شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل قتلهم

هل قتلهم "التحالف العربي"؟ مقتل وإصابة عشرات الأطفال اليمنيين في هجوم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 9 أغسطس 201803:19 م
عشرات القتلى والجرحى في هجوم على حافلة تقلّ أطفالاً في سوق ضحيان في صعدة... تغريدة نشرتها في التاسع من أغسطس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولم يتعدَّ عدد كلماتها الـ14 كلمة، ولكنها تتحدث عن حدث يختصر معاناة المدنيين اليمنيين. فقد سبق أن أشارت تقارير أعدّتها العديد من المنظمات الدولية إلى أن اليمن صار مسرحاً لجرائم إنسانية دون أن تتخذ دول العالم موقفاً جدياً يوقف المأساة المستمرة منذ أعوام. وبحسب ما أكدته المنظمة الدولية، فإن الفرق الطبية في المستشفى المدعوم منها في تعمل على إنقاذ الجرحى. وذكّرت المنظمة في نفس التغريدة بأن القانون الدولي يفرض حماية المدنيين أثناء النزاعات وعدم استهدافهم. من جهتها، قالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في اليمن ميريتشل ريلانو، عبر حسابها على تويتر، إنها "قلقة للغاية من التقارير الأولية عن مقتل أطفال" مشيرة إلى أن "الفرق تتحقق من أعداد القتلى والجرحى"، ومضيفة: "الأطفال ليسوا هدفاً". وبحسب تقارير، قُتل أكثر من 40 شخصاً وأصيب أكثر من 50 آخرين. وفي تغريدة أخرى قالت ريلانو إنها تشاهد برعب الصور ومقاطع الفيديو القادمة من صعدة في اليمن، وإنه ليس لديها كلمات لتصف بها الأمر، متعجبة من أن يصبح الأطفال هدفاً عسكرياً.

مَن المسؤول؟

رغم أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تحدد مصدر الهجوم، إلا أن مصادر قبلية محلية اتهمت التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بالتسبب به. وقد نفّذت طائرات التحالف بالفعل غارات في محافظة صعدة، ولكن بحسب رواية التحالف، فإنه قام بما وصفه بعمل عسكري "مشروع". وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس) إن "الاستهداف الذي تمّ اليوم في محافظة صعدة عمل عسكري مشروع لاستهداف العناصر التي خططت ونفّذت استهداف المدنيين ليلة الثامن من أغسطس في مدينة جازان"، في جنوب السعودية. وكانت المملكة قد اعترضت مساء الثامن من أغسطس صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون من اليمن وأدى تناثر شظاياه إلى مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، بحسب الرياض. وقالت وكالة فرانس برس إن المتحدث باسم التحالف العربي لم يجب على أسئلتها بخصوص الحادث. واعتبر التحالف في بيانه أن الغارة على صعدة تمت "بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني"، مشدداً على أنه سيتخذ "كافة الإجراءات ضد الأعمال الإجرامية والإرهابية من الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كتجنيد الأطفال والزج بهم في ميدان القتال واتخاذهم كأدوات وغطاء لأعمالهم الإرهابية". أما فضائية "المسيرة" المتحدثة باسم الحوثيين، فقد وصفت الحادث بأنه "جريمة جديدة" لطائرات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. وكثيراً ما يتبادل الحوثيون والتحالف الاتهامات في ما يتعلق بما تصفه منظمات دولية بأنه جرائم حرب تُرتكَب في اليمن. على سبيل المثال، قتل 55 مدنياً وأصيب 170 آخرون بجروح في أعمال قصف في مدينة الحديدة، الأسبوع الماضي، بحسب ما أكدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتبادل التحالف والحوثيون الاتهامات بالوقوف خلف الهجمات.
عشرات الأطفال اليمنيين ينضمون إلى أكثر من 2200 طفل قُتلوا بسبب الأعمال الحربية، وعشرات آخرون ينضمون إلى أكثر من 3400 طفل جريح... مَن المسؤول؟

معاناة أطفال اليمن

ومنذ عام 2014، يشهد اليمن صراعاً بين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية، وزادت حدة المعارك مع تدخل "التحالف العربي" الذي تلعب فيه السعودية والإمارات أدواراً رئيسية، عام 2015. وتقول الدولتان الخليجيتان إنهما عازمتان على إيقاف ما تقولان إنه "المد الإيراني في اليمن". ويهدف التحالف إلى استعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً السيطرة على اليمن. وتسبب الصراع في اليمن بكارثة إنسانية. وبحسب أرقام رسمية من هيئات ومنظمات أممية، قُتل وأصيب عشرات الآلاف من المدنيين، كما تردّت الأوضاع الإنسانية وتفشت الأمراض والأوبئة خاصة الكوليرا. وفي يوليو الماضي، أفاد تقرير لليونيسف بأن الحرب في اليمن أودت بحياة 2200 طفل على الأقل، وأسفرت عن إصابة 3400 آخرين بجروح، مضيفة أن الأرقام مرشحة للارتفاع. وتحذّر الأمم المتحدة من أن أكثر من 60% من أطفال اليمن تحت سن الخامسة يعانون من سوء حاد في التغذية. وبحسب منظمات إغاثية، يحتاج أكثر 10 ملايين طفل إلى مساعدات إنسانية لمنع تدهور حالتهم. ويتعرض الأطفال اليمنيون لانتهاكات ضخمة، من ضمنها تجنيد طرفي الصراع لهم، بحسب تقارير أممية. وتقول السعودية دائماً إن إيران تدعم الحوثيين بالسلاح، لكن طهران تنفي ذلك. وتتكوّن قوات التحالف العربي من مزيج مختلف من الميليشيات والفصائل وأمراء الحرب القبليين والقبائل ذات المصالح المحلية، إضافة إلى متشددين من تنظيم القاعدة، بحسب ما سبق وكشفته وكالة "أسوشييتد برس" في تحقيق لها نشر في السادس من أغسطس. ويتهم مراقبون الولايات المتحدة الأمريكية بالصمت تجاه ما تصفه منظمات دولية بالجرائم التي تحدث بشكل متكرر في اليمن. وسلمت الولايات المتحدة ما قيمته مليارات الدولارات من الأسلحة إلى التحالف العربي لمحاربة الحوثيين، كما يقدم مستشارون أمريكيون للتحالف معلومات استخباراتية تُستخدم في استهداف خصومه على الأراضي اليمنية، فيما تزود الطائرات الأمريكية الطائرات الحربية التابعة للتحالف بالوقود جواً.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard