شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
الوفد الحوثي لم يصل إلى جنيف... هل السبب أنه لا يمتلك قراره

الوفد الحوثي لم يصل إلى جنيف... هل السبب أنه لا يمتلك قراره"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 7 سبتمبر 201804:32 م
لليوم الثاني على التوالي، لم يصل الوفد الحوثي المفاوض إلى مدينة جنيف السويسرية، للمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة اليمنية كان من المفترض أن تنعقد في السادس من سبتمبر. وكان الوفد الحوثي قد اشترط على الأمم المتحدة التي ترعى المحادثات نقل عدد من الجرحى الحوثيين الذين أصيبوا في المعارك الدائرة على الأراضي اليمنية إلى سلطنة عُمان للعلاج، وضمان عودتهم إلى البلاد سالمين بعد تماثلهم للشفاء. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن العضو في الوفد الحوثي حميد عاصم قوله إن جماعته ترغب في نقل الجرحى على متن طائرة عُمانية إلى مسقط للعلاج، ثم يعودون مرة أخرى إلى العاصمة اليمنية صنعاء. لكن الأمم المتحدة ترفض فرض شروط للمشاركة في المحادثات. وهدد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بأن حكومة بلاده، وهي طرف رئيسي في محادثات السلام، قد تغادر جنيف كرد فعل على عدم حضور الحوثيين. وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصدرين في وفد الحكومة اليمنية لم تحددهما قولهما إنهما منحا المبعوث الدولي وقتاً إضافياً حتى ظهر اليوم الجمعة لإقناع الحوثيين بالقدوم إلى جنيف. لكن اليماني قال لوكالة الأنباء الفرنسية: "نحن لا نعطي إنذاراً نهائياً لأي كان، لكنني أقول لكم إن وفد الحكومة سيتخذ قراراً خلال ساعات قليلة، إما للبقاء في جنيف أو المغادرة". وأضاف أن "معظم الجرحى الذين يريد المتمردون (في إشارة إلى الحوثيين) نقلهم مقاتلون". ويعني عدم مشاركة الحوثيين في المحادثات إضاعة فرصة قد تؤدي إلى وقف المعارك التي خلفت حتى الآن أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين وتسببت بأزمة إنسانية خانقة. وكان الموعد الأصلي لبدء المحادثات في السادس من سبتمبر، لكن وفد الحوثيين لم يتمكن من مغادرة صنعاء، ما دفع موفد الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى تأجيل المحادثات ليوم السابع من سبتمبر. INSIDE_YemenGeneva وتعمل الأمم المتحدة مع الحكومة اليمنية والحوثيين على التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويؤدي إلى خروج القوات الأجنبية من اليمن وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان غريفيث قد قال في بيان إنه بحث مع وزير الخارجية اليمني إجراءات لبناء الثقة. وقال مصدر في الوفد اليمني إن أعضاءه التقوا بعد ذلك مع سفراء عرب حثوهم على التحلي بالصبر خلال المحادثات.
وفد التفاوض الحوثي لم يغادر صنعاء إلى جنيف... "مناورة وسياسة ومنهجية متبعة، وسياسة مأخوذة من النظام الإيراني المعروف بالمماطلة وعدم الجدية"؟
يعني عدم مشاركة الحوثيين في المحادثات إضاعة فرصة قد تؤدي إلى وقف المعارك التي خلفت حتى الآن أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين وتسببت بأزمة إنسانية خانقة
وقال اليماني للصحافيين في السادس من سبتمبر: "كان ينبغي أن يكون هذا اليوم هو اليوم الأول للمحادثات. نحن موجودون هنا والحوثيون لم يقبلوا بالحضور... نعتقد أنهم يرتكبون خطأ جسيماً بعدم الانخراط جدياً في محادثات السلام".

هل يرفض التحالف سفر الحوثيين؟

بحسب الحكومة اليمنية، صدرت التصاريح الخاصة برحلة الوفد الحوثي قبل ثلاثة أيام من موعد المحادثات. هذا ما قاله نائب وزير الشباب اليمني حمزة الكمالي. لكن الحوثيين أصدروا بياناً مساء السادس من سبتمبر قالوا فيه إن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن "ما زال يرفض السماح لطائرة عمانية" بالهبوط في صنعاء ونقل الوفد إلى جنيف. وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين في الخامس من سبتمبر أن التحالف منع الوفد التابع للجماعة من السفر وأن الأمم المتحدة لم تلتزم بتعهداتها بنقل مصابين على متن الطائرة. وفي ما يمكن اعتباره رداً على الاتهمات الحوثية للتحالف، قال المتحدث الرسمي باسم التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، لفضائية "سكاي نيوز عربية" الإماراتية، في السادس من سبتمبر إن "ميليشيات الحوثي ليس لديها أي قرار سواء كان في الجوانب السياسية أو التحركات العسكرية"، واصفاً الجماعة المدعومة من إيران بأنها "مجرد أداة". كما اعتبر المالكي أن عدم حضور وفد الحوثيين إلى جنيف هو "مناورة وسياسة ومنهجية متبعة من ميليشيات الحوثي، وهي سياسة مأخوذة من النظام الإيراني (المعروف) بالمماطلة وعدم الجدية". وقال إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تلقت طلباً بشأن إعطاء تصريح لمغادرة الوفد الحوثي، وتم إعطاء التصريح". وأضاف: "نحن نقدم كافة التسهيلات للجانب السياسي، وملتزمون بدعم وحماية الشعب اليمني". وبدأ تحالف تقوده السعودية التدخل في الحرب اليمنية ضد الحوثيين عام 2015 بهدف إعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً إلى السلطة. وتوقفت منذ فترة طويلة مساعي التوصل إلى سلام بين أطراف الصراع. وأدت الحرب اليمنية إلى تدهور الوضع الإنساني بشدة، ما وضع 8.4 مليون شخص على شفا المجاعة ودمر الاقتصاد المتهالك أصلاً. ويبدو أن الأمم المتحدة تحاول الاستفادة بأي شكل من وجود الوفد الحكومي في جنيف حتى إذا لم يحضر الحوثيون. فبحسب المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي، يبحث غريفيث مع وزير الخارجية اليمني خالد اليماني منذ السادس من سبتمبر قضايا من بينها السجناء ووصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن وإعادة فتح مطار صنعاء إضافة إلى قضايا اقتصادية. لكنها أضافت أن غريفيث لا يزال ينتظر وصول ممثلي حركة الحوثي إلى جنيف.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard