شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
من

من "إرهابي" سابق إلى حاكم ولاية في الصومال... روبو "الإرهابي التائب"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 12 نوفمبر 201801:39 م
هل يمكن أن يتسامح المجتمع الدولي مع متشدد سابق كان منتمياً طوال سنوات لحركة "إرهابية"؟ سؤال قد يبدو سهلاً، لكن الإجابة عنه أمر معقد ويستحق الكثير من التفكير. وأخيراً وُضعت الصومال في اختبار عملي يبيّن مدى تسامحها مع العائدين من التيارات المتشددة، بعد أن أصبح الشيخ أبو منصور مختار روبو أول مرشح رسمي للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في بيدوا، جنوب غربي الصومال، في 17 الشهر الجاري. وكان روبو قيادياً سابقاً في حركة الشباب المتشددة التي تنشط في الصومال، وهي حركة إسلام سياسي تتبع فكرياً تنظيم القاعدة، وتصنفها عدة دول حركةً إرهابية، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية. ونفذت الحركة بضع عمليات انتحارية راح ضحيتها العشرات من المدنيين، واستهدفت مقارّ دبلوماسية لدول أجنبية. وفي العام 2012، رصدت الإدارة الأمريكية خمسة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى اعتقال روبو أو قتله، لكن في يوليو 2017، أصدرت الخارجية الأميركية قراراً بإلغاء المكافأة، بعد انتشار معلومات تؤكد دخوله في مفاوضات سرية مع الحكومة الصومالية. وبحسب ما نشره موقع صومالي محلي، فقد سلّمت اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية روبو شهادة الترشح كأول مرشح أعلن استعداده خوض السباق الرئاسي في ولاية جنوب غربي الصومال. وسلّم روبو أوراق ترشحه في 5 نوفمبر بعد يوم واحد من بدء لجنة الانتخابات باستلام طلبات المرشحين. ونقلت وسائل إعلام محلية عن روبو عقب استلامه الشهادة تصريحه عن أمله بأن تشهد ولاية جنوب غرب الصومال انتخابات حرة ونزيهة. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت صورة تجمع روبو بسفير بريطانيا في الصومال ديفيد كونكار، وبدت في الصورة ملامح السفير البريطاني غريبة وكأنه متخوف من الحديث مع "الإرهابي" التائب. وسخر الكثير من المستخدمين على تويتر من ملامح كونكار في الصورة. وغردت ناشطة صومالية: "ملامح السفير قد تشرح باقي الصورة".
وفي أغسطس 2017 أعلن الجيش الصومالي رسمياً انشقاق روبو، وانضمامه إلى صف الحكومة.
انتشرت صورة تجمع روبو بسفير بريطانيا في الصومال ديفيد كونكار، وبدت في الصورة ملامح السفير البريطاني غريبة وكأنه متخوف من الحديث مع "الإرهابي" التائب. من هو روبو؟ وكيف تاب؟

من هو الشيخ أبو منصور مختار روبو؟

كان مختار روبو أحد القادة البارزين ومؤسسي حركة الشباب المجاهدين، ولد في العام 1969، في مدينة فقيرة وصغيرة بإقليم باكول جنوبي الصومال. درس القرآن الكريم وعلوم الدين في مدرسة قرآنية، ثم انتقل إلى مقديشو حيث أكمل دراسة العلوم الشرعية. وفي بداية التسعينيات انتقل إلى العاصمة السودانية الخرطوم لدراسة الشريعة الإسلامية. وبعد عودته إلى مقديشو عمل مدرساً بإحدى دور الأيتام، قبل عمله في مؤسسة الحرمين السعودية التي أدرجتها الولايات المتحدة في عداد مصادر تمويل "الإرهاب". حكاية روبو مع التطرف بدأت في منتصف التسعينيات حين توجه إلى أفغانستان، حيث انضم إلى معسكرات تدريب تنظيم القاعدة، وعاد إلى بلاده مجدداً عام 2000 وعمل نائباً لرئيس اتحاد المحاكم الإسلامية. وفي العام 2009 ظهر روبو في حلقة من برنامج "لقاء اليوم" الذي تبثه فضائية الجزيرة القطرية، قائلاً "لا نريد أن نعتدي على أحد، نريد أن نصلح أرضنا، والدين الإسلامي ليس بالإكراه". والتقى روبو بزعيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان قبيل هجمات 11 سبتمبر، وغادر أفغانستان بعد الهجوم الأميركي على نظام طالبان. وكان روبو نائباً لأمير حركة الشباب الشيخ أحمد عبدي غودني الذي اغتيل في العام 2014 في غارة أمريكية على مقر قيادته في الصومال، بعدها أصبح متحدثاً باسم الحركة. وفي يناير الماضي اعتبرت حركة الشباب أن روبو "مرتد يجوز قتله". وقال متحدث باسم الحركة في فيديو، "لو كان مختار روبو يظن أن بإمكانه تدمير الشريعة والمجاهدين فهو واهم، سيحمي الله الإسلام ولن يتوقف الجهاد بسببك أنت وأمثالك ممن انضموا إلى صفوف الأعداء". وأضاف "ما من شك أن مختار روبو خرج عن الدين وانضم للكفرة، والأعداء ما زالوا هم الأعداء"، وتابع "كل من ينضم لصف غير المسلمين مرتد يجوز قتله". تسامحت الصومال مع روبو وسمحت له بالترشح رسمياً للانتخابات، فماذا عن مواطنيها؟ هل يختارون الرجل “التائب" عن التشدد أم سيكون لهم رأي آخر؟

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard