شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
كيف فضح نفط العراق مطامع ترامب في الشرق الأوسط ؟

كيف فضح نفط العراق مطامع ترامب في الشرق الأوسط ؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 26 نوفمبر 201806:17 م

فضحت مصادر أمريكية مطلعة "أطماع" الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في العراق تحديداً، والشرق الأوسط بشكل عام، بعد الإعلان عن طلبه "تعويضاً نفطياً" من العراق مقابل مساعي بلاده لتخليصه من نظام صدام حسين.

المصادر التي اعتبرت مطلب ترامب "مثيراً للجدل ويتعارض مع المعايير والمنطق الدولي"، أكدت أنه كرر طلبه مرتين لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، في الأولى انفرد به في غرفة العمليات مع فريق الأمن القومي، عقب نهاية اجتماع بينهما، والثانية في مكالمة هاتفية.

وصرح أحد الأشخاص الذين كانوا في الغرفة –أثناء الواقعة الأولى- لموقع أكسيوس الأمريكي، بأن ترامب فاجأ الجميع وتوجه إلى العبادي مستفسراً: "ماذا عن النفط؟"، ليرد الأخير: "ماذا تعني؟"، ورد ترامب –بحسب المصدر ذاته-: "لقد فعلنا الكثير من أجلكم، وأنفقنا تريليونات الدولارات في بلادكم، والجميع يتحدث عن النفط"، ويبدو أن العبادي فطن لقصد الرئيس الأميركي، فأسرع إلى: "حسناً سيدي الرئيس، وكما تعرف، فنحن نعمل عن كثب مع العديد من الشركات الأمريكية، ولشركات الطاقة الأمريكية مصالح في بلادنا"، فهز ترامب رأسه كمن فهم الرسالة.

وأكد مصدران كانا أيضاً في الغرفة للموقع أنهما لم يصدقا ما فعله الرئيس وقتذاك وكيف جرؤ على "التلفظ بالأمر"، لافتين إلى أن ذلك كان في بداية ولايته ولم يكونا قد عرفاه جيداً بعد.

مصادر أمريكية لموقع أكسيوس الأمريكي تفضح "أطماع" ترامب في العراق تحديداً والشرق الأوسط بشكل عام بعد الإعلان عن طلبه "تعويضاً نفطياً" من العراق مقابل مساعي بلاده لتخليصه من نظام صدام حسين
شخصيات بارزة في الحزبين الجمهوري والديموقراطي اعتبرت أن فكرة ترامب –بطلب تعويض مادي من العراق أو غيرها- "شاذة وغير قابلة للتطبيق وتنتهك القانون الدولي

لم تكن هذه المرة الأولى التي يكشف فيها ترامب عن أطماعه بالنفط العراقي، فأثناء حملته الانتخابية، بيّن تذمره من أن بلاده أنفقت تريليونات في العراق وخسرت آلاف الأرواح دون أن تحصل على "شيء" في المقابل، بينما العادة في الحروب هي أن يحصد المنتصر "الغنائم" ، وقال مراراً إن الولايات المتحدة كان ينبغي أن "تستولي" على حقول النفط العراقية كتعويض عن التكاليف الحادة لحربها هناك.

كيف تؤثر مطامع ترامب في سمعة أمريكا؟

مطامع ترامب التي عبّر عنها أكثر من مرة، تحمل هذه المرة دلالة أكثر خطورة، نظراً لحساسية منصبه كرئيس للولايات المتحدة، ولعل هذا ما دفع مستشاره السابق للأمن القومي، هيربرت مكماستر، لـ"توبيخه" عندما سمعه يكرر طلبه من العبادي في مكالمة هاتفية في صيف 2017، قائلاً له: "إن هذا أمر شائن ويسيء لسمعة البلاد” حسب ما ورد في الموقع الأمريكي.

واعتبرت شخصيات بارزة في الحزبين الجمهوري والديموقراطي، أن فكرة ترامب –بطلب تعويض مادي من العراق أو غيرها- "شاذة وغير قابلة للتطبيق وتنتهك القانون الدولي، عدا كونها فرصة من ذهب لأعداء أمريكا لتشويهها"، وأضاف: "سوف تزعج الحلفاء وتخيف الجميع، وتجعلنا نبدو لصوصاً".

ويلفت أكسيوس إلى أهمية هذه الحادثة، معتبراً أنها لا تفضح رغبة ترامب "غير القانونية وغير القابلة للتطبيق" في الإغارة على نفط العراق فقط، بل لأنها أيضاً تكشف حقيقة مطامعه في الشرق الأوسط.

ويضيف: "لا يزال ترامب يسعى خلف تحصيل المدفوعات من دول الشرق الأوسط، في شكل موارد طبيعية، لتريليونات الدولارات التي أنفقتها أمريكا في حروبها هناك منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي، مشيراً إلى ما كشف عنه الصحافي الاستقصائي الشهير بوب وودواردBob Woodward وآخرون عن "خطوات رسمية" اتخذها ترامب لدفع فريقه لاستخراج معادن نادرة من أفغانستان لتسديد تكلفة الحرب.

ورغم أن المخاوف الأمنية أحبطت مساعيه تلك، فقد كانت القيادة الأفغانية –على ما يبدو- أكثر تقبلاً للأمر من القادة العراقيين.

وأفاد الموقع بأن فشل ترامب في الحصول على المعادن النفيسة في أفغانستان هو ما دفعه لتكرار طلبه بشأن النفط مع العبادي للمرة الثانية حينذاك.

وتزيد هذه التصريحات وضع الرئيس الأمريكي سوءاً خاصة بعد تعهد آدم شيف، الرئيس القادم للجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي التي ستبدأ مهماتها في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، قبل ساعات، فتح تحقيقات حول كل "معاملة مالية" قد تؤثر في موقف الرئيس ترامب حتى الآن لإدانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتحميله مسؤولية قتل الصحفي جمال خاشقجي كما جاء في تقرير  وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard