شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
اعتقال ناشطةٍ بهائية يجدد الحديث عن اضطهاد حقوق الأقليات وانتهاك حرية الاعتقاد في إيران

اعتقال ناشطةٍ بهائية يجدد الحديث عن اضطهاد حقوق الأقليات وانتهاك حرية الاعتقاد في إيران

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 7 أكتوبر 201804:18 م
قالت تقاريرُ إخباريةٌ إيرانية ونشطاءُ إيرانيون إن وكلاءَ الاستخبارات في مدينة شيراز، جنوبَ إيران، اعتقلوا ناشطةً بهائيةً من بيتها ليلةَ السبت. وأوضحت التقارير أن الناشطةَ نيلوفر حكيمي نُقِلَت إلى مكانٍ مجهول، بعد مداهمةِ منزلها وتفتيشِ الهواتف النقالة وأجهزةِ الكمبيوتر الخاصة بأسرتها، والبحث عن الكتب المُتعلّقة بالبهائيين. جدد اعتقالُ نيلوفر الحديثَ عن أوضاع البهائيين في إيران في وقتٍ لا يعترفُ الدستور بالبهائية كدينٍ ولا يدعم حصولَ المنتميين لها على حقوقهم الأساسية، كالحقِّ في التعليم والعمل، وإقامة مهرجاناتِهم واحتفالاتِهم الدينية بحرّية.

مركز اعتقال رقم 100.. سجنٌ تاريخي للبهائيين والناشطين السياسيين

يومَ 23 أبريل الماضي، نفى وزيرُ الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال كلمتِه أمامَ المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية، وجودَ انتهاكاتٍ ضد البهائيين، قائلاً:"لا يوجدُ أيُّ فردٍ بهائيّ في السجن بسبب أنه بهائي". تقاريرُ مواقعٍ إيرانيةٍ مهتمةٍ بأوضاع حقوق الإنسان في البلاد ذكرت أن نيلوفر حكيمي ناشطةٌ ضمنَ حملةٍ للدفاع عن المعتقلين البهائيين.
وتشنُّ طهران حملةَ اعتقالاتٍ متصاعدةً ضد البهائيين الآونةَ الأخيرة، فقبل اعتقال الناشطة بأيامٍ جرى القبض على 6 آخرين. بينما لا يُعرَف مكان نيلوفر، رجَّحت تقارير نقلها "كباقي البهائيين" إلى مركز اعتقالٍ تابعٍ للاستخبارات الإيرانية، يحمل الرقم 100. ويعتبر مركزُ الاعتقال "رقم 100" أحدَ سجون وزارة الاستخبارات في شيراز، وله تاريخٌ طويلٌ في التعامل مع الناشطين السياسيين والطلاب. شهاداتُ معتقلين سابقين في هذا السجن تشيرُ إلى أنه يضمُّ زنازين انفراديةً مضيئةً طوالَ الوقت على نحوٍ يمنع المعتقلين من النوم، إضافةً إلى مُحققين ضئيلي المعرفة يحققون مع محتجزين معصوبي الأعين، فيما يمكن سماع أنينَ البقية تحت التعذيب.

شيراز.. نقطة انطلاق البهائية

في التاريخ الإيراني المعاصر، واجهَ البهائيون خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي، قمعاً اشتدَّ السنواتِ الأولى للثورة الإسلامية 1979، حين أُعدم عددٌ من قادتهم وصودرَت ممتلكاتهم. امتدت الممارساتُ التعسفيةُ في حقهم إلى حدّ حرمانهم من خدمات المرافق والتعليم والعمل، فلا يسمحُ لهم بالعمل في المؤسسات الحكومية أو الالتحاق بالجامعات أو الانخراط في الأنشطة الاقتصادية. ينايرَ الماضي، كتب الصحافي إيلي ليك في وكالة "بلومبرج"، عن الأرشيف الإلكتروني الذي دشنه المجتمعُ البهائي الدولي في ذات الشهر، وتضمَّنَ وثائقَ رسميةً قديمة تبيّن الحملةَ المُستمرة ضد أتباع البهائية. إحدى الوثائق يعود تاريخها إلى فبراير 1991، وهي منسوبةٌ إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الحالي، علي خامنئي. قال الصحافي إنها توجيهٌ سريٌّ من خامنئي قال خلالها "يجب أن تكون تعاملاتُ الحكومةِ معهم بطريقة تمنع تقدمَهم". تتمركز الغالبيةُ العظمى من البهائيين، المُقدرِ عددُهم بنحو 6 ملايين، في إيران، إضافة إلى الولايات المتحدة التي تعد أبرزَ أماكنِ انتشارهم. وارتبط ظهور البهائية بالسلطنة القاجارية الفارسية عام 1844، تزامناً مع ظهور الدعوة البابية المؤسَّسةِ على يد محمد رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب "لمن يظهره الله" وأنه المهدي المنتظر. في حين أسس البهائيةَ ميرزا حسين المعروفُ باسم "بهاء الله" وقتَ دعوته في حديقة النجيبية بنواحي بغداد في أبريل 1863. نُفيَ الرجل مراتٍ عدة بعد مواجهته القمعَ في إيران آنذاك. ويعتبر إصدارهُ "الكتاب الأقدس" من أبرز المؤلفاتِ لدى أتباع الديانة. يؤمن البهائيون بالوحدة الروحية للجنس البشري، ويرون الأديانَ "الإبراهيمية" السماوية والأرضية مُكملةً لبعضها وتشكلُ معاً امتداداً للتجلي الإلهي، كونَها ظهرت من نفس المنبع الروحي.
الحديث عن أوضاع البهائيين في إيران، بعد اعتقال الناشطةِ نيلوفر حكيمي ونقلها إلى مكانٍ مجهول، والخارجية الإيرانية:لا يوجدُ أيُّ فردٍ بهائي في السجن بسبب أنه بهائي.
مركز الاعتقال "رقم 100" أحدُ سجون وزارة الاستخبارات الإيرانية في شيراز، يضم زنازين انفراديةً مضيئةً طوالَ الوقت على نحوٍ يمنع المعتقلين من النوم، بحسب معتقلين سابقين فيه
ورَغمَ أن للبهائية جذوراً في الديانة الإسلامية، إلا أن أتباعَها يعتبرون أن دينَهم مُستقلٌ، بينما يوصَفون في إيران بأنهم "فرقةٌ مارقة". ويحجُّ البهائيون إلى مدينتي عكا وحيفا في الأراضي المحتلة، حيث تضمُّ الأولى ضريحَ "بهاء الله"، وفي الثانية ضريحُ محمد رضا الشيرازي (الباب).

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard