شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
من وَجْدة إلى ماري شيلي.. عدسة هيفاء المنصور تحكي هموم النساء

من وَجْدة إلى ماري شيلي.. عدسة هيفاء المنصور تحكي هموم النساء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 9 يوليو 201810:59 ص
معاناة المرأة السعودية لسنوات طويلة، ولاتزال، دفعت المخرجة السعودية هيفاء المنصور إلى حمل كاميرتها للتعبير عن هموم وأحلام النساء، في المملكة وخارجها. Haifaa-Al-Mansour ففي أول أفلامها، "وجدة"، إنتاج عام 2012، ناقشت التحديات التي تواجهها النساء السعوديات، والآن في جديدها، فيلم "ماري شيلي"، الذي طرح السبت 6 يوليو في دور العرض في المملكة المتحدة وأيرلندا، تقف على هموم المرأة لكن في ضفة أخرى من هذا العالم. A63557 ونشرت المنصور بوستر الفيلم عبر حسابها على موقع تويتر، مغردة: "إلى كل الأحبة في بريطانيا وجميع أنحاء المملكة المتحدة وإيرلندا نزل فيلمي "ماري شيلي" في السينمات الله الله بدعمكم، كل الحب". يحكي الفيلم تفاصيل في حياة الروائية البريطانية ماري شيلي، ويتناول أبرز التجارب التي عاشتها قبل أن تكتب روايتها الشهيرة "فرانكشتاين"  عام 1818.
ومثلما خلدت ماري شيلي اسمها كمدافعة قوية عن حقوق النساء، خلدت المنصور اسمها بهذا الفيلم، باعتبارها أول شخصية سعودية، تدير فيلماً عالمياً، من إنتاج أميركي، بريطاني، وأيرلندي مشترك. أدارت المنصور في الفيلم عدداً النجوم منهم، إيل فاننغ، التي لعبت دور المؤلفة "ماري شيلي"، ودوجلاس بوث الذي لعب دور الشاعر "بيرسي شيلي"، إضافة إلى مايسي ويليامز في دور "إيزابيل بيكستر"، وستيفن ديلان في دور "ويليام جودوين".

طريق هيفاء إلى "ماري شيلي"

يبدو أن اختيار المنصور تم بسبب أنها مخرجة سعودية، واجهت صعوبات عدة حتى استطاعت النجاح في عالم الإخراج، وبحسب ما قالته المخرجة السعودية لموقع celebretainment.com فإنها لم تكن ضمن الترشيحات الرئيسة في الفيلم في البداية، لذلك لم تصدق حين عرض عليها إخراج العمل. Farah2 أنهم حين أرسلوا لها سيناريو الفيلم كانت مندهشة بعض الشيء، وسألت وكيلها إذا كانوا يعلمون أنها من من المملكة العربية السعودية، أم الأمر مصادفة، وحين قرأت النص شعرت بتعاطف حقيقي مع الشخصية، وأحسَّت أيضاً بكل الصعوبات التي واجهتها الشخصية في رحلتها. وجدت المنصور أن قصة ماري تتشابه مع قصص النساء في كل مكان، وأن رحلتها يجب أن تحتفي بها كل النساء، باعتبار أن الفيلم رسالة لكل المشككين في قدرة النساء على النجاح. ماري شيلي هي الكاتبة الإنجليزية مبدعة شخصية فرانكنشتاين، وزوجة الشاعر بيرسي شيلي، ولدت في لندن لعائلة مثقفة، وتعدُّ من أهم المدافعات عن المرأة وحقوقها. وهيفاء هي أول امرأة سعودية تصنع الأفلام المحترفة، وتدافع أعمالها عن حقوق النساء، وكان عليها أن تتغلب على تحديات هائلة لفرض نفسها كمخرجة لها رؤية مختلفة وقادرة على صناعة أفلام مميزة. تقول المنصور لـ celebretainment: "عشت في السعودية والسينما غير قانونية والناس لم يؤمنوا بي وبعملي. كانوا يتعاملون معي بسخرية، إن الأمر مؤلمٌ حقاً عندما يرفضُ الناس إبداعك". وكانت ماري في بداية العشرينيات حين اتجهت إلى واحدة من دور النشر، وهي تحمل مخطوطة روايتها، ولم يصدق الناشر أنها صاحبة الرواية بسبب تميزها الشديد، وتفاصيلها العلمية المعقدة، بينما شيلي لا زالت صغيرة.
مثلما كانت المخرجة هيفاء المنصور صانعةَ أول فيلم سعودي يدخل سباق الأوسكار، أصبحت أيضاً أول شخصية سينمائية سعودية تخرج فيلماً عالمياً هو "ماري شيلي".
هيفاء المنصور: عشتُ في السعودية والسينما غير قانونية، الناس لم يؤمنوا بي وبعملي، كانوا يتعاملون معي بسخرية، إن الأمر مؤلمٌ حقاً عندما يرفضُ الناس إبداعك.
يعتبرُ مشهد رفض الناشر نشر رواية فرانكنشتاين، ملهماً، ومعبراً عن كيفية شعور كل امرأة مبدعة بالألم، حين يُرفض إبداعها. تُظهر قصة ماري شيلي، التي وَثقَت بطريقة أدبية شيقة، فكرة إعادة الحياة لميت، كيف أن النساء يواجهن تحديات شديدة حين يردن التعبير عن أنفسهن والسير في طريق النجاح. رواية فرانكنشتاين لماري شيلي كانت قد حققت نجاحاً عالمياً، وقدمت القصة في العديد من الأفلام السينمائية. يعُدُّ عمل "وجدة" لهيفاء المنصور، أول فيلم يتم تصويره داخل حدود المملكة العربية السعودية، وحقق نجاحاً كبيراً، خاصةً أنه يناقش بشكل إنساني جذاب وضع النساء في السعودية والكثير مما يحدث خلف الأبواب المغلقة، وهو أول فيلم يمثل السعودية في سباق الأوسكار.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard