في إعلانه عن التشكيلة الرسمية للمنتخب الإنجليزي التي ستسافر الى مونديال روسيا، اختار الاتحاد الإنجليزي أن يخبر جمهور الفريق بالأسماء عن طريق فيديو على فيسبوك.
مراهق أسمر بشعر مضفَّر وشابة بيضاء في سنه بشعر برتقالي يفتتحان الفيديو من أمام محطة مترو "ويمبلي بارك " الملاصقة للاستاد الذي يحمل نفس الاسم، صور لمراهقين في ضواحي لندن ومانشستر بأصول مختلفة، هندية وكاريبية وإفريقية تعلن أسماء تذهب المونديال للمرة الأولى.
وفي المقعد الأخير فتيةٌ يعلنون اسم أحدث المنضمين، روبن لوفتس تشيك المنتمي لضاحية لويشام، حيث يكاد اللون الأبيض يختفي من وجوه سكانها. شاب يعلن اسم الحارس بيكفورد بينما يقف في مرمى ملعب مغلق كملاعب ضاحية " كرويدون" في لندن حيث أصبحت حوادث الطعن قضية يضحك عليها الإنجليز في نوادي الكوميديا، بينما يستجوب نواب الحكومة عنها في مجلس العموم.
وفي الفيديو أيضاً تظهرُ فتيات في فريق كرة قدم يعلنَّ اسماً آخر من ملعب ممطر، تأكيدا لدخول كرة السيدات بيت الكرة الإنجليزية رغم ما صاحبها مؤخراً من فضائح التحرش والعنصرية التي اضطر الاتحاد بنفسه إلى تعويض ضحاياها.
تماماً كهذا الفيديو المنزلي، تبدو نسخة إنجلترا في مونديال روسيا، طبخةٌ منزلية مصنوعة من مكوناتٍ محلية، فيها تشكيلة مما شاهده الإنجليز على شاشاتهم الكروية في السنوات الأخيرة، القليل من اختيار كونتي للّعب بثلاثي دفاعي فاز به بالدوري مع تشلسي، القليل أيضا من أفكار جوارديولا في اللعب بظهير من ثلاثي قلب الدفاع وتوظيف ستيرلينغ كرأس حربة متأخر أحيانا، استنساخ اعتماد مورينيو على اشلي يونج كظهير وحب بوتشيتينو لحركة كيران تريبيير من اليمين، وأخيراً الكثير من الإرث المتعلق بالاعتماد على الكرات العرضية والثابتة وفاء لكليشيهات اعتاد المعلقون العرب على ترديدها.
على الخط يقف جارث ساوثجيت وكأنه منتج لأحد أفلام العائلة لقناة ديزني، لا يهدف لصنع فيلم للأوسكار لكنه يعطي شباباً كجيسي لينجارد ووهاري ماجواير فرصة العمر لتصدر العناوين، مستفيدا من كون الفريق يفتقد لشخص بإبهار ديفيد بيكهام أو بملحمية ستيفن جيرارد أو بنجومية واين روني التي طالما بحثت عنها الصحف الإنجليزية لبيع نسخ صيفية إضافية عن كبش الفداء بعد كل خروج من المونديال.
يقف جارث ساوثجيت وكأنه منتج لأحد أفلام العائلة لقناة ديزني، لا يهدف لصنع فيلم للأوسكار، لكنه يعطي شباباً كجيسي لينجارد ووهاري ماجواير فرصة العمر لتصدر العناوين
تشكيلة المنتخب الانكليزي في فيديو يختصر مشاهدات الانكليز الكروية خلال السنوات الأخيرةليس هنا مجال للحديث عن منتخب كامل للمهاجرين لايحبه اليمين الأوروبي في وجود قائد أشقر كهاري كين، وعملاق يشبه مدافعي الثمانينيات كماجواير، كما يصعب الحديث عن تمييز كالذي يطال البريطانيين السود في صناعة التلفزيون "أقل من عشرين بالمائة فقط" في وجود ستيرلينغ بالرقم عشرة إلى جوار ديلي إلى صاحب الأصل النيجيري خلف كين. إنجلترا البلد الذي أصبح مهووسا بإثبات تعدديته يصل وبمنتخب منزلي غير مبهر يدربه شخص هبط بميدلسبرة للدرجة الثانية لنصف النهائي في مونديال روسيا، ناقلاً الضجة هناك من السؤال عن الحياة بعد الـ"بريكست" إلى الحلم بعودة الكرة إلى المكان الذي يعتبرونه بيتها مهما توالت الإخفاقات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Aml Agam أمل عجم -
منذ 11 ساعةسوف اقتبس منها في البحث الذي أقوم بعمله وسوف أذكر المصدر شكرا من القلب ❤️
مستخدم مجهول -
منذ يومينخدني معك
ايم -
منذ 4 أياماللهم أجعل محمد زوجا لي ومن نصيبي ادعو لي
شهد نصر -
منذ 4 أيامبالنظر لأسمك فعلى ما يبدو إنك مسلمة رغم إن كل ما ف المقالة لا يعبر عن ديانتك او مجتمعك بل وتحترمي...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 6 أياممقال ممتع. في الوقت عينه هناك أنواع كثيرة من القراءة وهناك دائماً دوافع خلف القراءة. في تعليم...
Robin Le Corleone -
منذ أسبوعهبد وتدليس . دماغ الرجل أكبر بنسبة ثلاثين بالمئة من دماغ النساء وعدد خلايا دماغ الرجل أكبر بكثير...