شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
بعد صدور القرار بأسبوع .. إفراج مشروط عن الناشط وائل عباس

بعد صدور القرار بأسبوع .. إفراج مشروط عن الناشط وائل عباس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 12 ديسمبر 201803:02 م

أطلقت السلطات المصرية الأربعاء سراح الناشط والمدون المصري وائل عباس بعد مضي أكثر من أسبوع على صدور قرار "الإفراج المشروط" عنه، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، رغم رفض القضاء طعن النيابة العامة على قرار إطلاق سراحه، وتأخر خروجه “المشروط” للحرية أسبوعاً.

ونشرت رشا عباس، شقيقة المدون، صورة قديمة له وهو يلعب بفقاعات الصابون، وكتبت في تويتر: "وائل عباس في البيت وسطنا، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك".

وفي الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أكد المحامي الحقوقي خالد علي لرصيف22 أن محكمة مصريّة أصدرت قراراً بتخلية سبيل عباس المحبوس منذ مايو الماضي.

ورغم استئناف النيابة العامة في مصر على قرار الإفراج عن عباس، أيّدت محكمة مصرية، يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول، تخلية سبيله ومتهمين آخرين، بتدابيرَ احترازيةٍ بعد اعتقالهم قبل نحو ستة أشهر، ورفضت استئناف النيابة.

وتقتضي هذه التدابير الاحترازية المشروطة في قرار الإفراج عن عباس أن يتوجه إلى قسم الشرطة التابع له مرتين أسبوعياً، وهي خطوة تتخذها السلطات الأمنية لضمان عدم سفر "المشتبه بهم" خلال بقائهم قيد التحقيق أو المحاكمة.

ترهيب نفسي 

أكثر من أسبوع من "الترهيب النفسي" والمعنوي، كما وصفه المحامي خالد علي، مر على قرار الإفراج "المشروط عن المدون المصري دون إطلاق سراحه، قبض خلاله على شقيق وائل بعد ذهابه إليه لتسليمه بعض الأغراض الشخصية والطعام، "حتى لا يسأل أحد عن موعد خروجه".

ورغم أن أسرة عباس ومحامييه، محمد فتحي، وخالد علي، حذروا مراراً من "تردي الأوضاع الصحية للناشط"، وناشدوا السلطات إطلاق سراحه، فإن انتظار "تأشيرة (موافقة) الأمن الوطني طال كثيراً وتأخر إطلاق سراح عباس، حسبما أكد العديد من الناشطين عبر مواقع التواصل.

ونفى الناشطون مزاعم السلطات الأمنية بأن تأخير إطلاق سراح عباس "بسبب الإجراءات لوجود شيكات دون رصيد موقعة باسمه".

وكتبت شقيقته في حسابها قبل يومين:

"وائل عباس لسه محبوس في القسم رغم انتهاء كل إجراءات الإفراج عنه، وائل محبوس مع جنائيين وتعبان وممنوع عنه الزيارة ، أنا شوفته وكلمته وهو نازل مع الترحيلة وقالي أنا تعبان أوي يا رشا وكان ماشي بالعافية"، وناشدت الجميع الدعاء له قائلة: من فضلكم ادعوا له".

ونقلت رشا عن أخيها طلبه من الجميع  بألا يتم تصويره خلال هذه الفترة قائلة: من فضلكم كمان وائل مش عاوز حد يصوره لما يطلع ادعو له بس".

أكثر من أسبوع من "الترهيب النفسي" والمعنوي، كما وصفه المحامي خالد علي، مر على قرار الإفراج "المشروط عن المدون المصري دون إطلاق سراحه، قبض خلاله على شقيق وائل بعد ذهابه إليه لتسليمه بعض الأغراض الشخصية والطعام، "حتى لا يسأل أحد عن موعد خروجه".

6 أشهر من التعنت

تعود حادثة القبض على عباس إلى  23 مايو/ أيار الماضي، عندما كتب رسالة مقتضبة عبر حسابه على فيسبوك، أغلقته عائلته لاحقاً، قال فيها: "أنا بيتقبض عليّا" (يتمّ القبض عليّ)، وأكد نشطاء ومقربون منه الخبر بعد ذلك.

وسجن عباس في القضية رقم 441 لسنة 2018، ووجهت له اتهامات بـ "الانضمام لجماعة أُسِّست على خلاف أحكام القانون والدستور، والإخلال بالأمن والسلم الاجتماعي، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبثّ مقاطع فيديو على فيسبوك كوسيلة من وسائل التحريض على قلب نظام الحكم المصري، وزعزعة الأمن الداخلي للبلاد".

وتم تجديد حبسه على ذمة التحقيقات بشكل مستمر طوال الأشهر الستة الماضية رغم نفيه المستمر جميع التهم التي وجهت إليه.

وحوكم مع عباس في نفس القضية أربعة صحافيين هم مصطفى الأعصر، وحسن البنا مبارك، ومعتز ودنان، والمصوّر عبد الرحمن عادل، بالإضافة إلى طالب الدكتوراه في جامعة واشنطن وليد الشوبكي، الذي أفرج عنه في 10 ديسمبر/ كانون الأول، وآخرين.

وائل عباس حاصل على عدّة جوائز دولية، منها جائزة "هيلمان هاميت" لعام 2008 من هيومن رايتس ووتش، و"جائزة نايت للصحافة الدولية" عام 2007، واختارته بي بي سي كأكثر شخصية تأثيراً في العالم العربي عام 2006، كما اختارته "سي إن إن" "شخصيّة العام في الشرق الأوسط" في عام 2007، بعد أن أطلق في العام 2004 مدوّنة تحمل اسم "الوعي المصري” تناول فيها مواضيع تعذيب الشرطة والفساد ونشر مقاطع فيديو وصوراً للاحتجاجات.

وتشهد مصر أعنف حملة أمنية ضد النشطاء والمعارضين السياسيين، منذ أن تم انتخاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لأول مرة في 2014، بحسب وكالة رويترز.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard