكأنها في نزهة. ورغم الطقس الماطر في طهران اليوم إلا إن المسيرات انطلقت منذ الصباح الباكر عبر 12 شارع رئيسي وسط العاصمة تتجه جميعها نحو ساحة "آزادي" التي تحمل معها ذاكرة الثورة منذ عامها الأول 1979 وحتى  اليوم.

وكما هي العادة، غصت الشوارع اليوم بمشاهد حرق الأعلام الأمريكية وتعالت الهتافات المناهضة للقوى العالمية التي تصنفها طهران تحت اصطلاح "الاستكبار"، ووسط الهتافات ارتفعت لافتات تندد بالحكومة الإيرانية والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، فيما ظهر شابان بزي العمال يكتبان أمام الجميع لافتات معارضة للخصخصة تطالب بإنقاذ صناعة السيارات.

وسط حشود المحتفلين بعيد الثورة الإيرانية الأربعين، ارتفعت لافتات تندد بالحكومة الإيرانية والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، فيما ظهر شابان بزي العمال يكتبان أمام الجميع لافتات معارضة للخصخصة تطالب بإنقاذ صناعة السيارات.

وسط الساحة التي تعج بالجماهير التقطت العدسات لافتات كتب عليها "جئنا لكننا نشكو الحكومة، جئنا لكننا نشكو السلطة القضائية، جئنا لكننا نشكو البرلمان، جئنا لأننا عشاق هذه المدرسة"، وأثارت هذه الصورة السخرية في أوساط المقاطعين للمسيرات الحكومية متسائلين عن معنى هذه المشاركة إذا كان الشعب يشتكي من السلطات الثلاث في البلاد فما سبب استمرار النظام؟

على مقربة من هذه اللافتات اعتلى روحاني المنبر ليقدم جرداً بمنجزات الثورة وإحباطها المؤامرات التي يحيكها الأعداء بفضل صمود الشعب الإيراني، حسب قوله.

أسهب روحاني في التذكير بمنجزات الثورة العسكرية وكيف أصبحت إيران أقوى يمكنها أن تخوض الحروب مع الأعداء، وكيف يمكن لإيران أن تساعد من تشاء من شعوب المنطقة ولعب دور مهم في تحديد مصيرها، كما تطرق روحاني إلى الإنجازات الاقتصادية وفي قطاع الخدمات وتطوير العلوم، مشيراً إلى رتبة إيران عالمياً في بعض المجالات الزراعية، داعياً شعبه للتمسك بمبادئ الثورة الإسلامية والصمود في وجه العقوبات الأمريكية.

انتهى الاحتفال الذي دعت إليه إيران مئات الصحفيين لتغطيته وانتهت التصريحات الموزونة والتهديدات المتنوعة للأعداء، وعاد المشاركون في الاحتفال أدراجهم إلى أحيائهم ليصطفوا مرة ثانية أمام أسعار السلع الأولية، بعد أن منحوا النظام فرصة ثانية للاستمرار في الحكم على أمل أن ينفذ وعود مرشد الثورة التي أصدرها قبل أيام من الاحتفالية، مطالباً المسؤولين بإجراء إصلاحات هيكلية في البلاد في مدة أربعة أشهر.

فيما كتب من بقوا في البيوت اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي "مّا لم يتمكنوا من تنفيذه خلال أربعة عقود لن يتمكنوا من تنفيذه خلال أربعة أشهر"، لكن الأصوات التي صدحت اليوم في الشوراع الإيرانية تعطي النظام مصداقية الاستمرار وتدعمه بأربعة عقود أخرى أفرزها الجيل الأول للثورة  المتمسك حتى آخر رمق بشعارات ووعود لم تنفذ بعد.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard