شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"هايكرز" بقيادة نسائية… "رواسي" يُعايد الوطن بطريقته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 23 سبتمبر 201812:31 م
لا يمر اليوم الوطني السعودي، المُصادِف 23 سبتمبر، بطريقةٍ "عادية" كل سنة، بل تتنوع أشكالُ الاحتفال به في مختلف أنحاء المملكة. بينما نَفذَت جميع تذاكر الحفلات الغنائية التي تشهدها السعودية بمناسبة عيدها الوطني الـ88، وبينما تحتضنُ جدة والرياض وغيرهما من المدن عدداً من المهرجانات والفعاليات السياحية والتراثية، قرر فريق "رواسي" مُعايدةَ الوطن والاحتفال به "على طريقته". يومَ الخميس الماضي، اتجه الفريق الذي ترأسه السيدة شيرين أبو الحسن، من الرياض إلى أبها استعداداً لتسلّق أعلى قمة في السعودية، هي قمة "السودة" في مدينة أبها، لرفع علم بلاده في اليوم الوطني.
28 شخصاً، أكبرهم سناً السيدة عائشة إسماعيل (65 عاماً)، وأصغرهم هزاع العمري (11 سنة) نجحوا أمس في الوصول إلى القمة، علماً أن "رواسي" ليس فريقاً نسائياً لكنه ذو قيادة وإدارة نسائية. تقول رئيسته أبو الحسن لرصيف22 إنها ترحب بأي رجل تربطه علاقة بإحدى سيدات الفريق، سواء كان أباً، أخاً، زوجاً أو ابناً. لطالما ارتبطت رياضة التسلق أو "الهايكنج" بالرجال، في السعودية على الأقل، توضح أبو الحسن ذلك بقولها إن المرأة لم تكن تخرج من المنزل سابقاً، عكس اليوم، مؤكدةً أن "كل من لديها هوايةٌ باتت تمارسها". ترى أبو الحسن أن "الهايكنج" لا يحتاجُ إلى "فردِ عضلات" بل صبرٍ وقوةٍ، لذلك تعتقد أن نسبة نجاح المرأة في التسلق تفوق نسبة نجاح الرجل، ببساطة لأنها أكثرُ صبراً. لم يسلم فريقها من النقد، "ليش سيدة طالعة الجبل؟ بتذبح نفسها؟"، و"خارجين من بيوتهم عشان يتنططوا". علّقت قائلة "ما منتنطط… منلعب رياضة"، في ذات الوقت أكدت عدم التفاتها إلى مثل هذه التعليقات وأنها ترى تطوراً ملحوظاً في المعتقدات والمجتمع "أكون جاحدة لو قلت ما في تغيير". لا تستغني أبو الحسن في رحلاتها عادةً عن علم الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر لرفعه عند وصولها إلى مختلف الجبال والقمم، قائلة إن مرض الزهايمر يعني لها كثيراً، لأن والدتها الراحلة كانت إحدى ضحاياه، ولتوعية الناس من المرض الذي يجهله الكثيرون "مرضى الزهايمر يعانون ومن يجهل المرض لا يمكن أن يرعى مريضه" لافتة إلى أن رفع العلم ربما يثير اهتمام حتى لو بعض الأشخاص "ياما مرضى ضاعوا وتوفوا دون أن يعلم بهم من حولهم".   Image-26 أضافت أنها تشجع الأعمال الإنسانية التي تمس الآخرين "طلعاتنا تهذب النفس والروح والجسد.. فكُلها مكملة لبعض". فريق مختص ضمن هيئة السياحة يعتني بهم في رحلاتهم (مرتين في الشهر)، منذ تأسيس الفريق في نوفمبر 2017. وهي ترى أن تطوراً ملحوظاً لحق الفريق، الذي يضم 170 عضواً، ما يجمع بينهم حب الرياضة واللياقة البدنية. تقول أبو الحسن إن الفريق بدأ يميل للاحترافية "ليست احترافية التسلق بل احترافية المظهر أي بدؤوا يظهرون بمظهر الهايكر أو المتسلق"، مشددةً على أهمية عكس الصورة الحقيقية للهايكر "إنها ليست رحلة سياحية". Image-31 "فكرت الرياض صحراء، لكنها ليست كذلك" هكذا وصفت أبو الحسن التسلق في السعودية مقارنة بتسلقها قمماً مثل كليمنجارو وإلبروس "الجمال متنوع والهايكر محب للطبيعة، ينظر إليها بحب، فيرى كل شيء حلو!".
"سعيدةٌ لأن الغالبية نساءٌ، نتسلق جبال الوطن، من أجل اليوم الوطني السعودي".. شيرين أبو الحسن تتحدث لرصيف22 عن تجربة فريق "رواسي" السعودي الذي تقوده حباً بالـ"هايكنج"
"ليش سيدة طالعة الجبل؟ بتذبح نفسها؟" و"خارجين من بيوتهم عشان يتنططوا" انتقاداتٌ واجهها فريق "رواسي" السعودي الذي عايد الوطن "بطريقته" هذا العام
وعن "الانهيارات" التي ربما يواجهها أعضاء الفريق خلال التسلق تقول إن "الدافع" الذي يشجعهم للاستمرار في الصعود هو أنفسهم لأنهم ببساطة أتوا كي يصلوا إلى القمة، أما أبو الحسن، فتؤكد أنها تتسلق بشكل شخصي كل جمعة كي ترمي "نفايات" الأسبوع كلها بما فيها ضغوط الحياة اليومية، لتستقبل بعدها الأسبوع القادم بحفاوة. وبمناسبة اليوم الوطني الـ88، تقول "سعيدة لأن الغالبية نسائية، نتسلق في جبال الوطن، من أجل اليوم الوطني السعودي. الحلم الذي نعيشه يعود للملك سلمان بن عبد العزيز  وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والهيئة العامة للرياضة بقيادة تركي آل الشيخ".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard