شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"أشبه بالعيش في غابة"... فيلم يفضح تفشي الانتهاكات الجنسية في الجيش الإسرائيلي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 7 ديسمبر 201807:13 م
"التواجد في الجيش الإسرائيلي أشبه بالعيش في غابة، جميعنا (المجنّدات) تعرضنا للتحرش الجنسي، بشكل يومي تقريباً، ربما يرى البعض أنني مخطئة وربما تكون الأمور تغيّرت منذ انتهاء خدمتي للآن، لكن هذا ما عشته". هكذا لخّصت مدربة الرقص الإسرائيلية روث شيمش ما مرّت به أثناء أدائها الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، كاشفةً عن جانب مما تعيشه النساء  هناك. شميش، 36 عاماً، درست الرقص في المدرسة الثانوية، وعقب أداء خدمتها في الاستخبارات العسكرية، درست في أكاديمية القدس للموسيقى والرقص لمدة عام، ثم انتقلت إلى هولندا ومنها إلى ألمانيا، و"رغم ذلك لم تتخطّ ما عاشته من انتهاكات جنسية خلال خدمتها العسكرية"، حسب ما نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. من قصة قصيرة إلى رقصة ثم فيلم بعنوان "Leviah"، ويعني اللبؤة العبرية، أخبرت شيمش قصتها في خمسة أجزاء - أو حسب وصفها "خمس حلقات كابوسية" - عُرضت قبل أيام لأول مرة خلال أسبوع الرقص الدولي في القدس. وأظهر الفيلم شعور المجندات الإسرائيليات بـ"انعدام القيمة، البؤس، التعطش للاحترام، الاضطرار لغض الطرف وابتلاع الكبرياء"، حسب ما نقلت "هآرتس". 

"مواقف مرعبة لا يمكن تفسيرها"

هكذا وصفت شيمش ما عاشته. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، يركز الجزء الأول من الفيلم على الزيّ الرسمي للجيش وتأثيره على المجنّدة والتغيرات الجسدية الفورية له عليها. وتصفه المجندة السابقة قائلة "لقد أصبح زيي الرسمي الزيتي الضيق للغاية رمزاً، رمزاً للأحلام الضائعة والارتباك الجنسي".
ويكشف الفيلم أيضاً عن الصعوبات العاطفية وحالات اليأس التي تختبرها المجندات في المراكز الصغرى خاصة، إذ تعاني كثيرات منهن فقدان السيطرة، اضطرابات الأكل وفقدان الشهية، الاكتئاب والاضطرابات النفسية، وانخفاض الأداء جراء تحمل التحرش الجنسي.
وعن فترة الخدمة العسكرية، تقول شيمش: "تطلّب الأمر مني الكثير من الوقت لأدرك أن أدائي للخدمة العسكرية شوّه معتقداتي عن العلاقة بين الجنسين، كنت في الثامنة عشر ونضجت وأنا أرى قائدي ينظر لمؤخرتي ويأمرني بتحضير القهوة له، ألفت كل ذلك رغم أنه ليس طبيعياً".

تزايد معدلات التحرش في الجيش الإسرائيلي

أكد تقرير صادر عن الجيش الإسرائيلي، قبل سنوات قليلة، أن واحدة من كل ثمانية مجندات في الجيش الإسرائيلي قدمت بلاغاً عن تعرضها لتحرش أو اعتداء جنسي، وذكر التقرير أنه بالرغم من ارتفاع حالات التحرش المبلغ عنها إلا أن هناك مؤشرات على أن 61 في المئة من المجندات والمجندين يؤثرون الصمت.
"التواجد في الجيش الإسرائيلي أشبه بالعيش في الغابة، جميعنا (المجندات) تعرضنا للتحرش الجنسي، بشكل يومي تقريباً..."، فيلم يروي قصة مجندة إسرائيلية سابقة مع التحرّش الجنسي
"كنت في الثامنة عشر ونضجت وأنا أرى قائدي ينظر لمؤخرتي ويأمرني بتحضير القهوة له، ألفت كل ذلك رغم أنه ليس طبيعياً"... عن التحرّش الجنسي في الجيش الإسرائيلي
وأوضح التقرير أن عدد الجنود، من الإناث والذكور، الذين أبلغوا عن تعرضهم لتحرش جنسي ارتفع من 511 شكوى عام 2012 إلى 561 شكوى على الأقل عام 2013. كما لفت إلى أن 49 في المئة من الحوادث المُبلّغ عنها كانت جسدية، فيما اقتصرت باقي الحالات على التحرش اللفظي، وانتهت 4 في المئة من الحالات بالاغتصاب.     تقرير أحدث أكد تزايد حالات التحرش في سبتمبر عام 2017 خاصة في صفوف المجندات. وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن التقرير بيّن أن واحدة من بين كل 6 مجندات، على الأقل، أبلغت عن تعرضها لتحرش جنسي، وأعربت غالبية المبلّغات عن تعرضهن لأكثر من تجربة تحرش على مدار خدمتهن العسكرية. والتحرش منتشر إلى درجة كبيرة في إسرائيل خاصة بين القادة العسكريين والسياسيين ذوي النفوذ، فالرئيس الإسرائيلي الأسبق، موشيه كاتساف، اضطر للاستقالة من منصبه عقب اتهامات بالتحرش والاغتصاب، أُدين بها لاحقاً وحُكم عليه بالسجن 7 سنوات، قبل أن يخرج بعفو عقب انقضاء 5 سنوات من مدة عقوبته. وفي أغسطس الماضي، أبعدت السلطات الإسرائيلية قائداً عسكرياً يشغل منصب نائب رئيس سجن "ريمون" الإسرائيلي، لحين انتهاء التحقيقات معه، لتحرشه جنسياً بالموظفات اللواتي يعملن تحت إمرته. كما اتهمت 12 امرأة دافيد كيبز، المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوسائل الإعلام الأجنبية، في سبتمبر 2018، بارتكاب سلوك غير لائق تجاههن وشرحت واحدة منهن حالة اعتداء جنسي كاملة.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard