شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الدرعية تعيد كتابة تاريخ السعودية

الدرعية تعيد كتابة تاريخ السعودية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 17 ديسمبر 201802:29 م

ليست مجرد حفلات غنائية، أو سباق سيارات، هي بداية عهد جديد لسعودية مختلفة تماماً، هكذا يرى السعوديون وخاصة الشباب منهم، احتفالات فورميلاE التي جرت في الدرعية (20 كيلومتراً شمال العاصمة الرياض) ، واستمرت ثلاثة أيام، عاش خلالها السعوديون ما كانوا محرومين منه لعقود.

قبل نحو 274 عاماً، كانت الدرعية مسقط رأس العائلة المالكة السعودية، مصدر انطلاق شرارة الدولة السعودية الأولى، متحدية سلطة المصريين والعثمانيين، واليوم أطلقت المدينة الصغيرة قطار التحديث، الذي يريده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

أكثر ما لفت أنظار زوار الدرعية، المصنفة من قبل اليونسكو على قائمة التراث العالمي، الأركان التراثية التي تمثل مناطق السعودية بمختلف ثقافاتها التراثية والترفيهية المنوعة، وفيها يتعرف الزوار وخاصة الأجانب منهم على الفنون والحرف التقليدية، المعروضة ضمن القرية التراثية.

تضمنت الفعاليات تجربة ألعاب المحاكاة والتجربة التراثية التي أبرزت أركان الحياة في السعودية القديمة، كالتعليم والبناء والفنون الشعبية، إضافة إلى الفعاليات الموسيقية.

فعاليات منوعة

شهد فورميلاE فعاليات متنوعة بين ترفيهية وثقافية وفنية، وعاش السعوديون تجربة الفورمولا أيضاً في الجولة المؤهلة الأولى، والمخصصة للسيارات الكهربائية السريعة.

وسعت الهيئة العامة للرياضة إلى أن يخرج الحدث بأفضل شكل ممكن، أكثر من مجرد سباق سيارات، فاستمرت الحفلات الغنائية ثلاثة أيام متواصلة، غنى فيها النجمان العالميان إنريكي إيغليسياس وجيسون ديرولو، إضافة لفرقة بلاك آيد بيز والمغني المصري عمرو دياب، فيما أحيا حفل الختام كل من"ديفيد غيت وفرقة ون ريبابليك.

يؤكد الإعلامي عبدالله العتيبي أن الحدث يستحق الاهتمام فعلاً، ويقول لرصيف 22 :"ما يراه البعض أمراً عادياً نراه كسعوديين أمراً كبيراً، لثلاثة أيام كانت الدرعية حديث الجميع، الكل سعيد بأن يرى هذا في السعودية"، ويضيف :"لا أبالغ إذا قلت أن ما حدث نقلة تاريخية، سيكون لها تأثير كبير على طبيعة المجتمع، أن نرى مغنين عالميين أمثال إنريكي إيغليسياس يغنون في الرياض، أمر لم يكن ممكن تصوره قبل أعوام قليلة، نحن نعيش من جديد".

أكثر ما لفت أنظار زوار الدرعية، المصنفة من قبل اليونسكو على قائمة التراث العالمي، الأركان التراثية التي تمثل مناطق السعودية بمختلف ثقافاتها التراثية والترفيهية المنوعة، وفيها يتعرف الزوار وخاصة الأجانب منهم على الفنون والحرف التقليدية، المعروضة ضمن القرية التراثية.
"لا أبالغ إذا قلت أن ما حدث نقلة تاريخية، سيكون لها تأثير كبير على طبيعة المجتمع، أن نرى مغنين عالميين أمثال إنريكي إيغليسياس يغنون في الرياض، أمر لم يكن ممكن تصوره قبل أعوام قليلة، نحن نعيش من جديد".
أثار الشيخ عبدالعزيز الريس، الكثير من الجدل بعد أن انتقد في حسابه الشخصي الحفلات الغنائية، وما اعتبره اختلاطاً وكتب :" ما حصل من اختلاط ورقص وتبرج وغناء ومغنين بالدرعية منكر شنيع، وتبلغ الحَيرة مبلغها في أن تكون بأرض انطلقت منها دعوة التوحيد للعالم".

جدل واسع

آلاف الشباب السعودي شاركوا في الحدث، وسهروا حتى الصباح مع الأنغام الموسيقية، وهذا أمر لم يكن معتاداً على الإطلاق، غير أن هذا الحدث لم يخلُ من الجدل، فدشن ناشطون على موقع التدوين المصغر تويتر وسم #فعاليات_فورملا_الدرعيه، ولكن مع توالي الحفلات بدأت بعض الأصوات المعارضة في الظهور، فدشن ناشطون وسم #سعوديون_نرفض_الانحلال  ورد عليهم المؤيدون بوسم

#الريس_والعتيق_يهيجون_المجتمع، وبدأ الأمر وكأنه حرب على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت الأكثرية فيه مؤيدة وسعيدة بما عاشته، معتبرين أنهم بدأوا يشعرون بأنهم يعيشون على الأرض، فأكد الناشط الحقوقي طارق الأحمد على أن في السعودية يعيش الجيل الجديد الحياة بشكل متنوع، وكتب :"حضرت #فعاليات_فورملا_الدرعيه ووجدت مجتمعاً مبتهجاً محباً للترفيه والاستمتاع، هذه الحياة قد يختلف معها من يريد لكن ليس من حقه أن يمنعها عن الناس، ليعيش كل شخص حياته له ميوله وأفكاره وتجاربه، هذا الوطن العظيم يتسع للجميع".

كذلك انتقد الإعلامي علي الشدي الأصوات التي كانت تعارض الحدث، مستغرباً تدخلها في الشأن المحلي، كتب :" يريدون أن تكون المملكة مسجدا، يرفّهون في بلادهم عن أنفسهم ، وحين تخزهم ضمائرهم يأتون إلى المسجد الكبير لكي يصلوا ، أما كيف يعيش السعوديون فذلك لا يهمهم أبداً، المهم ألا يرفهوا عن أنفسهم في المسجد الكبير.

أثار الشيخ عبدالعزيز الريس، الكثير من الجدل بعد أن انتقد في حسابه الشخصي الحفلات الغنائية، وما اعتبره اختلاطاً وكتب :" ما حصل من اختلاط ورقص وتبرج وغناء ومغنين بالدرعية منكر شنيع، وتبلغ الحَيرة مبلغها في أن تكون بأرض انطلقت منها دعوة التوحيد للعالم"، أضاف :"هل بلغ الضعف ببعضهم في دينه أن يَحضُرها ويَسمح لبناته أن يَحضُرن".

في تغريدته الشيخ حمد العتيق، الذي رد عليه :"هذا الموقف من شيخنا وغيره من علماء الدعوة السلفية ودعاتها، حفظهم الله في إنكار المنكرات الظاهرة يبين كذب فرية #تنظيم_الإخوان_الإرهابي على السلفيين: أنهم لا ينكرون المنكرات، أو يقرون مَن فعلها وهذا إنما يبصره من يريدون الحق ويتبعونه وأما من أعمتهم الحزبية فسيظلون في غيهم يعمهون".

مع أن الداعية الريس، عاد وشدد على أنه :"لا يجوز أن نسمح لأعداء دولة التوحيد أن يستغلوا هذه المنكرات في الطعن في ولاتنا أو تهييج العامة عليهم"، إلا أن هذا لم يمنع الناشطين من تدشين وسم

#الريس_والعتيق_يهيجون_المجتمع، ظهر في أكثر من 112 ألف تغريدة في 24 ساعة، طالبوا خلالها بمحاسبة الشيخين على محاولاتهما إثارة المجتمع.

في الوسم الذي كان ساحة جدل ساخن، أكد الأديب تركي الحمد أن :"العجلة تدور ولن ترجع إلى الوراء مهما حاول البعض فعل ذلك"، وأضاف :"ثقافة الموت تموت في ديارنا مهما حاول البعض انعاشها لأنها ثقافة ميتة في جذورها، وحين تكون الجذور ميتة فلا أمل في أحيائها".

من جانبه وصف الكاتب حماد الشمري المنتقدين بأنهم أعداء الحياة، وقال :"لا تسمحوا لأعداء الحياة أن يعيدوكم للمربع الأول باسم الدين والتغريب، زمن الخرافات والتضليل والضلال انتهى وولى بلا رجعة"، وأضاف :"الانحلال هو فقدان الإنسان لجوهر القيم والمبادئ، تتفاوت نظرة الأفراد لهذا المفهوم ما بين نظرة معتدلة وواقعية، وما بين الجهل بالمفهوم". معتبراً أن ما حدث :"نتاج طبيعي لحركة الحياة وتطورها".

البعض استغل الجدل، لكيل الانتقادات لرجال الدين، منهم فهد الثبيتي الذي اعتبر الانتقادات ليست إلا :"محاولات أخيرة يائسه لبعض الغلاة المتشددين"، وأضاف :"لن نعود لزمن الصحوة، في ظل وجود قيادة العزم".

وبلهجة أكثر قسوة، قال صلاح جريبيع القحطاني عن الدعاة ورجال الدين :" كانوا في صدارة كل شيء، ويستأثرون بكل شيء، فماذا أنجزوا؟”، وأضاف :"لا شيء، سوى أن العالم أصبح ينظر إلينا كمتطرفين رجعيين، وعندما تمت إزاحتهم عن المشهد، رأينا سعودية جديدة، تزخر بالإنجازات والإبداع"، أيضاً شدد سعود العامر على أن هؤلاء تعداهم الزمن ، كلما شعروا بفقد للحصانه والهينة التي كانت لهم، يحاولون بشتى الطرق ابقاءها حولهم.

طرف مغاير

في المقابل كان هناك مؤيد للانتقاد، ورافض لفكرة التهويل، أكد ضياء بن سعيد أنه ظل دائماً ضد الوصاية والخطاب الصحوي القديم، إلا أنه انتقد التحريض والمطالبة بسجن الصحوة والتنكيل بهم بسبب آرائهم، وأضاف متسائلاً :"متى نستوعب أننا في وطن يحتضن الجميع بلا حاجه لإقصاء وقضبان ؟". ومن جانبه اعتبر خالد الزهراني ما حدث في الدرعية محرما وأنه :"كفر بنعمة الله".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard