شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
صحيفة

صحيفة "اليوم السابع" تنقل حالاتِ التحرش.. بينما تشهد واحدةً داخل صالة التحرير

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 1 سبتمبر 201804:56 م
"نعم تعرضتُ لمضايقاتٍ متتاليةٍ من شخص داخل مكان العمل (صالة التحرير) لكني فضلتُ التحقيقاتِ بدلاً من الحديث لوسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي.. تعرضتُ للتحرّش باللفظ واللمس". هكذا أكدتِ الصحافية مي الشامي تعرضها للتحرش من قبل رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، الكاتب دندراوي الهواري، الذي إما قُضي على مستقبله الصحافي الآن، أو يُكمل مسيرتَه لاحقاً و"عفا الله عمّا سلف". "مش لابسة دبلتك ليه.. سمعت إنه كلها أيام"، مُمسكاً بذراعها.. لتقوم الشامي من كرسيها، وتغادرَ مقر الصحيفة، بحسب "العربي الجديد"، علماً أنها ليست المُضايقةَ الأولى. أوضحت عبرَ حسابها على "فيسبوك" أنها لم تودَّ مشاركة الحادثة علناً احتراماً للصحيفة التي تعمل بها، لكنها وبعد أن سُرّبت الأخبار عبر السوشيال ميديا، اضطرت إلى توضيح الأمر مؤكدةً ألَّا علاقة لها بما تَسرب. أضافت "أنا في انتظار التحقيقات الإدارية وقد أحتاجُ لتدخلٍ من النقابة".
/

فضيحة رئيس التحرير

بحسب أشخاصٍ مقربين من الشامي، طلب رئيس تحرير "اليوم السابع" خالد صلاح منها أن تهدأَ بعد لجوئها إليه، قائلاً "اللي بتعمليه ده جنان وهبل". "تخيل إذا حدث ذلك مع ابنتك أو زوجتك، فماذا سيكون موقفكَ؟" سألته الشامي، ليجيبها "اللي انت عايزاه هعملهولك.. هخلي دندراوي يعتذر لك قدام مجلس التحرير" محاولاً إقناعها بألا تصلَ الأمورُ إلى المحاكم والمساءلة القانونية. لكنها قد حسمت قرارها وقدمت بلاغاً في قسم شرطة الدقي، أُحِيلَ إلى النيابة العامة، بعد أن علِمت بمسح خالد صلاح تسجيلاتِ الكاميرات التي صوّرتِ الواقعةَ، علماً أنها قد استطاعت الحصول على تسجيل الكاميرا، بحسب موقع "العربي الجديد"، الذي أشار إلى أن الهواري أُوقِفَ عن العمل في الصحيفة إلى أجلٍ غير مسمى.
أثبتت "اليوم السابع" اهتمامها بالمرأة وتعاطفها معها بنقلها عدداً كبيراً من حالات التحرش التي تعيشها المرأة المصرية بشكلٍ شبه يومي.. ذلك ما لم نراه في حادثة مي الشامي، التي لم تنقلها "اليوم السابع" بعد.
حاول رئيس تحرير "اليوم السابع" خالد صلاح إقناعَ الصحافية مي الشامي بألا تصل الأمور إلى المحاكم والمساءلة القانونية، لكن الشامي قد حسمت قرارَها وقدمت بلاغاً في قسم شرطة الدقي بعد أن علمت بمسحِ تسجيلاتِ الكاميرات التي صوّرتِ الواقعة.

مواكبة التحرش

قامت صحيفة "اليوم السابع" بنقل أبرز حالات التحرش في مصر لحظةً بلحظة، إذ نقلت من منتصف أغسطس حتى اللحظة 19 موضوعاً حوله، بدءاً من قصة فتاة التجمع التي ضجّت بها مواقع التواصل، والتي بدأت بـ"ممكن نشرب كوفي في On The Run بدل ما انتِ واقفة في الشارع الناس كلها بتضايقك؟" يوم 14 أغسطس، وانتهت بتحول المتحرش إلى نجمٍ في الشارع المصري، وفقدانِ الفتاة منة جبران عملَها، كما قاطعها عددٌ من أفراد أسرتها إثر النقد الذي طالها، بعد أن قامت بتصويره متحرشاً بها لفظياً. غطَّتِ "اليوم السابع" أيضاً آخرَ حادثة تحرشٍ "دموية" شهدتها مصر، والتي قُتل على إثرها زوج المتحرَّش بها يوم 26 أغسطس الماضي. بدأت بكلماتٍ غزلية من المتحرش للزوجة على إحدى شواطئ الإسكندرية، لتتحول إلى شجارٍ بين المتحرِّش والزوج، ثم تنتهي بمقتل الأخير على الشاطئ قبل عيد الأضحى بيومين، ذلك بعد أن طعنه المتحرّشُ عدة طعناتٍ باستخدام سكينٍ كانت بحوزته. تابعت الصحيفة الحادثة حتى نقلت العقوبة التي يواجهها المتحرش، إذ أن قضيته تعتبرُ مشاجرةً أدت إلى مقتل أحد أطرافها، لذلك تتراوح عقوبته ما بين 3 إلى 7 سنوات في سجن. لم تكتفِ بنقل هذه الحالات فقط آخر أغسطس، بل غطت أيضاً قصص "دينا"، و"روان" و"سميرة" اللواتي واجهن التحرش، وتحولن من ضحايا لجناة. ما لفت انتباه أهل دينا (26 عاماً)، لم يكن التحرشَ، بل عودتها من عملها متأخراً، لذلك فضلت الصمت على رفع دعوى قضائية ضد المتحرش. أما روان (23 عاماً)، فبعد أن ردّت على المتحرش بها في الشارع، تجمهر المارةُ حولها، ما دفع المتحرش لرفع سكين لتفرقتهم.. حينذاك لم يكن لدى روان حلٌّ سوى الاعتذارِ منه كي تعود إلى منزلها. "بنطلونك الجينز هو السبب". هذا ما قاله رجلٌ أربعيني لسميرة (أم لثلاثة أبناء) بعد أن تحرش بها أحد المارة في الشارع، لتكتشفَ حينها أن اللومَّ سيقع على المرأة دائماً. أثبتت الصحيفة اهتمامها بالمرأة وتعاطفها معها بنقلها عدداً كبيراً من حالات التحرش التي تعيشها المرأة المصرية بشكلٍ شبهِ يومي. ذلك ما لم نراه في حادثة مي الشامي، التي لم تنقلها "اليوم السابع" بعد. مساندةً لمي الشامي، مسحَ رئيس تحرير الصحيفة تسجيلاتِ الكاميرا..
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard