شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"أين ولدك؟ "حملة ضدّ تضخّم ثروة أبناء المسؤولين في إيران: يملكون 148 مليار دولار في الخارج

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 20 أغسطس 201802:21 م
بينما يستعد الإيرانيون للآثار السلبية المُحتملة للعقوبات الأمريكية الأخيرة على بلادهم، أُطلقت حملة جديدة على الشبكات الاجتماعية تطالب المسؤولين بالكشف عن ثرواتهم، وعن كيفية حصول 5 آلاف من أبنائهم على أموال غير مُستحقة تقدر بنحو 148 مليار دولار. هاشتاج #فرزندت_کجاست #where_is_your_kid؟ أو أين ابنك؟ بدأ الظهور على تويتر الأسبوع الماضي بعد تقارير إخبارية تُفيد بأن بعض أبناء السياسيين يتم ترقيتهم على ما يبدو إلى الوظائف الحكومية العليا على الرغم من قلة الخبرة،  حتى يستمتعوا بأنماط الحياة الفاخرة من خلال أجورهم المُتضخمة. الحملة جاءت بعد توزيع صور حفل زفاف محسن موراديان، ابن السفير الإيراني في الدانمارك، وعارضة ومُصممة الأزياء "الإسلامية"، الإيرانية أناشيد حسيني، ما أثار انتقادات واسعة لما أُطلق عليه "العرس الملكي".

الأغازاده.. لهذا يجب أن ندفن النظام الديني؟

صحيفة "التليجراف" البريطانية نقلت عن أحد مستخدمي انستجرام، تعليقه على صور الزفاف، بقوله: "هذا الزواج الملكي يثير التساؤل حول أسس الجمهورية الإسلامية، ولماذا يجب أن نبدأ دفن Nezam (المؤسسة الدينية)". بينما قال موراديان وحسيني إنهما يغطيان شخصيًا جميع تكاليف الزفاف، بحسب الصحيفة. ويطلق الإيرانيون على أبناء قادتهم، الذين يستفيدون من المحسوبية داخل النظام، اسم "أغازاده"، والتي تُترجم تقريبًا إلى "الطفل الغني". "هذا كلام ساخن ومفاجئ عن أغازاده. لكنني لا أعتقد أننا أغازاده. أغازاده ليس شخصاً لديه سيارة بـ 30 أو 40 مليون تومان (5 آلاف إلى 7 آلاف جنيه إسترليني) وشقة مُستأجرة مساحتها 90 مترًا"، تقول زوجة موارديان في حسابها على انستجرام، الذي يتابعه نحو 333 ألف متابع.
 
في حين كشف محمود بهماني، مدير البنك المركزي الإيراني خلال فترة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، في الشهر الماضي، أن أكثر من 5000 "أغا زاده" يعيشون حاليًا خارج إيران.
نفى العديد من المسؤولين الإيرانيين أن يكون لأبنائهم وظائف حكومية، وقال بعضهم إن أولادهم عاطلون عن العمل أو يعملون لحسابهم الخاص، وأجبرت الحملة المتنامية العديد من المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم محمد جواد ظريف، وزير الخارجية، على شرح أماكن وجود أبنائه وما يفعلونه من أجل العيش.
"يبلغ قوام ثرواتهم 148 مليار دولار (115 مليار جنيه إسترليني) في حساباتهم المصرفية، وهو أكثر من احتياطي إيران من العملات الأجنبية.."
وقال بهماني للصحف المحلية: "يبلغ قوام ثرواتهم 148 مليار دولار (115 مليار جنيه إسترليني) في حساباتهم المصرفية، وهو أكثر من احتياطي إيران من العملات الأجنبية. نحن في حاجة إلى معرفة ما يصل إليهم في تلك البلدان الأجنبية عندما يكون 300 منهم فقط مسجلين كطلاب جامعيين".
وفي تويتر، قال أحد الأشخاص: "هذا لا يتعلق بإذا ما كانوا يعيشون في الولايات المتحدة أو في إيران، ولكن ماذا إذا كان طفلك يعيش مثل الطبقات الأخرى في المجتمع؟... هل يحصدون ثمرة جهودهم الخاصة أو يأكلون من ثروتنا؟" وتم تناول العديد من الصور التي تُظهر تباين نسق الحياة بين من هم في دوائر الطبقة الحاكمة وآخرين يعانون في مناطق مختلفة في البلاد.
وفي الشهور الأخيرة، خرج الإيرانيون في تظاهرات شتى في أنحاء البلاد اعتراضاً على تدهور أوضاع الاقتصاد، وهتفوا ضد مشكلات الفساد المترسخة والنظام المصرفي الفوضوي وارتفاع معدلات البطالة بعد عقود من سوء الإدارة. وفقد الريال الإيراني 80% من قيمته خلال عام مضى، فيما تضاعفت تكلفة وأسعار المواد الغذائية الأساسية. ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءاً بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران في الأسبوع الماضي عقب انسحابها من الاتفاق النووي في مايو الماضي.

ذعر المسؤولين.. "خامنئي لن يحارب الفساد لأنه هو وأقاربه على رأس القائمة"

نفى العديد من المسؤولين الإيرانيين أن يكون لأبنائهم وظائف حكومية، وقال بعضهم إن أولادهم عاطلون عن العمل أو يعملون لحسابهم الخاص. وأجبرت الحملة المتنامية عدداً كبيراً من المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم محمد جواد ظريف، وزير الخارجية، على شرح أماكن وجود أبنائه وما يفعلونه من أجل العيش. وقال ظريف، المتخرج في جامعة دنفر الأمريكية، إن أولاده أتموا دراستهم في الخارج وعادوا إلى إيران قبل نحو 6 سنوات. وقال موقع Fararou الإخباري في إيران إن الحملة "تسببت بحالة من الذعر" في البلاد، حيث يزداد عدد السياسيين الذين يكشفون عن ثروة أفراد عائلاتهم. منوشهر فرحباخش، وهو اقتصادي مُقيم في لندن، اعتبر أن الحملة دفعت حكام إيران إلى معالجة قضية الفساد المتفشي في صفوفهم، علماً أنها نها لا تستهدف المصدر الرئيسي للتعدي على ثروة الشعب الإيراني. وقال فرحباخش لـ"التليجراف": "إذا كان آية الله خامنئي يريد بجدية أن يرى أن نهب ثروات الشعب الإيراني قد تم القضاء عليه كما قال في خطابه الأخير، فإنه يجب أن يبدأ من أسرته". وأضاف: "كل ما يحتاج إليه هو وضع استبيان بسيط يسأل عن أسماء المسؤولين في نظامه ومقدار الثروة التي كانوا يملكونها قبل الثورة وما هم عليه الآن"، متوقعًا أنه "بطبيعة الحال لن يفعل ذلك أبداً لأن اسمه (خامنئي) هو وأقاربه من الدرجة الأولى يجب أن يكونوا على رأس القائمة التي تظهر كيف انتقلوا من أصحاب المزارع البسيطة إلى مليارديرات اليوم". وفي الأسبوع الماضي، طلب مرشد الثورة الإيرانية آية الله خامنئي من السلطات القضائية اتخاذ إجراءات "سريعة وعادلة" ضد "الظالمين الاقتصاديين".
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard