اغتصب فتاة يهودية في ألمانيا وهرب لبلاده.. ما قصة بشار وسوزانا؟

في 22 مايو الماضي، خرجت المراهقة الألمانية سوزانا فيلدمان (14 عامًا)، لكنها لم تعد للبيت في المساء بعد نزهة مع أصدقائها. ولَد اختفاءها لأكثر من أسبوعين حالة من الغموض حول مصيرها، قبل أن تتكشف خيوط قصتها مع أحد المهاجرين. خلال الساعات القليلة الماضية ، سلمت شرطة كردستان العراق السلطات الألمانية المهاجر بشار علي (20 عامًا)، بعد يوم من طلب من برلين  لاشتباهها في اغتصابه وقتله الفتاة. القضية فجرت غضب الرأي العام الألماني ضد اللاجئين، تزامنا مع تصاعد تيار اليمين المناهض لوجودهم في البلاد، وجدد الانتقادات ضد سياسات المستشار الألمانية أنجيلا ميركل بخصوص اللاجئين.

من هو بشار علي؟

شهد العام 2015 تفاقمًا لأزمة اللاجئين، الذين سجلوا أرقامًا قياسية في أعدادهم، خاصة مع فرار مئات الآلاف، نتيجة للحرب الأهلية الدائرة في سوريا والأوضاع غير المستقرة في العراق آنذاك، والتي ساهمت في هجرة ونزوح الملايين في نهاية الأمر. في هذا العام، وصلت أسرة "بشار علي"  مع أسرته العراقية إلى ألمانيا في أكتوبر 2015، ونزلت في مركز للاجئين في مدينة فيسبادن، عاصمة ولاية هيسن الألمانية. وخلال فترة بقاء أسرته في ألمانيا، تسبب بشار في العديد من المتاعب، فتقول معلومات سابقة أنه اغتصب طفلة عمرها 11 عاما في مركز للاجئين، إلا أنه لم يتم الاهتمام بالواقعة بشكل كاف، كما اتهم من قبل بالمشاركة في أعمال شغب ومهاجمة شرطية بسكين. وعندما حان ديسمبر 2016، رفضت السلطات الألمانية طلبه اللجوء، ما دفعه إلى الطعن على القرار. عاد الشاب إلى دائرة اهتمام السلطات من جديد عندما اختفى على أثر انقطاع أخبار الفتاة سوزانا، التي أبلغت أسرتها بفقدانها في 22 مايو الماضي، حتى عُثر على جثتها في حفرة بمنطقة وعرة على أطراف المدينة. وتبيَن أن الفتاة، التي تنحدر من عائلة يهودية، تعرضت لاعتداء جنسي وهجوم عنيف، وفق ما أظهر تقرير تشريح جثتها. بينما استبق بشار علي ذلك بالعودة إلى موطنه على متن طائرة من دوسلدروف إلى اسنطبول ومنها إلى إربيل (شمال العراق)، في الثاني من يونيو مع جميع أفراد عائلته، وهو ما أثار تساؤلات حول يقظة الشرطة، وتأخر الاشتباه في تورطه في الحادث. وفي قرابة الثانية فجرًا، أوقفت الشرطة الكردية في فندق في زاخو في نطاق مدينة دهوك العراقية. وقالت إن "الشاب وهو من كردستان اعترف خلال التحقيق معه بعد ايقافه بقتل الفتاة الألمانية" خنقاً. وبعدها أقلته طائرة خطوط لوفتهانزا إلى فرانكفورت ومنها بمروحية إلى مقر شرطة فيسبادن، على بعد حوالى 30 كيلومتراً، للاستماع لإفادته قبل أن يمثل أمام قاض يرجح أن يقرر إبقائه في التوقيف قيد التحقيق. ?s=19

مسيرات بيضاء.. وانتقادات لسياسات ميركل

"بالنسبة إلى أسرة الفتاة هذا عزاء بسيط وقلبي معهم في هذ الوقت العصيب... لكن بالنسبة للدولة ولمجتمعنا، من المهم الكشف عن الجرائم وتقديم المشتبه بهم للعدالة"، قالها هورست زيهوفر، وزير الداخلية الألماني، في تعقيبه توقيف بشار علي. ربما يحسب نجاحًا للشرطة ضبط المتهم، لكن قوى سياسية يمنية استغلت الواقعة في تصعيد هجومها ضد سياسات ميركل بحق اللاجئين التي سمحت لمليون لاجئ بدخول البلاد. وشهدت مدن ألمانية مسيرات "بيضاء" صامتة ينظمها يمينيون متطرفون، لإدانة مقتل سوزانا، وتوجيه انتقادات إلى المستشارة الألمانية.   يأتي هذا في وقت قالت والدة المتهم لـ"دويتشه فيلله"، إنه كان تحت تأثير الكحول عندما وقع الحادث، لدرجة أنه لم يتذكر الوقائع في اليوم التالي.