شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تجريد حائز على نوبل من ألقابه وجوائزه بسبب عنصريته

تجريد حائز على نوبل من ألقابه وجوائزه بسبب عنصريته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 14 يناير 201905:32 م

يقول المثل الشعبي "لسانك حصانك إذا صنته صانك وإذا أهنته أهانك" ويقال أيضاً “سلامة الإنسان في حفظ اللسان"، وهذا ما غاب عن عالم أمريكي بارز محى بعبارات قصيرة تفوه بها مسيرة علمية طويلة "كانت مشرفة" وحولته من نابغة إلى عنصري.

فقد سحبت جميع الألقاب والجوائز الفخرية من العالم الأمريكي جيمس واتسون الحائز على جائزة نوبل للأعمال الرائدة في العام 1962 والذي شارك في اكتشاف الحمض النووي، عقب تكرار إدلائه بتصريحات تربط بين مستوى الذكاء والعرق وتهين أصحاب البشرة السوداء وتعتبرهم أقل ذكاءً من البيض.

وأدلى واتسون بتصريحاته التي أثارت الجدل والغضب في برنامج وثائقي بعنوان "عظماء أمريكيون (أميركيان ماسترز): تفكيك شيفرة واتسون" عرض على قناة PBS التلفزيونية الأمريكية التي تحظى بشعبية واسعة ما أدى إلى انتشار تصريحه على نطاق واسع.

مسيرة علمية طويلة

جيمس واتسون هو عالم وراثة وبيولوجيا جزيئية، شارك في اكتشاف التركيب الجزيئي للحمض النووي منقوص الأكسجين وهي المادة التي تشكل أساس علم الوراثة.

ومُنح واتسون جائزة نوبل للأعمال الرائدة في علم وظائف الأعضاء والطب عام 1962 مناصفةً مع موريس ويلكينس وفرانسيس كريك تقديراً لهم على اكتشافهم الهام للتركيب اللولبي المزدوج لجزئي الحمض النووي عام 1953 والذي اعتبر "أهم اكتشاف علمي في القرن العشرين".

وأعلن مختبر "كولد سبرينغ هاربور" في بيان أنه قرر تجريد العالم من ألقابه الفخرية نتيجة التعليقات التي صدرت عن واتسون في برنامج تلفزيوني تم بثه في الآونة الأخيرة، إذ صرح عالم الأحياء الجزيئي البالغ من العمر 90 عاماً في برنامج بث يوم 2 يناير/ كانون الثاني الجاري بأن "الجينات تظهر اختلافاً في الذكاء المتوسط بين الأشخاص البيض والسود في اختبارات الذكاء".

وأوضح المختبر أنه يرفض بشكل قاطع ما وصفها بـ "الآراء الشخصية المتهورة" التي أفصح عنها واتسون بشأن موضوع العرق والوراثة، مشدداً على أن "تصريحات واتسون تستحق الشجب ولا تدعمها العلوم. ولا تمثل بأي حال من الأحوال آراء المختبر ولا أمنائه ولا أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب".

 المختبر أدان في الوقت نفسه حرص واتسون على "إساءة استخدام العلم لتبرير الأفكار الشخصية المتحيزة" بتكرار مثل هذه التصريحات التي وصفها بـ "المتهورة التي لا تقوم على سند".

ومختبر كولد سبرينغ هاربور عبارة عن مؤسسة خاصة غير ربحية تتخذ من نيويورك مقراً لها. وتقوم بأبحاث رائدة ومتخصصة في مجالات أمراض السرطان وعلم الأعصاب وعلم الأحياء النباتية وعلم الجينوم.

وشغل اتسون منصب مدير المختبر عام 1968، ثم أصبح رئيساً له عام 1994، ومستشاراً للمختبر بعدها بنحو عقد من الزمن. كما أطلق اسمه على مدرسة داخلية تتبع المختبر تكريماً له ولمسيرته العلمية الطويلة حسبما أفادت أسوشيتد برس.

فلتان لسان متكرر

أوقف المختبر تعامله مع واتسون وعزله عن منصب المستشار له عام 2007 عقب تعليقات مماثلة للتي قالها في الآونة الأخيرة. آنذاك، أعرب واتسون لصحيفة التايمز عن "تشائمه بشأن مستقبل أفريقيا"، قائلاً "كل سياساتنا الاجتماعية مبنية على فرضية أن ذكاءهم (الأفارقة السود) يعادل ذكاءنا. بينما تقول جميع التجارب إن الأمر في الحقيقة ليس كذلك".

وأردف العالم المثير للجدل حينها قائلاً "الذين اضطروا للتعامل مع موظفين سود، وجدوا أن هذا غير صحيح”، وعقب خسارته منصبه في المختبر وإعفائه من جميع مسؤولياته الإدارية، اعتذر واتسون عن تصريحاته فأعيدت إليه ألقابه التكريمية كمستشار فخري.

لكن هذه المرة أقدم مختبر كولد سبرينغ هاربور على خطوته الأخيرة عقب تكرار تلك التصريحات لافتاً إلى أنه " يجرده الآن من تلك الألقاب بعد أن تبين أن وجهة نظره لم تتغير" خلال البرنامج التلفزيوني الشهير.

ووصف المخبر تصريحات واتسون الأخيرة بـ "المستهجنة وغير المدعومة علمياً" مشيراً إلى تناقضها مع الاعتذارات التي سبق أن تقدم بها.

 سحبت جميع الألقاب والجوائز الفخرية من العالم الأمريكي جيمس واتسون الحائز على جائزة نوبل للأعمال الرائدة في العام 1962 والذي شارك في اكتشاف الحمض النووي، عقب تكرار إدلائه بتصريحات تربط بين مستوى الذكاء والعرق وتهين أصحاب البشرة السوداء وتعتبرهم أقل ذكاءً من البيض.
وأوضح المختبر أنه يرفض بشكل قاطع ما وصفها بـ "الآراء الشخصية المتهورة" التي أفصح عنها واتسون بشأن موضوع العرق والوراثة، مشدداً على أن "تصريحات واتسون تستحق الشجب ولا تدعمها العلوم. ولا تمثل بأي حال من الأحوال آراء المختبر ولا أمنائه ولا أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب".

وباع واتسون الموجود حالياً في دار خاصة للعناية الطبية بعد تعرضه لحادث سيارة، الميدالية الذهبية التي تحمل شعار جائزة نوبل في عام 2014 وبرر ما فعله حينها بأنه يرى نفسه "منبوذاً من المجتمع العلمي بعد تصريحاته عن الأعراق".

وتعليقاً على قرار المختبر، أكد نجل واتسون الذي يتردد عليه أن وعيه بما يجري حوله "محدود جداً” وأَضاف أن آراء والده "قد تجعله يبدو متعصباً وعنصرياً لكن هذه ليست حقيقته".

وأوضح روفوس واتسون أن ما قاله والده "يمثل تفسيره الذي قد يكون ضيقاً للمصير الوراثي.." مستطرداً " أعطى والدي المختبر كل حياته، ومع هذا يعتبره المختبر الآن عبئاً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard