شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
طالبة سويدية تتحدى بشجاعة ركاب طائرة لإنقاذ أفغاني من الترحيل

طالبة سويدية تتحدى بشجاعة ركاب طائرة لإنقاذ أفغاني من الترحيل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 25 يوليو 201801:56 م

"لن أجلس حتى يتم إخراج اللاجئ الأفغاني (52 عاماًمن الطائرة". احتجاجٌ للطالبة السويدية إيلين إرسون (22 عاماًالتي كسرت الصمت حول قضايا الترحيل، مستخدمةً "البث المباشرعبر حسابها على "فيسبوككصرخةٍ، من أجل إنقاذ رجل "سيُقتل غالباً إن تم ترحيله في هذه الطائرة إلى أفغانستان"!

كانت الطائرة التي جمعتهما معاً تستعد للإقلاع من مدينة غوتنبرغ في السويد إلى إسطنبول في تركيا، ولكنها كمثلها من الطائرات، غير مصرح للإقلاع  بها حتى جلوس جميع الركاب، وهذا ما استغلته إرسون، لتعترض على ترحيله، مؤكدةً أن ما قامت به ليس جريمة

/

حمّلت السويدية ذنب اللاجئ الذي يواجه مصيراً مجهولاً قد ينتهي بالموت لقائد الطائرة وطاقم العمل و"بعضالركاب، ومشاهدي بثها المباشر الذي دام 14 دقيقة. كان البث أشبه بفيلم لبطلة شابة، ما يميزها عن غيرها كان ليس فقط إنسانيتها، بل جرأتها وإصرارها. "ما دمت واقفة، وآمل أن يقف آخرون، لن تستطيع الطائرة الإقلاع".

هاجمها رجل بريطاني وصفها بـ "الطفلة"، وحاول أن يأخذ منها هاتفها، حتى سقط أرضاً، لتحمله من جديد وتقول "من المؤسف أن يكون هناك رجل معرض للموت، وهناك أشخاص قلقون على فقدان رحلتهم".

وعندما قال لها "هذه قوانين بلادك"، أجابت "أعلم، لست معجبة بها، وأحاول تغييرها الآنليس من المعقول ترحيل الأشخاص إلى الجحيم".

لم ينتهِ حوارهما هنا، بل قال البريطاني "أنتِ تمنعين الجميع الآن من الوصول إلى وجهتهم"، فجاوبت "ولكنكم لن تموتوا".

تصفيق حار تلقته إرسون جعلها تبكي على إنجازها الذي "حاربتمن أجله طوال 14 دقيقة، ولكن من شاهد الفيديو، سيشعر حتماً بأن الدقائق كانت أضعاف ذلك، لما تحمله من مشاعر مختلفة، وتشويقهل ستتمكن هذه الشابة ذات الـ 22 ربيعاً من إنقاذ اللاجئ؟

Elin-Ersson-Stops-the-plane

بدت الشابة، وكأنها مذهولة مما تفعله، لتقول وبصوتها رجفة "هناك رجل تركي يوافقني الرأي، ويقول إن ما أفعله صحيح، أليس كذلك"؟، متسائلةً وهي تنظر إليه.

طُلب منها مراراً إغلاق البث المباشر، ولكنها لم تُلبِ الطلب، وفي الوقت ذاته، لم يُسحب هاتفها من بين يديها كما نتوقع أن يحصل في شرق أوسطنا، في مثل هذه المواقف.

هاجمها رجل بريطاني ووصفها بـ "الطفلة"، وحاول أن يأخذ منها هاتفها، حتى سقط أرضاً، لتحمله من جديد وتقول "من المؤسف أن يكون هناك رجل معرض للموت، وهناك أشخاص قلقون على فقدان رحلتهم أكثر من ذلك".
حمّلت السويدية ذنب اللاجئ الذي يواجه مصيراً مجهولاً قد ينتهي بالموت لكابتن الطائرة، طاقم العمل، "بعض" الركاب، ومشاهدي بثها المباشر الذي دام 14 دقيقة، كان أشبه بفيلم لبطلة شابة.

"هل تريدين السفر أم لا؟!"، هذا ما قاله لها أحد مضيفي الطائرة بعد أن "طفح الكيل"، ولكنها بقيت مصممة على قرارها "لدى الكابتن الحق بالقول إن الطائرة لن تقلع حتى يغادرها اللاجئ".

أما الانتصار الحقيقي، فكان عندما قيل لها "سنفتح الباب، ولن تسافرا، لا أنتِ ولا الرجل"، لتعود وتبدأ وصلة البكاء، مؤكدةً أنها حتماً ستغادر الطائرة ولكن ليس قبل اللاجئ.

بحسب خبراء قانونيين فإن إرسون تواجه حكماً بالسجن ستة أشهر بسبب عدم اتباعها القوانين، أما اللاجئ الأفغاني، فلا يزال يواجه شبح الترحيل على الرغم من محاولة الشابة السويدية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard